يقول محامو المواطن الأمريكي، شريف موبلي، المحتجز في اليمن إنه اختفى لمدة 180 يوماً. وأفاد أحد محاميه بأنه قد سمح له الليلة الماضية بمكالمتين، واحدة مع زوجته، وأخرى مع والدته، كما قال أحد الحراس إن موبلي محتجز في مقر الأمن المركزي وسط العاصمة صنعاء.
إن المواطن الأمريكي، شريف موبلي، البالغ من العمر 30 عاماً، من ولاية نيوجرسي الأمريكية، كان يعيش في العاصمة مع زوجته، اختطفه مسؤولون يمنيون، في يناير 2010، وأصيب أثناء اختطافه بطلق ناري نُقل على أثره إلى المشفى.
استجوبه ضباط من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) مرات عديدة في الفترة الواقعة بين يناير وفبراير 2010. وزعموا أنه حاول الهرب من المشفى، وأنه أطلق النار على أحد الحراس، الذي تُوفي لاحقاً بسبب الإصابة.
وبناءً على ذلك، اتُهم موبلي بجرم القتل، واحتجز من قبل السلطات اليمنية، وهو الآن بانتظار محاكمته.
أراد موبلي أن يجري مكالمة هاتفية مع عائلته ليخبرهم أنه يحبهم، وليتحدث معهم جميعاً (تحسباً لعدم التحدث معهم ثانية). لكنه لم يحصل إلا على مكالمة مدتها عشرين دقيقة مع زوجته، ومكالمة مدتها خمس دقائق مع والدته.
وقد صرحت نزينجا إسلام، زوجة شريف موبلي ب"أن كل عائلته قلقة عليه، لأنه بدا على الهاتف ضعيفاً ومعنوياته منخفضة، وأخبرنا أنهم يضربونه كثيراً، وأنهم يرشونه بنوع من الغاز. وأنه أراد من هذه المكالمة أن يقول لنا إنه يحبنا، تحسباً لعدم منحه فرصة أخرى للتحدث إلينا. وإذا كان الحارس الذي حدثنا على الهاتف صادقاً، فإنهم يحتجزونه في مركز عسكري في شارع حد�'ة، لماذا لا تتدخل حكومتنا الأمريكية لوقف هذه الممارسات بحق مواطن أمريكي؟ لا نستطيع أن نتصو�'ر كيف سيحصل شريف على محاكمة عادلة في اليمن الآن".
وقالت زوجته أيضاً: "إنه لا يحصل على كمية كافية من الطعام، ويجبرونه على شرب الماء من زجاجة كان يستخدمها للبول"، وفقاً لما قالته محامية "ريبريف"، كوري كريدر، التي تترافع عن شريف.
وهذه هي المرة الأولى منذ اختفائه في فبراير من هذا العام التي يسمع فيها منه أهله ومحاموه تفاصيل عن الطريقة التي يُعامل بها.
وفقاً لمحاميته "لقد سُمح له بالتحدث إلى عائلته مر�'ة واحدة من قبل، لكنه لم يستطع في تلك المحادثة أن يقد�'م أية معلومات حقيقية عن الظروف التي يعيشها".
"ونحن لسنا واثقين من صحة المعلومات التي قالها الحارس على الهاتف"، وأضافت كريدر أنه محتجز الآن في مقر الأمن المركزي، "كما أنني لا أعرف إن كان قد تم نقله إلى مكان غير المكان الذي قال الحارس إنه محتجز فيه".
لكن لم يُسمح لمحاميه حتى الآن بمقابلته، ليتأكدوا إن كان محتجزاً في ذلك المكان.
قد تكون القضية أنه محتجز في مقر الأمن المركزي وفقاً للشائعات المتداولة بأنه "معتقل من قبل مكتب الأمن القومي"، ويوجد هناك فعلاً مقر صغير لمكتب الأمن القومي.
لقد اتصل دبلوماسيون أمريكيون بشريف موبلي، لكنه عندما طلب محاموه معلومات حول مكان احتجازه لم يحصلوا على أية إجابات.
وصرحت كريدر، لاحقاً، "أنا أحاول منذ أشهر أن أحصل على إجابة صريحة من وزارة الخارجية حول مكان موك�'لي، وكيف يعاملونه، رغم أنه من الواضح أنهم يعرفون مكان تواجده - وإن لم يقابلوه - فقد رفضوا أن يقدموا لنا أية معلومات، لكن بالعودة إلى ما قاله موبلي لزوجته، فمن الواضح أنها قصة مأساوية".
في يونيو، أصدر قاضٍ يمني حكماً رسمياً يأمر فيه النائب العام اليمني بأن يحضر موبلي في 20 أغسطس، لكن المسؤولين اليمنيين لم يقوموا بإحضاره إلى المحكمة في يوم جلسة الاستماع المقررة تلك، ومن الجدير بالذكر أن تلك هي المرة الرابعة التي يمتنع المسؤولون اليمنيون عن إحضار موبلي إلى جلسة استماع مقررة في المحكمة.
كما أن اتصال موبلي بعائلته لم يغي�'ر في حقيقة أنه محتجز في عُزلة تامة عن العالم الخارجي، بينما ترفض سلطات السجن أن تسمح له بلقاء محاميه.
ويشك محامو موبلي في أن موكلهم محتجز في هذه الظروف؛ لأن وكالات الاستخبارات الأمريكية تتمن�'ى طمس حقيقة تور�'طها في هذه القضية، خصوصاً دورها في التحقيق معه.
مجموعة من أنصار قانون حُرية المعلومات تقدمت بطلبات إلى وزارة الخارجية (CIA)، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، ووكالات استخبارات أخرى، طالبت فيها بتحديد ما إذا كانت الحكومة الأمريكية عاجزة أو غير مبالية أو متور�'طة بقوة في اعتقال موبلي؛ في عُزلة عن العالم الخارجي. بقلم كيفن كوزتولا مجلة فيردوجليك الأمريكية