منذ الاعلان عن تأسيس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في عام 2009 اثر اندماج فرعي التنظيم في السعودية واليمن عقب حادثة الهروب الشهيرة ل25 قياديا في تنظيم القاعدة في اليمن من سجن الامن السياسي بصنعاء في فبراير 2006 ودعوة قيادات القاعدة في السعودية لعناصر التنظيم هناك بالانتقال الي اليمن بعد تشديد السلطات السعودية قبضتها الامنية وملاحقتها لعناصر التنظيم وتضييق الخناق على ممولي ورعاة القاعدة في المملكة تحت اشراف الادارة الامريكية التي دعمت وزارة الداخلية السعودية تحت قيادة الامير محمد بن نايف استخباراتيا، وركزت الدعوة التي اطلقها التنظيم في المملكة عبر القيادي السعودي نايف القحطاني على المميزات التي سيحظى بها عناصر القاعدة في اليمن والاستفادة من انشغال الحكومة بالصراع مع الحوثيين في الشمال والحراك في الجنوب بالاضافة لوجود بيئة حاضنة توفرها القبائل اليمنية وعدم سيطرة الحكومة على مناطق الاطراف، وشهدت الموجة الاولى للانتقال وصول شخصيات كبيرة في قاعدة السعودية وعدد منهم كانوا خضعوا لبرنامج المناصحة السعودي عقب عودتهم من معتقل جوانتناموا وابرزهم محمد العوفي وسعيد الشهري وعشرات الاخرين الذين كانت اسماؤهم مدرجة ضمن قوائم المطلوبين للحكومة السعودية. 1 كان الاعلان عن توحيد تنظيم "القاعدة" في اليمن والسعودية في 2009، تحت قيادة ناصر الوحيشي باسم جديد هو "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، ونيابة كل من السعودي سعيد الشهري واليمني قاسم الريمي بمثابة دعوة صريجة لاعضاء القاعدة في المملكة ان اليمن باتت هي الملاذ الامن لهم وارض الميعاد الجديدة التي ستمثل رأس الحربة في المعركة مع الولاياتالمتحدة الامريكية والنظام السعودي وكرد عملي على توحيد الجهود الاستخباراتية الأمنية السعودية الأميركية ضد "القاعدة.
بالتزامن مع تلك الخطوات الرامية لتوحيد فصائل القاعدة تحت راية واحدة وقيادة موحدة كانت الولاياتالمتحدة الامريكية تمارس العديد من وسائل الضغط لجر الحكومة اليمنية باتجاه خوض معارك ضد تنظيم القاعدة في معاقلها أو ما تسميه البيئة الحاضنة، وكثفت من التقارير الامنية والتصريحات التي تقول ان اليمن بلد فاشل وانه يواجه خطر الانهيار، واعتبرته احد اهم معاقل تنظيم القاعدة التي تشكل تهديدا لامن العالم بعد باكستان حيث وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه القاه في البيت الابيض في ديسمبر 2009م بشأن اليمن نظام صنعاء أنه "ينتج الفقر وحركات التمرد الدامية" ملوحا بتقديم مساعدات اقتصادية لليمن في حال استجابته للحرب على الارهاب باعتبار أن التنمية قد تساعد على إفقاد القاعدة بيئة التجنيد والاستقطاب والانتشار. كما أن وزير خارجية بريطانيا قال "أن مشكلة اليمنيين في النظام الذي لم يدفع بعجلة التنمية وليس في تنظيم القاعدة.
وكان هناك ما يشبه السباق المحموم بين تنظيم القاعدة وبين الاجهزة الاستخباراتية الغربية التي كانت جميعها تراهن على هشاشة النظام اليمني وسوء ادارته للبلاد.
2 شكلت المعونات الاقتصادية لليمن الأداة الأبرز والأكثر فاعلية للدفع بالحكومة اليمنية نحو رفع وتيرة الحرب على تنظيم القاعدة والذهاب الى معاقل تنظيم القاعدة وزيادة التعاون في المجال الأمني والاستخباراتي مع امريكا وحلفائها.
