اندلعت اشتباكات عنيفة بين رجال قبائل ومسلحين حوثيين خلال الأيام الماضية في إحدى مناطق محافظة الجوف اليمنية ما أدى إلى مقتل أكثر من 18 وجرح آخرين معظمهم من الحوثيين. وروت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» الجذور الأولى للمواجهات التي تندلع بين شخص يدعى «حسن حمود القحم» والمسلحين الحوثيين في منطقة «الملحم» بمديرية برط.
وقالت إن القضية بدأت قبل نحو خمس سنوات عندما أقدم أحد أبناء حسن القحم على قتل ابن خالته بعد مشادات كلامية بينهم.
وأضافت انه أهالي القتيل جاءوا إلى المنطقة للثأر فقتل القحم اثنين منهم أيضاً. وأشارت المصادر إلى أنه بسبب حالة الثأر التي عاشها القحم، فقد بنى تحصينات في بيته خشية هجوم من خصومه كما أصبح حذراً أكثر من السابق.
وقالت المصادر إن حادثة وقعت قبل نحو عشرين يوماً، حين حاول بعض أقربائه في المنطقة حفر بئر، فمنعهم وأطلق عليهم النار ما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة ثلاثة آخرين.
وأشارت إلى أن أفراد قبيلته تضايقوا منه وغادر معظمهم المنطقة، وذهب بعضهم لإبلاغ جماعة الحوثيين الذين يسيطرون على المديرية لمطالبتهم بالقبض عليه.
وقالت المصادر إن مسلحين حوثيين وصلوا إلى المنطقة للقبض عليه إلا أنه تحصن في منزله وقاومهم موقعاً فيهم قتلى وجرحى.
وأشارت إلى أن الحوثيين توجهوا إلى منزل آخر يتحصن فيه ابنه «علي حسن حمود القحم» وهو ضابط تخرج من إحدى الكليات العسكرية، لكن الأخير أطلق عليهم النار وقتل منهم اثنين على الأقل.
وقالت المصادر إن الحوثيين استخدموا الأسلحة الثقيلة لقصف منزل الابن، علي، يوم الثلاثاء الماضي واستمر القصف بشكل متقطع حتى الأربعاء.
وأضافت ان «القحم الإبن» تمكن من الفرار تمكن بعد ذلك من الفرار من المنزل مع زوجته واثنين من أبناءه، وأوصلهم إلى بيت أسرة زوجته، ثم لاذ بالفرار، لكن الحوثيين طاردوه.
وأشارت المصادر إلى انه أثناء المطاردة، قتل القحم الإبن أربعة من المسلحين الحوثيين قبل أن يلقي حتفه على بُعد عدة كيلومترات من منطقته. وقالت المصادر إن الأب، «حسن القحم» واصل التحصن في منزله مع اثنين من أبناءه وأخيه وابن أخيه وقاوموا المسلحين الحوثيين الذين حاولوا أكثر من مرة اقتحام المنزل المُحصّن.
وأضافت ان الحوثيين دخلوا بعض المنازل المجاورة، التي تركها أصحابها، لإطلاق النار على منزل «القحم». وأشارت المصادر إلى أن هدوء القتال سمح للنساء وأطفال بالخروج من منزل قبل يومين.
وقال أحد المصادر إن الحوثيين قصفوا بعد ذلك المنزل لكن «القحم» لم يرد فظنوا ان المسلحين بداخله قتلوا أو لاذوا بالفرار، وعندما وصل مسلحون حوثيون إلى حوش المنزل باغتهم «القحم» وأقربائه بإطلاق نار وإلقاء قنابل يدوية ما أدى إلى مقتل عدد من الحوثيين.
وأشارت المصادر المحلية إلى ان الحوثيين تمكنوا مساء السبت من اقتحام المنزل وقتلوا اثنين حاولا الفرار هما شقيق حسن القحم وابن شقيقه، بينما أصيب نجل القحم بجروح وأسره الحوثيون.
وقالت إن الحوثيين فجروا منزل القحم مساء السبت، وهو أمر اعتاد عليه الحوثيون لم يخالفهم في الرأي أو يقاتل ضدهم.
ولم يُعرف حتى الآن مصير «حسن القحم» وأحد أبناءه المسلحين، بعد اقتحام الحوثيين للمنزل، فبينما تعتقد مصادر انه قتل خلال المواجهات، رجحت أخرى ان يكونا قد فرا مع النساء والأطفال الذين خرجوا من المنزل قبل يومين مرتدين ملابس نسائية تُغطي الجسد كاملاً.