أسفرت الاشتباكات التي شهدتها مناطق شمال العاصمة صنعاء بين حوثيين من جهة ووحدات من الجيش مع أبناء المنطقة من جهة أخرى، عن توتر أمني ووضع إنساني حرج تسبب في نزوح عشرات الأسر من المنطقة، تحسبا لاندلاع المواجهات من جديد. ويقابل ذلك، صمت رسمي وتجاهل حكومي للوضعين الإنساني والأمني هناك، حيث تشهد المنطقة انتشاراً لمسلحين مدنيين مجهولين، وآخرين يرتدون البزة العسكرية.
وقال شهود عيان ل«المصدر أونلاين» إنهم شاهدوا جثثاً مرمية في الشوارع جراء مواجهات يوم أمس، التي هدأت في وقت متأخر من الليل.
ولم يصدر أي تصريح حكومي بشأن المواجهات، عدا تحذير وزير الثقافة بحكومة الوفاق الوطني الدكتور عبدالله عوبل من أسماهم ب«طرفي الصراع» من التعرض للمعلم التاريخي «دار الحجر»، في وقت تجاوزت الحصيلة الأولية للضحايا ال20 شخصاً من جانب الجيش وأبناء القبائل فقط.
وتتخفى –كما هي العادة- جماعة الحوثيين عن أرقام ضحاياها.
واندلعت المواجهات جراء مطالبة الحوثيين لمالكي المنازل المجاورة لدار الحجر بإخلاء منازلهم، باعتبارها أملاكاً للحكم الملكي، وفقاً لمصادر قناة الجزيرة.
وذكرت مصادر أن الحوثيون فجروا منازل ومدارس في قرية القابل التابعة إدارياً لمديرية بني الحارث بالعاصمة صنعاء، والقريبة من مديرية همدان بمحافظة صنعاء.
وتوسعت دائرة الاشتباكات لتقترب إلى أحد منافذ العاصمة صنعاء، حين نصب مسلحون حوثيون كميناً لحملة عسكرية كانت في طريقها إلى قرية القابل بهدف إنهاء المواجهات.
وتلا نصب الحوثيين للكمين، مواجهات مسلحة بين الطرفين، لتشهد منطقة شملان (شمال غربي العاصمة) ستة انفجارات عنيفة هزت المنطقة فجر اليوم الأربعاء، دون أن تُعرف الحصيلة الأولية لضحايا تلك الانفجارات، أو أسبابها.
وقال سكان ل"المصدر أونلاين" إن الانفجار الأول وقع عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، اتبعه انفجار اخر الساعة الثانية وال45 دقيقة.
فيما وقع ثلاثة انفجارات ما بين الساعة الثالثة وال50 دقيقة فجراً، والرابعة فجراً.
وشوهدت أسر صباح اليوم الأربعاء، وهي تنزح من المنطقة تحسباً لأي أعمال عنف قد تحدث.
وقالت مصادر محلية إن الوضع لا يزال متوتراً وإن انتشاراً أمنياً مكثفاً بالقرب من الأماكن التي تمركز فيها الحوثيون في شملان.
وحاول «المصدر أونلاين» التواصل بالناطق الرسمي للجيش العقيد سعيد الفقيه، لمعرفة الخطوات القادمة للجيش والإحصائيات الأولية لضحاياه؛ لكن هاتفه مغلق.
وتشهد العاصمة اليمنية صنعاء توتراً أمنياً غير مسبوقاً بعد تصعيد جماعة الحوثيين ونصبها مخيمات مسلحة على مداخل العاصمة وفي وسطها منذ أكثر من شهر، في وقت تكاد تنعدم فرص نجاح لجنة رئاسية يرعاها المبعوث الأممي جمال بنعمر تعمل للتوصل إلى حل ينهي الأزمة.