ومثل مؤتمر أصدقاء اليمن الذي استضافته العاصمة البريطانية لندن ،ورفع حجم المساعدات العسكرية الامريكية والمساعدات الاقتصادية البريطانية والاتحاد الاوربي ، مكافأة للحكومة اليمنية وقتها لاستجابتها للمطالب الغربية والاقليمية بتكثيف حربها على الإرهاب وتنظيم القاعدة.
ميدانيا اوكلت امريكا الملف الامني والعسكري في الحرب اليمنية على تنظيم القاعدة لقائد المنطقة المركزية الامريكية ديفيد باتريوس حينها الذي حاول احداث تحول وإن ببطء في الحرب ضد تنظيم القاعدة في اليمن حيث غالبا الحكومة اليمنية تنفيذ بالتزامن مع زياراته لليمن عمليات امنية وعسكرية ضد عناصر تنظيم القاعدة بدأت بوحدات برية وعسكرية في محافظة مأرب في يوليو 2009 والتي توقفت وعكست فشلا كبيرا بسبب وقوع عدد من الجنود والاليات العسكرية اسرى في يد اعضاء من تنظيم القاعدة.
قدم بتريوس الذي تولى لاحقا رئاسة وكالة الاستخبارات الامريكية للرئيس اليمني السابق صالح والاجهزة الامنية نصائح اعتبرها خلاصة تجربته في العراق التي عمل فيها كقائد للقوات الامريكية، واستطاع فيها شن حرب ضد تنظيم القاعدة في العراق خطته في اليمن تهدف إلى سحب الدعم الشعبي عن تنظيم القاعدة في اماكن تواجده وانتشاره، وتثبيت أركان الجيش المحلي الموالي والمدرب والمزود بخبرات أمريكية، وتوفير الحماية الآمنة للمصالح الغربية والاقتصادية.
3 مثل عام 2011 تحولا في فكر واستراتيجية تنظيم القاعدة ومحاولة للتطبيق العملي لفكرة إدارة التوحش التي يعرفها منظر التنظيم ابو بكر ناجي انها أخطر مرحلة ستمر بها الأمة"، والتي تعتمد على خلق الفوضى في البؤر القابلة لذلك من خلال عدة خطوات، أهمها اغتيال قادة سياسيين وامنيين وقيادات عسكرية ، وتكديس السلاح، وخلق الحاضنة الشعبية من خلال العمل الخيري والدعوي، ومن ثمة إيصال الأوضاع إلى التفجر الكامل، وتشتيت جهود القوى الأمنية والعسكرية وكان الاعلان عن تأسيس ولايات خاصة بالقاعدة في ابين وشبوة والبيضاء بمثابة الخطوة العملية لبدء مرحلة التمكين للقاعدة وبناء الدولة وادارة شئون تلك المناطق وكانت هناك حالة استقطاب حادة للمقاتلين والانصار من كافة المناطق اليمنية بالاضافة للوافدين من وراء الحدود من دول عربية وافريقية وغربية عدة وهو ما يعد تنفيذا حرفيا لوصايا التوحش وانتقالا من مرحلة النكاية الى مرحلة التمكين الا ان تلك الحالة لم تستمر طويلا بسبب تدخل الجيش اليمني في منتصف عام 2012م وهو ما عرف حينها بعملية السيوف الذهبية.
4 خلال سيطرة القاعدة على اجزاء واسعة من ابين وشبوة والبيضاء ظهرت عدة فصائل تحت لافتة تنظيم القاعدة مكلفة بالادارة والقيام بتنفيذ مهام متعددة ، ولعل ابرز تلك الفصائل جماعة انصار الشريعة بقيادة جلال بلعيدي وكان يتم الحديث عنها بوصفها الجناح المسلح للقاعدة وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتنظيم رغم نفي قيادات القاعدة بوجود صلة تنظيمية مباشرة لكن ذلك النفي لم يستمر طويلا مع ظهور قيادات من الصف الاول في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في امارة وقار والظهور الجماعي لجلال بلعيدي الى جانب ناصر الوحيشي وقاسم الريمي والسعودي ابراهيم الربيش وغيرهم في تسجيلات لتنظيم القاعدة , وبالتالي يمكن القول ان جماعة انصار الشريعة هي بمثابة التنظيمات المحلية للقاعدة في المناطق التي سقطت تحت سيطرة تنظيم القاعدة في عدة مناطق يمنية ومهمتها التعامل المباشر مع الناس في تلك المناطق لاعتبارات تنظيمية واجتماعية وامنية وهي الاهم كون ظهور أي قيادات من الصف الاول لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب يجعلها عرضة للاستهداف من قبل الطائرات الامريكية بدون طيار .
