عقدت قبيلة حاشد، أمس السبت، لقاءً موسعاً برئاسة الشيخ صادق الأحمر ضم عدداً كبيرا من المشايخ والوجهاء والأعيان، وخرج بعدة مقررات بينها حل مشاكل القبيلة وتعزيز قوتها وتماسكها وتوحدها. وقالت مصادر حضرت الاجتماع إن اللقاء جاء بدعوة من الشيخ صادق الأحمر، شيخ مشايخ قبائل حاشد، بهدف تدارس الأحداث الأخيرة التي حدثت في محافظة عمران وفي قبيلة همدان.
وأضافت المصادر ل«المصدر أونلاين» إن عدداً كبيراً من مشايخ حاشد وأعيانها حضروا اللقاء بينهم اللواء غالب القمش الرئيس السابق لجهاز الأمن السياسي، والشيخ علي حميد جليدان، والمشايخ جبران وأخوه يحيى أولاد الشيخ المرحوم مجاهد ابو شوارب، والشيخ وليد شويط، والشيخ عادل حمود عاطف، والشيخ أبو حلفا، ومشايخ آخرون.
هاجمت جماعة الحوثي المسلحة واعتبرت أن ما حدث في بعض مديريات عمران لا يكشف ضعف «حاشد» أو قوة الحوثي بل يرجع لخلاف حول وجهات النظر وطبقاً لبلاغ صادر عن اللقاء، أكد الحاضرون على أن «قبيلة حاشد لا يمكن أن تفرِّط في إرثها الوطني المرتبط بدورها البارز الذي يفتخر به أبناؤها في مساندة الثورة والنظام الجمهوري مستحضرين تضحيات أبناء قبيلة حاشد في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962 والوقوف أمام نظام الكهنوت الأمامي».
وتضمن البلاغ هجوماً على حركة الحوثيين المسلّحة، وقال ان أبناء قبائل حاشد يدركون أنها «ليست سوى امتدادٍ لذلك النظام البائد ومحاولة يائسة للتسلل إلى الحاضر والمستقبل بوجوه وشعارات جديدة، تحمل نفس معاني المشروع القبيح الذي لفظه اليمنيون قبل أكثر من نصف قرن مضى».
وأشار البلاغ إلى أن المداخلات والكلمات التي شارك بها بعض الحضور، لفتت إلى أن «ما حصل خلال الأشهر الأخيرة من العام المنصرم وبداية العام الجاري في مديريتي العشة وحوث يعد امتداداً لنضال وتضحيات هذه القبيلة في سبيل الحفاظ على الدولة ومكتسبات الشعب»، وأنهم ابدو اعتزازهم «بما قدمته قبيلة حاشد من شهداء وجرحى من خيرة أبنائها في سبيل هذه المعاني الوطنية العظيمة، وأن مديريتي العشة وحوث كانتا بالفعل خط الدفاع الأول عن الدولة وعن العاصمة صنعاء»، مؤكدين أن ما حصل في مديرية حوث مطلع شهر فبراير الفائت لا يعني ضعف قبيلة حاشد ولا قوة حركة الحوثي، ولكنها أتت نتيجة لعدة عوامل في مقدِّمتها الخلافات التي كانت قد دبت في أوساط قبيلة حاشد نتيجة تباين وجهات النظر ازاء أحداث ثورة فبراير 2011.
وأوضح أن ذلك التباين «أتى في ظل شروخ واضحة احدثتها الممارسات الحزبية الخاطئة لبعض ابناء القبيلة خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى تقصير الدولة عن القيام بواجبها مع علمها وإدراكها أن ما تم في مديريتي العشة وحوث لم يكون سوى دفاعٍ عن الدولة وكيانها».
