توالت ردود الأفعال الغاضبة والمنددة بحادثة قصف مجلس عزاء في مدرسة «سناح» بمحافظة الضالع أول أمس بقذائف دبابات من اللواء 33 مدرع، أسفرت عن مقتل 19 شخصاً على الأقل وجرح 28 آخرين. واعتبرت رئاسة مؤتمر الحوار وقوى سياسية الحادثة استهدافاً لعملية الانتقال السياسي في البلاد، وترج�'ح تلك المواقف محاولة قوى معادية للتغيير لنسف الحوار. وأدانت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل وأمانته العامة بأشد العبارات جريمة قصف مجلس العزاء، وتمنت إلا تكون «إحدى المحاولات اليائسة لعرقلة مسارات التسوية السياسية التي أوشك مؤتمر الحوار على استكمال لبناتها».
وفي بيان صدر عنها يوم أمس، أهابت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار وأمانته العامة ب«الجميع أفراداً ومنظومات ومؤسسات الوقوف صفاً واحداً لإفشال كل مخططات إعاقة مسارات الانتقال إلى اليمن الجديد، وكل محاولات جر الوطن إلى أتون الاحتراب والخراب» - حد تعبيرها.
كما طالب هيئة رئاسة مؤتمر الحوار لجنة التحقيق في جريمة قصف مجلس العزاء «بسرعة الكشف عن ملابساتها وإطلاع الرأي العام على كل التفاصيل، وتقديم الفاعلين إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل».
من جهتها، أعلنت الأمانة العامة لحزب التجمع اليمني للإصلاح إدانتها واستنكارها لاستهداف مخيم العزاء في سناح، وطالبت بفتح تحقيق شفاف وعلني في الحادث وبسرعة التحقيق مع المسؤولين وتقديمهم للمحاكمة.
وطبقاً لبيان صدر عنها فور وقوع الحادث، اعتبرت الأمانة العامة للإصلاح جريمة قصف مخيم العزاء «محاولة جبانة لتعقيد المشهد السياسي بعد الانفراج الذي جاء بعد التوقيع على وثيقة حل القضية الجنوبية»، ودعت إلى «تفويت الفرصة على من يريدون ضرب التوافق الوطني وعرقلة الجهود الأخيرة لإنهاء مؤتمر الحوار الوطني».
كما طالبت الجهات المختصة ب«سرعة معالجة الجرحى وتقديم العون لأسر الضحايا والمصابين» وفقاً لتعبير البيان.
من جهته، أدان الحزب الاشتراكي ما وصفه ب«العمل الإجرامي»، وطالب الدولة بتحم�'ل مسؤولياتها «في التحقيق الجاد والفوري ومعاقبة من أقدموا على ارتكاب هذه الجريمة البشعة واتخاذ الإجراءات الصارمة لينالوا جزاءهم الرادع، وتعويض أسر الضحايا»، كما دعت أبناء الجنوب إلى «ضبط النفس وعدم الانجرار وراء ما تسعى وتخطط له القوى المشبوهة».
ولفت بيان أمانة الحزب الاشتراكي إلى وجود «من يحاول العبث ومحاولة خلط الأوراق أمام الاستحقاقات التي ناضل ويناضل من أجلها الشعب في الجنوب ويسعى إلى نسف مخرجات الحوار الوطني الذي يوشك أن يعلن عن إنهاء أعماله والخروج بوثيقة تكون جامعة ترسم ملامح اليمن الجديد وبناء الدولة اليمنية الضامنة».
وعد الاشتراكي استهداف المدنيين تعبيراً عن «مدى الصلف الذي وصلت إليه القوى التي لا يروقها التوصل إلى حلول في إطار التسوية السياسية وتعمد إلى زرع الالغام وتأزيم الأوضاع واستغلال حالة الغضب الجماهيري في الجنوب المعب�'ر عنها بالحراك السلمي، فتلجأ إلى استخدام القوة المفرطة في محاولة منها لجر المواطنين في الجنوب للمواجهة المسلحة».
في السياق ذاته، أدان الحزب الناصري استهداف مخيم العزاء، معتبراً الحادث «جريمة إبادة وقتلاً بدم بارد واستسهالاً بأرواح المواطنين ودمائهم وعملاً دنيئا يهدف إلى زج المحافظة في الفوضى والعنف والاقتتال لتحقيق أهداف غير وطنية».
ودعا بيان الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الرئيس هادي إلى التحر�'ك العاجل واتخاذ قرارات «ترتقي ومستوى الحادث البشع بناءً على ما ستكشفه نتائج التحقيقات عن ملابسات الحادثة ودوافعها ومن يقف وراءها».
في الوقت ذاته، حذ�'ر التنظيم الرئيس هادي من مغبة التباطؤ في اتخاذ القرارات الخاصة بأحداث أمس الأول، وأكد أن المعالجات يجب أن تكون آنية وحاسمة لمنع تداعيات سلبية قد تتولد جراء إعفاء الجناة من العقاب - طبقاً لتعبير البيان.
من جهته، استنكر حزب المؤتمر الشعبي قصف مدنيين في منطقة سناح بمحافظة الضالع، ظهر أمس الأول الجمعة، ودعا إلى «التحقيق الشفاف في ملابسات الجريمة»، وحث�' الحكومة على «سرعة تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين».
كما اشاد حزب المؤتمر في بيان صادر عنه بتوجيهات الرئيس هادي بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة، داعياً اللجنة إلى الإسراع في «إجراء التحقيق وإعلان النتائج للرأي العام وتقديم المتورطين فيها للمحاسبة وسرعة التعويض العادل لأسر الضحايا».