تُختتم اليوم في الكويت أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين، التي افتتحت أعمالها أمس في ظل خلافات محتدمة بين الدول العربية، وأزمات داخلية تمر فيها العديد من البلدان. ويشارك في القمة التي تستضيفها دولة الكويت للمرة الأولى، 13 زعيماً عربياً بينهم الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وتتصدر الخلافات الخلافات العربية - العربية أولويات القمة العربية، في ظل حرص كويتي للخروج بمصالحة بين الدول التي يشوب التوتر علاقاتها، إضافة إلى مناقشة القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا، وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك اضافة الى تطورات الأوضاع السياسية في اليمن وليبيا.
وشهدت الجلسة "مصافحة" بين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري "المؤقت" عدلي منصور، وولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وهي الأولى منذ سحب كل من السعودية والإمارات والبحرين سفراءهم من الدوحة.
غير أن التوجس من استمرار الخلافات عاد مجدداً بعد مغادرة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، القاعة عقب إلقاء كلمته، وتسليم رئاسة الدورة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إذ انتظر حتى فرغ أمير الكويت من القاء كلمته ثم غادر القاعة دون انتظار كلمات باقي المتحدثين.
ودعا أمير دولة الكويت في كلمته لوقفة صادقة لوضع حد للخلافات العربية مشددا على ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك عبر النأي عن الخلاف والاختلاف.
وأكد على ضرورة نبذ الخلاف العربي والعمل الجاد على وحدة الصف لافتا إلى أن مساحة الاتفاق أكبر من مساحة الاختلاف، مشدداً على ضرورة استثمار مساحة الاتفاق لرسم فضاء عربي حافل بالأمل والانجاز لتحقيق الانطلاقة المنشودة.
وتطرق أمير الكويت إلى انتشار ظاهرة الإرهاب، وقال إنها تتطلب مضاعفة جهود الدول العربية بالتعاون مع المجتمع الدولي لوأد هذه الظاهرة الخطيرة، مهما كان شكلها أو هدفها أو مصدرها وتخليص البشرية من شرورها لينعم العالم بالأمن والاستقرار.
وحول الوضع في سوريا دعا الصباح مجلس الأمن إلى أن يعيد للعالم مصداقيته لحفظ الأمن والسلم الدوليين وأن يسعى إلى وضع حد للكارثة الإنسانية في سوريا.
وأكد أمير الكويت أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مشيرا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية تقف عائقا أمام تحقيق السلام.
وكان أمير دولة قطر رئيس الدورة السابقة الشيخ تميم بن حمد ال ثاني قد دعا في كلمته لعقد قمة عربية مصغرة بهدف التوصل إلى مصالحة بين الفصائل الفلسطينية، كونها تمثل أهم التحديات التي تواجه الأمة، مبدياً استعداد بلاده لاستضافة القمة.
ودعا لرفع الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ ثماني سنوات ما تسبب في معاناة لا مبرر سياسيا وأخلاقيا لها، معتبراً أن القضية الفلسطينية قضية مصير ووجود للعرب ولن يتحقق الاستقرار والأمن في المنطقة إلا بتسوية عادلة تستند إلى قرارات الشرعية العربية والدولية.
وأكد أمير قطر على علاقة الاخوة التي تجمعنا بمصر الشقيقة الكبرى التي نتمنى لها الامن والاستقرار السياسي وكل الخير في الطريق الذي يختاره شعبها".
وطالب ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبدالعزيز بتعزيز الجهود العربية للتصدي لكل المحاولات الهادفة الى زعزعة الامن والاستقرار في الدول العربية، مشدداً على ضرورة توفر الارادة القوية والتنسيق الجماعي العربي المتواصل بما يكفل تعزيز وحدة الصف في مواجهة التحديات الراهنة.
وأكد الامير سلمان على اقامة علاقات طبيعية يسودها الثقة والاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الاخرى وحل الخلافات بالطرق السلمية، معتبراً القمة فرصة للتعبير عن تأييدنا للخطوات الجارية التي اتخذتها الدول العربية الشقيقة في تحقيق الاستقرار والأمن.
وظلت سوريا بمقعد شاغر في القمة بعد تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية على خلفية قمع الاحتجاجات الشعبية المندلعة فيها منذ منتصف شهر مارس عام 2011، فيما حضر القمة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا.
واستغرب ولي العهد السعودي في كلمته عدم اعطاء وفد الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية مقعد سوريا لإرسال رسالة قوية للمجتمع الدولي ليغير اسلوبه وتعامله مع الأزمة السورية.
ونفى وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله أخباراً متداولة نسبت له تصريحاً بان القمة العربية ال25 ستختتم اعمالها مساء اليوم، مؤكداً ان برنامج القمة ماض كما هو متفق عليه دون اي تغيير مهيبا بالجميع تحري الدقة والمصداقية في نشر مثل هذه الاخبار.
وأكد الجار الله أن "برنامج القمة ماض كما هو متفق عليه دون أي تغيير".
ويتضمن جدول أعمال القمة لليوم الثاني الأربعاء، عقد جلسة عمل ثانية مغلقة، يتم خلالها اعتماد مشروعات القرارات، تليها الجلسة الختامية، التي تتضمن تلاوة "إعلان الكويت"، وكلمة للرئيس المصري، الذي ستتسلم بلاده رئاسة الدورة ال26 للقمة، ثم كلمة ختامية لأمير الكويت.
وحضر القمة ممثلون عن الأممالمتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون الاسلام والبرلمان العربي والاتحاد الافريقي ونائب وزير الخارجية الروسي، فيما ألقى المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الابراهيمي كلمة نيابة عن الأمين العام بان كي مون.
ورفع رئيس القمة الجلسة العلنية على ان يستكمل القادة ورؤساء الدول في وقت لاحق اجتماعاتهم المغلقة لاعتماد مشروع جدول الاعمال ومتابعة القاء كلمات القادة ورؤساء الوفود، في حين ستستكمل القمة أعمالها اليوم الأربعاء.
ومن المقرر ان يصدر القادة العرب في ختام قمتهم (اعلان الكويت) الذي سيتضمن قضايا سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية معاصرة في المنطقة تعبر عن هموم وشجون الوطن العربي.