رحلت السلطات اليمنية الصحفي الامريكي «آدم بارون» من صنعاء لأسباب ما تزال غير واضحة بعد احتجاز دام نحو يوم في سجن مصلحة الهجرة والجوازات. وقال مصدر مطلع على القضية إن ضابط أمن استدعى بارون إلى مصلحة الجوازات صباح يوم الثلاثاء بذريعة التأكد من إجراءات إقامته في البلاد، وتبين فيما بعد انها حيلة لاحتجازه في سجن المصلحة وترحيله إلى خارج اليمن.
وأضاف ل«المصدر أونلاين» إن بارون ظل محتجزاً في السجن لمدة 14 ساعة بعد رفض ضباط الأمن إطلاق سراحه أو توضيح أسباب ترحيله إلى خارج اليمن.
ووصل الصحفي الامريكي آدم بارون إلى اليمن عام 2011 حيث قدِم لدراسة اللغة العربية، ثم شارك في تغطية أحداث الثورة السلمية ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ورافق الجيش اليمني خلال تحريره لبلدات في محافظة أبين من سيطرة تنظيم القاعدة، كما غطى مؤتمر الحوار الوطني.
آدم بارون (يمين) يتحدث من حجز مصلحة الجوازات وكتب آدم براون على صفحته بموقع «فيسبوك» بعد ترحيله: «إلى الاصدقاء في اليمن، نعم للأسف أنا خارج اليمن، وكل ذلك خارج عن ارادتي. افتقدكم كثيرا. وقد احزنني حينما أُجبرت على مغادرتكم فجأة. لا اعرف السبب الحقيقي لترحيلي وكل ما قيل لي هو أنني شخص غير مرحب به في اليمن. آمل أن تكونوا بخير وآمل ان أراكم مجددا عما قريب».
وقال الناشط والصحفي محمد سعيد الشرعبي، وهو صديق آدم بارون، ل«المصدر أونلاين» إن إقامة بارون في اليمن «شرعية»، مشيراً إلى «عدم وجود مآخذ قانونية تستدعي ترحيله بهذه الطريقة المُهينة، لكن المؤكد بأن دوافع القرار الأمني سياسية فقط».
وأضاف « خلال فترة احتجازه، حذر ضباط الأمن الزميل آدم من العودة الى اليمن.. البلاد التي أحبها أكثر حب من حذروه»، وفقا لتعبيره.
من جهته، قال الصحفي والناشط اليمني فارع المسلمي في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك»: «بمجرد وصولنا مصلحة الجوازات، تم تجريد آدم من جواز سفره وهاتفه النقال وقيل له بالحرف: عليك مغادرة البلد، أنت غير مرحب بك في اليمن».
وأضاف وهو من أصدقاء بارون: «طلبنا مهلة فلم ننجح بحجة أن الأوامر (عليا), وعند ورود هذه العبارة في اليمن عليك التوقف مباشرة عن مواصلة الحديث, أو محاولة إقناع مصدر العبارة بأمر آخر».
وعبر المسلمي عن خيبة أمله من تعامل السلطات اليمنية مع الصحفي الامريكي آدم براون، وقال: «منسوب الألم عندي ،ليس كصديق لآدم فقط, بل كيمني أساءت بلده التصرف بشكل قاس مع رجل يحبها ويرفض الإساءة إليها وهو رهن اعتقال أجهزتها الأمنية بلا سبب واضح وبطريقة مشينة».
وأثار قرار ترحيل آدم بارون سخط عدد من الصحفيين والناشطين اليمنيين بسبب الإجراءات التعسفية التي طالت الصحفي الامريكي إبتداء من استدعاءه وإعتقاله ومن ثم احتجازه وصولاً الى ترحيله بعد تهديده من العودة الى البلاد.
إلى ذلك، عبر الكاتب الصحفي سامي غالب عن حزنه لما تعرض له آدم بارون من «تغول أمني وانتهاك جسيم أدى إلى إجباره على مغادرة اليمن بشكل مهين لأي صحفي يمني».
وأردف سامي غالب بالتأكيد على أنه: «شخصيا أشعر كصحفي يمني، بالعار لسلوك السلطة اليمنية حيال الصحفيين والمراسلين العرب والأجانب».