كما ان من ابرز الفصائل التابعة للتنظيم جيش عدنابين الاسلامي وهو بالرغم من تأسيسه في وقت سابق لوجود تنظيم القاعدة في اليمن على يد ابو الحسن المحضار وخالد عبدالنبي والاول تم اعدامه والثاني تمت ازاحته من قبل تنظيم القاعدة الا ان جيش عدنابين يعد هو احد ادوات تنظيم القاعدة للاستقطاب المحلي والدولي انطلاقا من ما قيل انه حديث نبوي يبشر بخروج جيش قوامه 12 الف مقاتل من منطقة عدنابين يكونوا نواة لتحرير بيت المقدس ، ويمكن القول انه بمثابة مخزن للانتحاريين الذين يستخدمهم تنظيم القاعدة لتنفيذ العمليات الانتحارية في اليمن.
5 ادت عملية استعادة القوات الحكومية للسيطرة على المناطق التي كان تنظيم القاعدة قد استولى عليها خلال عام 2011 بسبب الصراع السياسي وانقسام الجيش والانشغال بالمبادرة الخليجية وما تلاها من احداث الى عودة تنظيم القاعدة الى معاقله في الجبال وفي اطراف المحافظات الشرقية والجنوبية معلنا العودة لاستخدام استراتيجيتة المعتادة القائمة على تنفيذ هجمات انتحارية واغتيال افراد الامن والجيش واستهداف الاجانب لكنه افرط في استخدام القوة والعنف ضد كل الاهداف التي وضعها نصب عينيه موسعا وسع من نوعية الأهداف المستهدفة في عملياته مهاجما النقاط الامنية ومعسكرات الجيش ونفذ عمليات انتحارية شديدة الوحشية ضد افراد الامن والجيش موقعا قتلى وجرحى بالمئات كما حدث في العملية التي استهدفت بروفة العرض العسكري في 21 مايو 2012، وكانت قمة عملياته الوحشية هي تلك التي استهدفت مستشفى مجمع وزارة الدفاع التي قتل فيها كافة الطاقم الطبي للمستشفى وعدد من المرضى والمراجعين بدم بارد امام كاميرات المراقبة التي وثقت لتك العملية التي الحقت ضررا كبيرا بالتنظيم ربما لم تكن في حسبانه وهو ما دعا قائد الجناح العسكري في التنظيم قاسم الريمي للظهور العلني معتذرا عن ما اسماه خطأ غير مقصود مبديا استعداد التنظيم دفع ديات ضحايا تلك العملية.
6 التوحش والعنف في عمليات القاعدة وهجماتها ضد المعسكرات واستخدام السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة ومحاولة احتلال مقرات القيادات العسكرية وقتل جميع المتواجدين فيها لها دلالات خطيرة تتعلق باظهار سطوة وقوة التنظيم وكسر ثقة المجتمع بالمؤسستين الامنية والعسكرية باستخدام اسلوب حرب العصابات وهو يهدف بذلك لاحداث ضجة اعلامية كبيرة جراء استخدامه لذلك الاسلوب ، مستغلا الثغرات الامنية وغياب الدور الاستخباراتي والانقسام الحاد والمستمر في قيادة الجيش اليمني .
