لاقى قرار الحكومه المفاجئ رفع الدعم عن المشتقات النفطية معارضة شديدة من قبل بعض المكونات السياسية، وبالتحديد "أنصار الله" الذين وصل بهم الحال الى استخدام وسائل تصعيدية "مزعجة" عبر نصب مخيمات اعتصام على مداخل العاصمة، واستحداث أماكن اخري للاعتصام بالقرب من بعض المنشآت والمرافق الحيوية الهامة داخل أمانة العاصمة غلب عليها الطابع غير السلمي، مستخدمين لغه التهديد والوعيد واللجوء الى استخدام وسائل أكثر إزعاجاً وصفوها بالمؤلمة، على حد تعبير زعيم الجماعة. ومع اتساع رقعة الأزمة ثمة توقعات باندلاع حرب كارثية لا تبقي ولا تذر وستكون هذه المواجهة مفتوحة وعلى كل الاحتمالات. فالجماعة قد أعدّت العدة للحرب منذ سنوات، وزاد من معنوياتها سقوط عمران التي تعتبر بوابة العاصمة صنعاء، واستمالوا اليهم بعض قيادات وأنصار المؤتمر ليس في عمران وحسب بل في كل المحافظات ممن أُطلق عليهم "الحوثيون الجدد" الذين لولاهم لما سقطت عمران وقبلها صعدة، ولولاهم أيضاً لعادت صعدة الى حظيرة الدولة، فالكل يدرك هذا ويدرك ان كل من كان من تلك القيادات المؤتمرية او مؤيديهم (جناح صالح) قد تحولوا في ليلة وضحاها الي حوثيين وأصبحوا ملكيين أكثر من الملك.
هناك مناطق كانت في حروب صعدة الست مع نظام صالح أشد حرصاً علي تحقيق اهداف الحرب المتمثل في سرعة القضاء على الحوثيين وساندوا السلطة وقدموا العديد من القوافل الغذائية والتموينية دعماً للجيش اكثر من اي مناطق اخرى، واكثر من مرة في كل مواجهة يخوضها الجيش مع تلك الجماعة، وحتى نكون منصفين هناك جماعات من المؤتمر لم تتحالف مع جماعة الحوثي حتى اللحظة، بل خاضت حروباً معه (أمثال بن عزيز ومجلي والدعام) وكثيرين.
وأخيراً نتمنى ان لا تحدث اي مواجهة قادمة لا بين الحوثيين والدولة ولا بينهم وبين القبائل، سواء كانت هذه القبائل تتبع الاصلاح او المؤتمر فكلنا يمنيون وأبناء جلدة واحدة، وان الدماء التي تسيل والأرواح التي تسقط من هنا او هناك هي دماؤنا.. فندعو الجميع الى تحكيم صوت العقل ولغة المنطق والجنوح للسلم والجلوس علي طاولة الحوار.