أقر اللقاء تشكيل لجنة من عشرة مشايخ لحل أي تباين في وجهات النظر بين بعض المشايخ وتفعيل لجان إصلاح ذات البين وحل المشاكل في اطار قبائل حاشد أو مع غيرها من القبائل وطبقاً للبلاغ، استعرض الاجتماع «ما قامت به ميليشيات الحوثي المسلحة من اعمال مخلة بالأمن ومتنافية مع القيم والأعراف في قبيلة همدان، وكذا تجاوزهم لما تم توقيعه بينهم وبين بعض مشايخ حاشد المتعلق بتأمين الطرق العامة في إطار المحافظة إلى محاولة فرض سطوتهم وبقوة السلاح على بعض مناطق ومديريات المحافظة بما في ذلك عاصمة محافظة عمران والتي تفرض عليها مليشيا الحوثي طوقاً مسلحاً منذ أكثر من شهرين».
وأشار إلى أن الحاضرين استمعوا لعدد من الكلمات لبعض الرموز القبلية المعروفة من اخوانهم مشايخ قبيلة نهم وقبيلة أرحب، والتي تضمنت حثاً لقبائل حاشد على الحفاظ على وحدة كلمتهم وجمع رأيهم، الذي كان دوماً ما ميَّز حاشد عن غيرها من قبائل اليمن، ومكّنها من القيام بأدوارها الوطنية ألبارزة، منوهين بأن المؤامرة التي تستهدف تمزيق حاشد هي استهداف لكل قبائل اليمن لما لحاشد من رمزية قبلية لا تخفى على أحد.
وحسب البلاغ فقد، خرج الاجتماع بالتأكيد على «أهمية وحدة الكلمة ونبذ الخلافات وأنهم صف واحد خلف مشايخ قبيلة حاشد وفي مقدمتهم الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر كبير حاشد وشيخ مشايخها».
كما أكد على أن «يتعاون الجميع مع بعضهم من منطلق الإخاء والحرص على مصلحة الوطن والمواطن بعيداً عن التحزب والتعصب وبغض النظر عن اختلافاتهم الحزبية أو الفكرية». حسب البيان.
أقر عقد لقاءات مع مشايخ قبائل بكيل في اطار محافظة عمران لضمان توحيد الرؤى وقال إن «ما حصل ليس آخر المطاف، وأن على الجميع أن يعمل لتظل حاشد - بإذن الله - نبراساً للخير، مساندة للحق ولشرعية الدولة، ولما فيه خير الوطن».
وأقر الاجتماع بأن يعقد الشيخ صادق الأحمر «لقاءً قريباً مع عدد محدود من كبار مشايخ حاشد الحاضرين في هذا الاجتماع أو الذين تعذر حضورهم اليوم (أمس) لتدارس الأوضاع العامة في قبيلة حاشد ومحافظة عمران، والخروج بالرؤى والخطوات التي تعود بالخير على كل قبيلة حاشد وعلى المنطقة، ومن ذلك: - تشكيل لجنة من عشرة مشايخ لحل أي تباين في وجهات النظر بين بعض المشايخ، وبذل ما يلزم من الجهود لضمان مشاركة وتفاعل الجميع. - تفعيل لجان إصلاح ذات البين وحل المشاكل في اطار قبائل حاشد أو مع غيرها من القبائل. - عقد لقاءات مع مشايخ قبائل بكيل في إطار محافظة عمران لضمان توحيد الرؤى والجهود لما فيه خير المحافظة وأمنها وإنهاء حالة التوتر السائدة حالياً، والتنسيق المشترك في هذا الإطار مع قيادة المحافظة وقيادة الدولة، مع التأكيد على استعداد حاشد لمساندة الدولة لضمان الأمن والاستقرار. - وضع الآلية التي تضمن منع أي تعسف بحق أبناء قبيلة حاشد من شاغلي الوظائف العسكرية أو المدنية. - مطالبة الدولة ومساندتها لبسط نفوذها على كافة مناطق ومديريات المحافظة، وعدم القبول بممارسة أي جهة كانت أي نوع من أنواع التعسف أو الظلم على أي منطقة من مناطق حاشد. - متابعة الدولة للقيام بما عليها تجاه الشهداء والجرحى وتعويض المتضررين من الأحداث الأخيرة في عمران وفي قبيلة همدان». بحسب ما ورد في البيان.