أبدى غالبية النواب في جلسة الأحد غضبهم من تجاهل الحكومة قراراً سابقاً للبرلمان قضى بعدم السماح للطائرات بدون طيار الأمريكية بالتحليق في الأجواء اليمنية، وتفعيل وحدات الجيش والأمن بدلاً عنها لمواجهة تنظيم "القاعدة". وانتقد النواب الضربة الجوية التي استهدفت يوم السبت عناصر للقاعدة في محافظة البيضاء، وأدت إلى مقتل 10 أشخاص، وثلاثة مدنيين.
ووصف النواب في مداخلاتهم أثناء الجلسة الضربات الجوية الأمريكية ب«غير القانونية»، وقالوا إنها خارج إطار كل الأعراف الدولية والمحلية وانتهاك للسيادة اليمنية.
وحذّر نائب من محافظة البيضاء من انضمامات جديدة لتنظيم القاعدة بسبب الأخطاء التي تتسبب فيها ضربات الطائرات بدون طيار.
وقال النائب الخضر العزاني، وهو ممثل في البرلمان عن مديرية الصومعة التي قُصفت فيها سيارتان، السبت الماضي: المنطقة كلها ستتحول قاعدة إذا استمرت هذه الأخطاء.
وتحدث عن ضعف السلطة المحلية في البيضاء وغياب كامل لدورها المفترض أن تؤديه في مختلف الجوانب، إضافة إلى إهمالها للجرحى المدنيين الذين سقطوا بالغارة الجوية.
وطالب العزاني وزير الدفاع بمعاملة ضحايا الخطأ في ضربة الصومعة بنفس ما يُعامل الضحايا في المحافظات الأخرى.
وأكثر ما أثار سخط أعضاء مجلس النواب، في جلسة الأحد، تجاهل الحكومة القرارات التي يتخذها البرلمان، وآخرها قرار منع الطائرات بدون طيار، وهو ما دفعهم للتصويت على استدعاء وزيري الدفاع والداخلية في جلسة الخميس القادم لمساءلتهم عن تنفيذ هذا القرار.
وتقدم عدد من النواب بعريضة عليها توقيعاتهم لرئاسة مجلس النواب تتضمن مطالبتهم بضرورة إعادة تشغيل مستشفى عدن المتوقف منذ سنوات بسبب تعثر استكمال ترميمه.
وأقر المجلس تكليف لجنة الصحة في المجلس بتقديم تقرير، خلال أسبوع، حول المشكلة بعد الاجتماع بوزيري التخطيط والصحة ومعرفة أسباب توقف العمل في المستشفى.
وكان المجلس استهل جلسته بالوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على روح عضو المجلس محمد علوي المشهور عن الدائرة 123 محافظة أبين.
وبهذا يصل عدد المقاعد الشاغرة في البرلمان إلى 13 مقعداً، 11 منهم متوفون، فيما شغل اثنان منصب محافظين.
وتحدث رئيس المجلس يحيى الراعي عن اقتحام أجهزة الأمن فندق في محافظة الحديدة يملكه ويتواجد فيه عضو في البرلمان يدعى حسن سود هفج، ودعا النواب إلى التصويت على مقترح بتشكيل لجنة من خمسة أعضاء للتحقيق في حادثة الهجوم التي جرت بحُجة تواجد عناصر من القاعدة داخل الفندق.
وعودة إلى موضوع الضربة الجوية التي استهدفت عناصر من تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء، استغرب رئيس كتلة المستقلين في المجلس ناصر عرمان تجاهل اللجنة الأمنية العليا مقتل المدنيين في الحادثة. وقال إن عمليات القتل تتم بمباركة رسمية.
واقترح عرمان، وهو ممثل عن إحدى دوائر البيضاء أيضاً، دعوة وزيري الدفاع والداخلية إلى المجلس لتقديم إيضاحات حول العملية التي قصفت سيارتين بمديرية الصومعة في البيضاء وأسفرت عن قتلى من المدنيين.
وأيد النواب مقترح عرمان باستدعاء الوزيرين، وطلب رئيس كتلة التجمع اليمني للإصلاح إضافة رؤساء أجهزة الأمن السياسي والقومي والاستخبارات العسكرية إلى جوار الوزيرين.
واستغرب النائب سعيد دومان رفض الحكومة قرار البرلمان بشأن منع ضربات الطائرات الأمريكية، فيما اقترح النائب عبده بشر إغلاق مجلس النواب في حال عدم إنفاذ قراراته.
لكن النائب عبدالكريم شيبان أرجع تجاهل الحكومة القرار إلى عدم متابعة هيئة رئاسة مجلس النواب الجهات المختصة بتنفيذه، وقال إنه بموجب اللائحة فإن هيئة الرئاسة يجب أن تتابع تنفيذ القرار، متسائلاً: إلى متى ستستمر هذه الضربات التي تنتهك السيادة اليمنية؟
وهاجم نواب من كتل سياسية مختلفة الحكومة الأمريكية، وقالوا إنها تستمرئ القتل المتعمد لليمنيين، وقال النائب محمد الحاج الصالحي: إن ما تمارسه الولاياتالمتحدةالأمريكية هو الإرهاب بعينه.
ووصف النائب عبد المعز دبوان ما يجري ب«المهزلة»، مضيفاً: أمريكا تنتهك القانون الدولي، وعلى وزير الدفاع الحضور إلى المجلس ليوضّح المستند القانوني لضربات الطائرات بدون طيار.
وقال دبوان: إنه في حال الضرورة لهذه الهجمات فيجب أن تُقنن بصورة تضمن التعويض للضحايا من المدنيين. وأيّده في ذلك النائب شوقي القاضي.
واقترح النائبان عن كتلة الإصلاح، الدكتور نجيب غانم والدكتور منصور الزنداني، توجيه مذكرة للكونجرس الأمريكي توضّح لهم الأضرار التي تتسبب فيها هجمات الطائرات الأمريكية، وتدعوهم إلى التوقف عنها.