بات كثير من المحللين والمراقبين يتوجسون من أن تشكل الحروب التي خاضها ويخوضها الحوثيون مع رجال القبائل في عمران وأرحب ممراً للحوثيين إلى العاصمة صنعاء، خصوصاً بعد سيطرتهم على مناطق جديدة في عمران. ومع انتزاع مسلحو الحوثي موطئ قدم لهم في مناطق بحاشد ودخولهم مناطق في مديرية أرحب حيث يخوضون مواجهات عنيفة مع القبائل منذ يناير الماضي، تكون الجماعة المسلحة أقرب إلى العاصمة من أي وقت مضى.
في حال قرر الحوثيون النفاذ إلى صنعاء فإن ثمة منافذ محددة سيفكر «الحوثي» بالعبور من خلالها، أهمها مناطق أرحب الواقعة على بعد بضعة كيلو مترات إلى الشمال من العاصمة وتشكل ممراً مباشراً للعبور إليها، وهي المديرية التي تدور فيها معارك بين الحوثيين ورجال القبائل منذ أسابيع.
وإلى جوارها من الغرب مديرية همدان التي يتواجد فيها أنصار للحوثي والنظام السابق، وتبدأ جغرافيتها الإدارية من الجزء الأكبر لأطراف العاصمة الغربية وتحادد أرحب من جهة الجنوب الغربي مما يخلق وحدة جغرافية مساعدة لأي تحرك.
وتكمن أهمية همدان في حال تعذر على الحوثي السيطرة على ممر أرحب حيث يمكنه العبور إليها من محافظة عمران. وسيجد الحوثي عقبات في العبور إلى همدان من عمرانالمدينة أو من مديرية عيال سريح نظراً لتواجد قوات عسكرية، ورفض القبائل، لكنهم قد يتجاوزن تلك العقبة بطريق مختصرة تمر من مديرية ريدة عبر منطقة «ذيفان» وصولاً إلى «ضروان» التي تتبع همدان والمجاورة لمنفذ الأزرقين الذي يعد البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء، والممر الرئيسي والوحيد من العاصمة إلى عمران وصعدة وحجة.
من أهم الممرات إلى صنعاء يقع إلى الشرق منها حيث تهيمن مديرية بني حشيش (وفي شمالها نهم) على كامل الطرف الشرقي للعاصمة، ولتسليط الضوء على التواجد الحوثي فيها، يكفي التذكر بالمعارك التي خاضها الحوثيون هناك ضد القوات الحكومية في مايو 2009 وأخمد التمرد فيها بعد دخول قوات من النخبة في المواجهة.
ويزيد من أهمية مناطق بني حشيش -وأيضاً أرحب- المحاددة للعاصمة أنها تشرف على مطار صنعاء حيث يمكن وقف حركة الملاحة فيه باستخدام سلاح المدفعية الميدانية.
ويبقى جزء من المدخل الغربي تتقاسم جواره مديريتا بني مطر وجزء من همدان، وفي بني مطر تعد منطقة «متنة» إحدى المناطق التي يتواجد فيها الحوثيون وسبق لهم أن نظموا فيها احتفالات دينية كبيرة فيها كما يصل بين بني مطر وهمدان طريق إسفلتي يسهل التواصل عن طريقه.
وعند الطرف الجنوبي للعاصمة، تبدأ جغرافية سنحان وبني بهلول والأولى هي مسقط رأس الرئيس السابق علي صالح الذي يعتقد أنه عقد تحالفات مع الجماعة الحوثية ويتهم الرجل بتهريب ترسانة ضخمة من الأسلحة إلى منطقته.
وللحوثيين أنصارهم في هذه المديرية وكذلك في خولان المجاورة لها. ويغلب على سكان مديرية سنحان طبيعة دينية محافظة، ساعدتهم في التمسك بقواعد المذهب الزيدي الأصولية، ومثل هذه البيئة الدينية والسياسية يمكن أن تشكل واحدة من منصات الهجوم على صنعاء.