ولتعزيز صورة التنظيم التي لا تقهر نفذت القاعدة عدة عمليات في قلب العاصمة وفي عدد من المحافظات لتحرير سجناء القاعدة كما حدث في عملية السجن المركزي بصنعاء وسجن الامن السياسي في عدن والسجن المركزي في البيضاءوحضرموت وغيرها، كما نفذ عددا من العمليات الاستعراضية في وضح النهار في مهاجمة المعسكرات والسيطرة على الاسلحة والمعدات العسكرية واخذ اسرى من الجيش والامن من تلك المعسكرات كما حدث في ابينوحضرموتوعدن وشبوة.
استهداف القاعدة للعناصر الامنية واغتيال القيادات العسكرية والمحلية يأتي ضمن إستراتيجية للتنظيم للتأثير على معنويات افراد الجيش والامن ومحاولة لتحييد افراد الامن و على وجه الخصوص افراد الاجهزة المعنية بالعمل الاستخباراتي ، ويهدف ايضا للتحول من دور الفريسة الى دور الصياد، ولعل استهداف رجال الامن والجيش من قبل تنظيم القاعدة في اليمن بدأ في دخول حيز التنفيذ منذ نهاية 2008م بعد فتوى داخل التنظيم تعتبر كل الجنود الذين يتولوا حراسة المنشئات الغربية والسفارات اهدافا مشروعة للتنظيم وتطور الموضوع بعدها لاعتبار كل رجال الامن والجيش والاستخبارات اهدافا للقتل باعتبارهم جزء من استراتيجية الدولة في حربها على الارهاب وباعتبار ان هناك تعاون امني يمني امريكي في هذا المجال، وبالتالي فإن القاعدة تعتبر كل الجنود بمثابة عملاء لامريكا يجب قتلهم .
7 ولتمويل عملياته نفذ عدة عمليات سطو على عدد من البنوك حيث شهدت مناطق في جنوباليمن عمليات سطو مسلح وكبيرة على أموال ضخمة، وهذه العمليات غير مسبوقة في تاريخ البلاد، حيث نفذ مسلحي التنظيم في 17 أغسطس 2009، عملية سطو مسلح على سيارة تابعة للبنك العربي (فرع عدن)، كانت تحمل مبلغ وقدره 100 مليون ريال يمني، وفي 31 مارس 2010، سطا مسلحي التنظيم في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، على مبلغ 80 مليون ريال كانت على متن سيارة حكومية تقل رواتب منتسبي التربية والتعليم في مديرية لودر بمحافظة أبين، وفي 25 سبتمبر 2010، وفي مطلع 2011 سطا مسلحي القاعدة على البنك المركزي في زنجبار التي سقطت حينها كاملة بيد انصار الشريعة، وبعدها نفذ مسلحي القاعدة عدة عمليات سطو استولوا خلالها على مرتبات الجيش والامن وموظفي الدولة التي كانت في طريقها لعدة محافظات سواء في عدن او ابين او حضرموت ولحج والجوف ومأرب، ولعل عملية سيئون الاخيرة التي استهدفت المدينة واسفرت عن حصول التنظيم على مئات الملايين التي كانت موجودة في عدة بنوك بالمدينة.
كما كثف من عمليات اختطاف الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من عدة مدن يمنية ومن ثم طلب فدية مالية تصل لعشرات الملايين من الدولارات ويقوم التنظيم باختطاف الاجانب اما عبر وكلاء ينفذوا عمليات الاختطاف تلك ومن ثم يقوم التنظيم بشرائهم من الخاطفين، ولعل اشهر تلك العمليات هي عملية اختطاف القنصل السعودي في عدن والمعلمة السويسرية من محافظة الحديدة والصحفية الهولندية وزوجها من صنعاء وغيرها من الحالات التي درت على التنظيم ملايين الدولارات.
تلك العمليات لم تكن هي الطرق الوحيدة التي يلجأ لها التنظيم لتمويل انشطته وعملياته فهو يعتمد في الاصل على الهبات والمنح من قبل رجال مال وأعمال متعاطفين وتبرعات ذوي التوجهات، العقائدية داخل اليمن وخارجه وتحديدا في السعودية وعدة بلدان خليجية اخرى غالبا ما تتستر وراء جمعيات الاعمال الخيرية بشتى انواعها .
