وسط خلافات حول ملف الأسرى، تسلمت المملكة العربية السعودية، مساءأمس الأثنين الجندي أول يحيى بن عبد الله الخزاعي، كأول أسير أفرج عنه المتمردون الحوثييون من بين خمسة أسرى يحتجزونهم على خلفية المواجهات بين الطرفين على الحدود اليمنية السعودية. لكن مساعد وزير الدفاع السعودي كشف - عقب استقباله الجندي الخزاعي - عن وجود أسيرين فقط على قيد الحياة بالإضافة إلى الخزاعي. يأتي ذلك، بعد أن كانت مصادر مقربة من اللجان الميدانية في صعدة، قالت ل "المصدر أون لاين" إن عبد الملك الحوثي يرفض تسليم الجنود السعوديين المحتجزين لديه، قبل أن يقوم الجانب السعودي بإطلاق سراح كافة المعتقلين من أنصاره في السعودية. غير أن السلطات اليمنية، أعلنت أمس عن تسلمها الأسير السعودي من الحوثيين، بعد أن تم تسليمه الى لجنة الوساطة في مدينة صعدة، حيث تم إيصاله مباشرة إلى سفارة المملكة في العاصمة صنعاء. وأكدت صحيفة الوطن السعودية أمس، أن الجندي المفرج عنه وصل إلى مطار قاعدة الملك خالد الجوية بالرياض، على متن طائرة أقلته من صنعاء، وكان في استقباله بمطار القاعدة الجوية مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية . ويعد الافراج عن الاسرى اليمنيين والسعوديين المحتجزين لدى الحوثيين، أحد البنود الستة التي وافق عليها المتمردون، بعد أن طرحتها الحكومة اليمنية، كشروط أساسية لوقف اطلاق النار. وعلى ضوء تلك الموافقة، تم أيقاف العمليات العسكرية منتصف ليلة الخميس/الجمعة الماضية، بعد حوالى ستة اشهر من القتال. وشكلت أربع لجان للتنفيذ على أربعة محاور هي: صعدة، سفيان، الملاحيظ، والحدود السعودية اليمنية.وتتابع تلك اللجان تطبيق البنود الستة بما في ذلك فتح الطرقات ونزع الالغام وتسليم الاسرى. ونقلت وكالة فرانس برس أمس على لسان الناطق بأسم الحوثيين محمد عبدالسلام، قوله ان الخزاعي "مصاب في رجله وقد اصيب في المواجهات الاخيرة" مشيراً إلى ان الافراج عن الجندي يشكل "مبادرة انسانية لتلطيف الاجواء وللتعبير عن حسن النية"، داعياً السعودية الى إتمام ملف الاسرى. حيث يطالب الحوثيون الطرف السعودي بالإفراج عن أسراهم المحتجزين لدى المملكة، والذين تفيد بعض الأخبار أن عددهم يصل إلى 31 أسير.. لكن الخلافات مازالت تسود ملف الأسرى، بين الجانبين السعودي والحوثيين، حيث يرفض الجانب السعودي تسليم الأسرى الحوثيين بموازة الأسرى السعودين. وأفاد مصدر من التمرد الحوثي الاحد ان "الجانب السعودي يرفض تسليم المحسوبين علينا المعتقلين لديه، بما في ذلك الى الحكومة اليمنية". وأكد المصدر ان المتمردين يريدون ان تسلم السلطات السعودية الحوثيين الذين تحتجزهم بموازاة تسليم الاسرى السعوديين. بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس. وفي هذا الإطار افاد مصدر مشارك في الوساطة - بحسب الوكالة ذاتها - أنه "يجرى حالياً متابعة تسليم الاسرى السعوديين الاربعة الاخرين، خلال الساعات القادمة". واضاف انه "بعد مفاوضات استمرت 24 ساعة مع الحوثيين تم اقناعهم بترك موضوع اسراهم لدى السعوديين والبالغ عددهم 31، للسلطات اليمنية للتفاوض بشأنهم مع المملكة". وفي السياق نسب موقع "المصدر اون لاين" لمصدر في لجنة تنفيذ النقاط الست، أمس ألأثنين، إن الحوثيين مصرين على إبقاء بقية الأسرى السعوديين محتجزين حتى يبدأ السعوديين بالبت بموضوع أسراهم. لكن المملكة مازالت ترفض حتى الآن أي وساطة مع الحوثيين في هذا الجانب، فمن جهته "أفصح الأمير خالد بن سلطان [مساعد وزير الدفاع السعودي]عقب استقباله الجندي الخزاعي عن وجود أسيرين على قيد الحياة بالإضافة إلى الخزاعي الذي تسلمناه . وأكد أنه لا وساطة مع الحوثيين، وأن الحديث سيكون فقط مع الحكومة اليمنية وفخامة الرئيس اليمني" بحسب ما نقلته صحيفة الوطن أمس. وأضاف الأمير "أن حدودنا الجنوبية الآن آمنة ولا وجود لإطلاق نيران". وكانت المملكة السعودية، أمهلت الحوثيين 24 ساعة فقط لتسليم الأسرى الخمسة. حيث أكد الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية - خلال افتتاح معرض القوات المسلحة للمواد وقطع الغيار 2010 في معرض الرياض الدولي السبت الماضي - أنهم أمهلوا الحوثيين 48 ساعة لإعادة الأسرى الخمسة الموجودين لديهم، مع أنه لم يحدد خيارا آخر في حالة الرفض. وجاء في معرض حديث الأمير خالد "أن القوات المسلحة ستكون مرابطة ومساندة لحرس الحدود بأمر من خادم الحرمين الشريفين، إلى أن يعود كل شيء إلى ما كان عليه، مشيراً إلى أن «كل ما يحدث داخل الأراضي اليمنية شأن لهم، والحديث يكون مع الحكومة اليمنية". في إشارة إلى المفاوضات التي تجري بين الجانبين اليمني والحوثيين حول إتفاقية أيقاف إطلاق النار، وتنفيذ البنود الستة. وقال الأمير خالد "مطالبنا بسيطة وهي عدم بقاء أي متسلل على أراضي المملكة وهذا حققناه، ليس رغبة منهم بل قوة منا باستعادة جميع الأراضي السعودية".