بث تنظيم القاعدة في اليمن شريط فيديو يكشف جزءاً من الحرب الأمنية التي يخوضها ضد الأجهزة الاستخباراتية الحكومية ووسائله في تجنيب أعضاءه الوقوع في هدف الطائرات الامريكية من دون طيار، وإجراءات التنظيم إذا تمكنت طائرة من قصف هدف للقاعدة ومن بينها إعدام أربعة أشخاص اتهموا بزرع أجهزة تعقب إلكترونية (شرائح) لتوجيه تلك الطائرات. وتحدث في الفيديو الذي بث على الإنترنت رجل يطلق عليه «أبو إسلام المهاجر» بصفته «مندوباً للجهاز الأمني» في التنظيم وهو يتحدث عن إجراءات «الجهاز» التي اتخذها خلال الأيام الماضية.
وقال إن القاعدة نجحت خلال الأشهر الستة الماضية في إضعاف هجمات الطائرات الامريكية بدون طيار من خلال الهجمات التي شنتها على مواقع عسكرية وعمليات الاغتيال التي طالت مسؤولين وضباط، والكشف عن من وصفهم ب«الجواسيس» الذي قال إنهم مسؤولين عن زرع شرائح إلكترونية ترشد الطائرات الامريكية من دون طيار على ضرب أهداف القاعدة.
وأشار إلى أن أفراد التنظيم اتخذوا إجراءات من بينها أخذ الحيطة والحذر وعدم التحرك في المناطق المشبوهة تجنباً للوقوع في مصيدة الطائرات الامريكية من دون طيار.
وتستعين الحكومة اليمنية بالطائرات الامريكية لضرب مواقع للتنظيم. وقتل العشرات من عناصر القاعدة في ضربات استهدفت سيارات ومواقع بعدة مناطق يمنية خلال الأعوام الماضية.
وفي منتصف ابريل الماضي، اسفرت سلسلة غارات لطائرات اميركية بدون طيار واخرى لسلاح الجو اليمني على قواعد ومعسكرات تدريب للقاعدة عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم المتطرف في مديرية المحفد بمحافظة أبين مع تدشين الجيش حملة عسكرية كبيرة على تلك المناطق.
وتحدث «أبو إسلام المهاجر» في الفيديو الذي أخفى وجهه عن إجراءات التنظيم بعد أي غارة امريكية تستهدف سيارة لعناصر القاعدة. وقال «نبدأ في جمع المعلومات الميدانية المتعلقة بالسيارات المقصوفة مثل خط سيرها خلال الشهر الذي سبق القصف، والمناطق التي ترددت عليها السيارة، والأشخاص الذين استخدموا السيارة، والأشخاص الذين التقوا بهم مؤخراً».
وأضاف «ثم نربط هذه المعلومات ببعضها وكذلك المعلومات التي تأتينا من داخل أجهزة العدو الأمنية والعسكرية بمختلف قطاعاتها حتى نتوصل إلى طرف خيط يقودنا إلى المتورطين في توزيع وزرع الشرائح».
ويشير هذا الحديث إلى محاولة التنظيم القول إنه يخترق الأجهزة الاستخباراتية والأمنية، وهو ما تنفيه السلطات الأمنية بشدة.
وأعلن تنظيم القاعدة في الفيديو إعدام أربعة أشخاص اتهمهم ب«التجسس» وزرع شرائح إلكترونية في سيارات لتنظيم القاعدة مما سمح للطائرات الاميركية بدون طيار باستهدافها.
والأربعة هم: أحمد عبدالواحد علي المنصور (يسكن في الحوطة بشبوة)، وعيسى عبده أحمد محمد السمحي (بائع متجول يسكن في عزان بشبوة)، وأحمد حسين أحمد مرجان (ضابط برتبة رائد في إدارة أمن عتق بشبوة)، ومحمد أحمد حسين أحمد مرجان (موظف بقسم الهجرة والجوازات بشبوة).
وظهر في الفيديو رجل نحيل يرتدي عمامة وشالاً على كتفيه وعرفه الفيلم بأنه «القاضي أبو بشر» وهو يجري تحقيقات مع المتهم «أحمد عبدالواحد» ويتحرى منه بشأن الاتهامات الموجهة إليه، بينما يعترف الأخير بأنه وضع شريحة إلكترونية في سيارة قبل نحو عامين ونصف وجرى قصفها ما أدى إلى مقتل أربعة أحدهم رجل ينتمي إلى بلدة «الحوطة» ويدعى «صالح عوض السنة».