قالت الصحفية الهولندية «يوديت اسبيخل» في أول ظهور لها، مع زوجها «بودواين بريندسن»، بعد إطلاق سراحهما، إنها لا تعرف هوية خاطفيها الذين احتجزوها نحو نصف عام في إحدى المناطق النائية باليمن، وأنها لا تعرف ما إذا كان إطلاق سراحها تم عبر صفقة ودفع أموال، لكنها ألمحت إلى انها ستقدم مزيد من المعلومات عند وصولها إلى هولندا. وعقدت يوديت وزوجها مؤتمراً صحفياً في وقت مبكر من فجر اليوم الأربعاء في مطار صنعاء الدولي قبل مغادرتها صوب هولندا، بعد أن خاضت تجربة عصيبة مع الاختطاف في اليمن انتهت السبت الماضي، ولم يُعلن ذلك سوى أمس الثلاثاء. لمشاهدة ألبوم الصور اضغط هنا
وقالت في بداية المؤتمر الصحفي إنها ما تزال تحب هذا البلد وتتمنى لليمنيين الخير.
وقالت يوديت إنها لا تعرف منهم وراء اختطافها «لا أعرف الكثير، فقط رجال قبائل، يطلق على أنفسهم قراصنة الشمس، ربما انهم كذلك، قراصنة الصحراء».
لكنها ألمحت إلى انها ستتحدث بتفاصيل أكثر عندما تصل بلادها قائلة «سأحاول اكتشاف المزيد حول هذا الأمر، لكننا لم نتحدث مع كثير من الناس، عندما نكون في هولندا ستكون هناك معلومات أكثر، حاولوا التواصل معي هناك، يمكنكم العثور على حسابي على الفيسبوك».
وأشارت الصحفية الهولندية إلى أنها لا تعرف حتى الآن ما إذا كان هناك أي صفقة للتبادل ودفع فدية، وقالت «ثقوا بي.. أريد أن أعرف ذلك أيضاً، لأنني مثلكم (صحفية)، لا أعرف الكثير حتى الآن، ولا أريد أن أثير شائعات (حول هذا الأمر) لأنني أعرف كيف تعمل (الشائعات)».
وتحدث بودواين بريندسن للصحفيين حول الخاطفين قائلاً: «بالطبع الجميع يتحدث انهم القاعدة، لكننا لم نجد انطباعاً عنهم بأنهم من القاعدة، إذا كانوا كذلك فهم كانوا متخفين بشكل جيد».
وتابعت يوديت «أعرف انه كانت هناك الكثير من الشائعات بأننا كنا محتجزين لدى القاعدة، لكنني لست متأكدة بشأن ذلك».
ونفت أن يكون الخاطفون قد أوصلوها إلى السفارة الهولندية في صنعاء، كما أعلنت وسائل الإعلام الحكومية اليمنية، وقالت رداً على سؤال ل«المصدر أونلاين» إن «أشخاصاً آخرين (يعتقد انهم وسطاء) أخذونا من الخاطفين وسلمونا إلى السفارة الهولندية، بصنعاء».
وأكدت يوديت أنه تم إطلاق سراحها وزوجها يوم السبت الماضي، خلافاً للإعلان بأنه جرى إطلاق سراحهما أمس الثلاثاء.
ورداً على سؤال لمندوب «المصدر أونلاين» حول ملابسات اختطافها، ردت يوديت «تخيل نفسك وانت تمشي في الطريق، الساعة الثانية ظهراً، عندها تتوقف سيارة بالقرب منك، وينزل بعضهم موجهين بنادقهم صوبك، ببساطة ستصعد إلى السيارة، لأنه من الأفضل لك أن تكون مختطفاً لا أن تكون قتيلاً».
وأكدت أن الخاطفين عصبوا عيونهما أثناء عملية الاختطاف.
ورفعت الهولندية يوديت يديها المزركشتين برسوم الحناء والخضاب، وكذلك يدي زوجها المخضبتين كذلك، وقالت ان الخاطفين كانوا يلبسونهما اللباس التقليدي للنساء اليمنيات، ويغطونهما بالبالطو، والذي كان بمثابة جواز مرور من نقاط التفتيش الأمنية.
وقالت «هذه مشكلة كبيرة.. إذا كان على السيارة نساء يمكنك تجاوز أي نقطة تفتيش أمنية بسهولة.. ضع بعض النساء والأطفال على السيارة وانطلق».
وأضافت يوديت ان الخاطفين كانوا يجبرونهما على لبس ملابس النساء «لكنهم كانوا يشتكون لأن بودواين طويل القامة»، قالتها وهي تنظر إلى زوجها وهما يتبادلان الضحك.
وأشارت إلى أنها لا تعرف المكان الذي كانا محتجزان فيه، «لأنه كان يجري نقلنا بعض الأحيان من مكان إلى مكان»، مشيرة إلى ذلك المكان كان خارج العاصمة صنعاء.
وحول شعورها من هذه التجربة المريرة لحادثة الاختطاف، قالت يوديت رداً على سؤال ل«المصدر أونلاين» إنها غير مسرورة بالمرة لهذه التجربة.
ورداً على سؤال حول نيتها العودة إلى اليمن، قالت إنها تتمنى ذلك.
ودعت الحكومة اليمنية إلى الاهتمام بالجانب الأمني بشكل أكبر، وقالت إنه لن يكون هناك استثمارات أو سياحة مالم يكن هناك أمن جيد.
كما دعت وسائل الإعلام إلى لعب دور كبير في قضايا الاختطاف، وقالت «أتمنى من كل قلبي أن تتوقف الاختطافات في اليمن». وقالت «لكل أولئك الذين ما يزالون مختطفين، إذا كانوا يتلقون الأخبار بطريقة ما، أتمنى أن يمنحهم ذلك (إطلاق سراحها) الأمل».
من جانبه، رد السفير الهولندي بصنعاء يورون بيرهل على سؤال ل«المصدر أونلاين» حول دفع فدية قائلاً «لم ندفع أي أموال، وأريد أن أقول ان دفع فدى للخاطفين سياسة سيئة».
وأنكر حصول السفارة الهولندية على معلومات بشأن الخاطفين، وقال إنه جرى إيصالهما (يوديت وبودواين) إلى السفارة «وكانت مفاجأة بالنسبة لنا»، مشيراً إلى أن تدخل السفارة كان بعد إطلاق سراحهم.
من عبدالحكيم هلال، ويوسف قاضي، وشادي ياسين. خاص بالمصدر أونلاين