8 عملية ذهاب الحكومة اليمنية الى أوكار القاعدة الاخيرة التي دشنتها وزارة الدفاع منذ ما يقارب شهر ليست هي الاولى فقد سبقتها عمليات في 2010 في محافظة مأرب ومنطقة ارحب وبعدها عملية تحرير ابين في منتصف 2012م، وتلك العملية باهظة التكاليف تستلزم اكثر من الاكتفاء الامريكي والغربي والاقليمي بالإعلان عن دعم قدرات اليمن العسكرية والأمنية،فالحكومة اليمنية تخوض حربا ضد أهداف خفية في بيئة معادية ،حيث لكل طرف في تلك المناطق اهدافه ومطالبه ، خوض حرب ضد تنظيم القاعدة في المدن والمناطق المأهوله بالسكان دون عزله أولا هو ما تسعى اليه تنظيم القاعدة حيث تراهن على أخطاء العمليات العسكرية والأمنية والضربات الامريكية بواسطة الطائرات بدون في كسب مجموعة من الناقمين والمتضررين من تلك الاخطاء يتحولون الى مقاتلين الى صفوفها.
9 الفعل الاكثر نفعا قد يعني السير في اتجاهين الاول عسكري وامني والثاني تنموي يستجيب للاحتياجات التنموية للمناطق التي ينشط فيها مسلحي القاعدة وعزل تنظيم القاعدة عن البيئة الحاضنة له، وتقليل الأخطاء الامنية والعمل عبر إنشاء شراكة محلية فاعلة تستجيب لاحتياجات الناس وتدعم وجود الدولة بمفهومها الايجابي التنموي والامني ومحاربة البطالة والفقر ومراقبة بؤر التطرف ومراجعة الخطاب الديني والسياسي والثقافي للدولة والاطراف السياسية الفاعلة في البلاد.
استمرار العمليات العسكرية في معاقل القاعدة دون الحسم الكامل ومنع تدفق المقاتلين الاجانب للبلاد، وعدم تضييق الخناق بشكل كامل على مقاتلي التنظيم والسماح لهم بالفرار لاماكن ومناطق اخرى سيمكن تنظيم القاعدة من اعادة ترتيب صفوفه في أماكن أخرى وبالتالي تنفيذ عمليات في أماكن اخرى مستفيدا من ضعف الجانب الاستخباراتي والامني وضعف الجاهزية واليقظة الامنية والعسكرية على غرار ماحدث في سيئون وسيزيد من نشاط القاعدة وخلاياها النائمة في مختلف انحاء البلاد، كما سيمكنها من تنفيذ اعمال انتقامية ضد من وقفوا في صف الجيش في عملياته وحربه ضد التنظيم كما حدث في عملية اغتيال اللواء سالم قطن والعديد من حالات الاغتيال والقتل لقيادات وافراد اللجان الشعبية.
10 ان توالي التحذيرات الغربية من خطورة الأوضاع الأمنية في اليمن واغلاق السفارات لا يخدم الجهود الحكومية اليمنية في حربها تلك ، ويجعلها تواجه مشاكل اقتصادية تفوق قدرتها على الاستمرار طويلا في تحمل نفقات الحرب التي بالتأكيد تتجاوز المبالغ الضئيلة التي خصصتها أمريكا وحلفائها لدعم جهود محاربة الارهاب.
تكاليف حرب القاعدة اكبر من ان يستطيع اليمن تحملها طويلا بمفردة في ظل عدم المضي قدما في دعم جهود اليمن اقتصاديا في مواجهة تحدياته التنموية والا فإن الحكومة اليمنية معرضة للغرق في وحل حربها على القاعدة بدون غطاء اقليمي ودولي مناسب لما تبذله استجابة للمطالب الدولية في ظل فشل التسوية السياسية والصراعات بين الاطراف السياسية في البلاد واستمرار غياب الدولة وانقسام الجيش وتآكل شرعية مؤسسات البلاد والانهيار الاقتصادي وتنامي نفوذ وقوة الجماعات المسلحة في شمال البلاد وجنوبها وظهور ملامح انقسام طائفي ومناطقي حاد تغذية اطراف محلية واقليمية.