تناقضت التصريحات بشأن سلاح جماعة الحوثي، خاصة بعد صدور قرار مجلس الأمن. فالجماعة بدأت تتخبط في أنه سيتم تسليم السلاح بشروط؛ منها: تسليم الآخرين لسلاحهم، وكذلك التصريحات الأخيرة بأن سلاح الجماعة هو مجرد سلاح شخصي للدفاع عن النفس فقط. وفيما تصريحات المكتب الإعلامي لزعيم الجماعة يتبرأ من بقية التصريحات، تظهر الحقيقة أن السلاح الموجود مع الجماعة هو الشرعية الوحيدة لبقائها، وبدونه لا يكون لها أي وزن أو قيمة تذكر. فالمنهج الفكري للجماعة عبارة عن ملازم مهترئة تحمل أفكاراً تتناقض فيما بينها ولا تلقى رواجاً لدى البسطاء لغموضها واحتوائها على كم كبير من العاطفة لآل البيت (رضي الله عنهم).
فهذه الجماعة رغم أنها تدّعي المظلومية إلا أنها تمتلك سلاحاً يوازي ما تمتلكه بعض الدول الصغيرة، أو ما يوجد لدى بعض عصابات المخدرات. والسلاح الذي لديها هو مجموع ما حصلت عليه من المعسكرات التي سُلّمت لها من العصابات التي تتبع المخلوع أو ما تم الاستيلاء عليه من المواجهات التي خاضتها مع الفرقة الأولى مدرع، أو ما تم الاستيلاء عليه من الحرب من السعودية، أو ما يأتي عبر البحر من إيران.
ويتنوع السلاح ما بين مدرّعات ودبابات وقاذفات صواريخ ومدفعية ورشاشات ثقيلة وعربات رادارات واتصالات. وفي النهاية كل هذا يعتبر في رأيهم "سلاحاً شخصياً لا يمكن الاستغناء عنه"! وبالرغم من أن الحروب تثقل كاهل الدول بميزانيتها الضخمة، حتى إن أحد صواريخ الكتف المستخدم في حرب أمريكا ضد أفغانستان قيمته أكبر من الدخل السنوي للقاتل والمقتول لعشرات السنين، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عن حقيقة قدرة جماعة الحوثي على فتح جبهات الصراع في كل مكان، وعن أكذوبة استخدام الجماعة نظام حرب العصابات خاصة مع الأسلحة الثقيلة التي تمتلكها، وعن حقيقة قيمة الذخائر والمحروقات وغيرها من المصروفات، التي لو صُرفت في التعليم أو الصناعة أو الزراعة لكانت محافظة صعدة من أرقى المحافظات.
لكن المؤسف أن السلاح الوحيد هو ما يجعل صعدة تحت رحمة الجماعة التي تحكم بالحديد والنار وتفجِّر المنازل بمن فيها، وأن أسلوب المنطق والحوار غير موجود خاصة في محافظة لا يتمكن زائرها من النوم في أحد فنادقها إلا بتصريح معتمد من الجماعة.
فهذه الجماعة ترفض أسلوب المواجهات الفكرية، وتلجأ إلى المواجهة الكُفرية وتكفير الآخرين، فباستثناء لقاء الآنسي والبخيتي على "الجزيرة" لا تجد أي مناظرات أو مواجهات فكرية مع هذه الجماعة؛ لأنها لا تجيد سوى لغة القتل والتلغيم والتهجير والإقصاء لغير "أبناء الله وأحبائه".