قدم مذيع الجزيرة يسري فودة مقدم البرنامج الشهير "سري للغاية" استقالته من قناة الجزيرة بعد سنوات من العمل فيها، قدم خلالها حوالي 35 برنامجاً من برنامجه المعروف. ونشر فودة مقالاً في صحيفة "اليوم السابع" المصرية بعنوان "القرار الصعب الذي كان لا بد من اتخاذه .. وداعاً قناة الجزيرة"، أعلن فيه استقالته رسمياً من القناة. وسيشرح فودة في سلسلة مقالات بدأها أمس الأربعاء في نفس الصحيفة التي يعد واحداً من مؤسسيها الأسباب والدوافع التي جعلته يبتعد عن أضواء قناة الجزيرة. وقال فودة في مقاله انه في كل مرة كان يوشك على اتخاذ هذا القرار كان سبب آخر يدفعه إلى التراجع في آخر لحظة، واستطرد: اليوم بعد عامين من التأمل بعيداً عن زحام العمل وعن لفحات المغامرة وعن إغراءات الشاشة، أصل إلى نقطة من الصفاء الذهني والتكامل النفسي والراحة الجسدية تسمح لي باتخاذ القرار الصعب، أن أعلن من هذا المنبر انتهاء علاقتي بقناة الجزيرة متمنيا لأصدقائي وزملائي بها، هؤلاء فقط الصادقون المهنيون الذين يحترمون أنفسهم فيحترمهم الآخرون، كل تقدم وكل إبداع ما وسعتهم الظروف. وأوضح فودة أنه لا يلقي خطبة تنحي من مهنة الصحافة، وقال : إنه من يولد صحفياً يموت صحفياً. مؤكداً أنه سيعود للمهنة هذه المرة للعمل في إحدى القنوات الفضائية المصرية بالإضافة إلى عمله المعتاد ككاتب في صحيفة "اليوم السابع". وأضاف فودة أنه قبل أن يتخذ هذا القرار الآن سبق له وأن عبر عن تحفظه علناً على أمور بعينها على الشاشة ووراء الشاشة لبعضها علاقة بالإدارة ولبعضها علاقة بالمهنة ولبعضها الآخر علاقة بالسياسة. وقال إنه استقال من الجزيرة مرتين في السابق، استقالته الأولى قدمها عام 2003 لرئيس مجلس الإدارة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، مؤكداً أن هذه الاستقالة الأولى رفضت بتدخل مباشر من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فيما استقالته الثانية التي قدمها كذلك لرئيس لرئيس مجلس الإدارة تحولت إلى ما أسماه "استراحة محارب" حيث اتفق مع إدارة الجزيرة على أن لا ينضم إلى أي قناة أخرى على أن يتقبلوا منه أي قرار عندما تنتهي مدة "الاستراحة". ويتوقع أن يتحدث يسري فودة وهو صحافي مصري عن الجوانب الأخرى والأسباب التي دفعته إلى الخروج من الجزيرة، وكذا عن أسرار سنوات عمله بالقناة، وكيف حاول البعض اتهامه بالعمل لصالح المخابرات الأمريكية تارة ولصالح القاعدة في مرات أخرى.