احتشد مئات من رجال القبائل المسلحين في محافظة الجوف أمس الاثنين بعد تحركات كبيرة لمسلحي جماعة الحوثيين في مديرية البُقع وكتاف بصعدة المحاذية لتلك المنطقة وسط خشية من اندلاع مواجهات بين الجانبين. وشن الحوثيون هجوماً كبيراً على مديرية «البقع وكتاف» وسيطروا على مواقع لمسلحين سلفيين بعد أشهر من الاشتباكات بين الجانبين خلفت مئات القتلى والجرحى.
وقالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن مجاميع حوثية مسلحة داهمت منازل سكان في وادي أبو جبارة بصعدة وهجرت ساكنيها، بينما فضل بعض السكان النزوح على البقاء تحت هيمنة الحوثيين.
وأضافت ان الحوثيين يقولون إنهم يريدون العبور عبر طريق «البقع – الجوف» بقوة عسكرية كبيرة، وهو ما جعل زعماء قبيلة دهم في الجوف تجتمع بالقرب من الحدود الفاصلة بين المحافظتين للتعبير عن رفضهم للتحركات الحوثية.
ولقبائل دهم انتشار في محافظة الجوف، إضافة إلى بعض مناطق مديرية «كتاف والبقع» في صعدة.
وقال زعماء قبليون في قبيلة دهم إن هدف الحوثيين من التقدم هو السيطرة على أراضيهم وضمها إلى اقطاعية تابعة لعبدالملك الحوثي وانهم يرفضون هذا ويرفضون تقدمه.
وقال شهود إن مئات من رجال القبائل المسلحين بقبيلة دهم اجتمعوا وتوزعوا على عدة مناطق لأول مرة منذ سنوات، وقالوا إنهم سيصدون أي محاولة لتقدم المسلحين الحوثيين الذين يملكون أسلحة ثقيلة.
وردد المقاتلون خلال اجتماعهم أمس الاثنين الأهازيج الشعبية التي تتضمن تعاهدهم على الموت في سبيل منع الحوثيين من السيطرة على أراضيهم.
وتحدث زعماء قبائل خلال الاجتماع، وقالوا إنهم جاءوا للدفاع عن أراضيهم من تهديدات الحوثيين، وانهم يُفضلون أن يُدفنوا في أراضيهم «ولا ان يأتي الحوثي ليهين كرامتنا كما رأيناه فعل في كثير من القبائل التي دخل أراضيهم».
ومدد الحوثيون سيطرتهم على مناطق جديدة خارج محافظة صعدة، معقل الجماعة، خلال السنوات الماضية مستغلين ضعف الحكومة والاضطرابات الأمني التي حدثت خلال الانتفاضة الشعبية عام 2011.
وقال زعماء القبائل تعليقاً على تهديدات للحوثيين بعبور أراضيهم «سنرد الحوثي المعتدي و(عليه) ألا يفكر أبدا ان بإمكانه السير في أراضينا.. فباطن الارض خير لنا من ظاهرها».
وقالت مصادر قبلية إن قبيلة «دهم» حصلوا على معلومات ان الحوثيين سيتحركون بالقوة من تلك المناطق، ويسعون للوصول إلى مديرية الحزم مركز محافظة الجوف للسيطرة عليها.
وللحوثيين أنصار في عدة مديريات بمحافظة الجوف، ويقيمون أنشطة الجماعة، كما يديرون بعض البلدات والقرى هناك.