كثرت التساؤلات عن هدف الحوثي من الحشد الجماهيري الكبير.. وهل المقصود هو إسقاط صنعاء؟ للإجابة على السؤال أقول: ان من يتابع مشاهد الوضع في لبنان باستمرار، وبالذات في تعامل حسن نصر الله مع قوى تيار المستقبل سيلاحظ ان الحوثي استنسخ أحد هذه المشاهد استنساخاً.. وبدا وكأنه ممثل كبير استطاع ان يكون نسخة طبق الأصل لما يفعله نصر الله عندما يزجّ بجماهير الضاحية الجنوبية الى ساحات العاصمة بيروت.. ثم يطل في قناة المنار يملي الشروط تلو الشروط في خطاباته الرنانة والتي يستهلها عادة بالحديث عن القضية الفلسطينية. الرجل استخدم مصطلحات المشهد اللبناني نفسها، مثل حكومة الكفاءات بدلاً عن حكومة المحاصصة.. هو لا يريد ان يحكم صنعاء ولكنه يريد ان يتحكم فيها كما يفعل نصر الله بالعاصمة بيروت. الفارق هنا ان حكومة عبدربه ليست بمستوى ذكاء الحريري، وأحزاب التوافق أقل كفاءة من قوى تيار المستقبل ولهذا أكرموا الحوثي وأرسلوا له وفداً من كافة القوى. الفارق الأهم ان الحوثي وهو يصيغ مسرحيته السامجة نسي انه في اليمن سيواجه مجلس الأمن وسفراء الدول العشر، ونسي أيضاً ان محافظة الجوف لازالت مستعصية عليه. الخلاصة هي تمثيلية يقلّد فيها سيده حسن. نحن لا نتابع المشهد في لبنان ولو تابعناه لوجدنا مادتنا الإعلامية هناك. إنها تقليد الآخر. عقدة النقص اليزنية التي ستظل تطاردنا نحن اليمنيين سادة وقضاة ومشائخ ورعية عبر التاريخ.