إلى أين تتجه الأوضاع الأمنية في صنعاء في المستقبل القريب؟ اليمنيون متشائمون تجاه استقرار الأوضاع في اليمن في المستقبل القريب. ظهر ذلك من خلال إجابات المشاركين في استبيان ساحة شباب اليمن حول الأوضاع الأمنية وإلى أن تتجه في الوقت القريب. رأت الغالبية العظمى هنا (نسبة 55%) أن الأوضاع في سبيلها نحو المزيد من التدهور. الفئة المتفائلة ترى أن الحال سيتحسن في القريب المنظور (19%). أما الفئة الأقل تفاؤلا فترى أن الوضع سيبقى على ما هو عليه وبلغت نسبة الذين يعتقدون ذلك 9% من جملة المشاركين. تبقت نسبة قليلة 17% أجابت بأنها لا تدري إلى أين تسير الأوضاع في القريب العاجل في صنعاءواليمن.
هل تعرضت سلامتك الشخصية للخطر خلال الاشهر الماضية؟ رغم كل هذا التشاؤم حول حدوث انفراج في الوقت القريب المنظور إلا أن غالبية المشاركين في هذا الاستبيان لم تتعرض سلامتهم الشخصية لخطر في الأشهر الماضية، الأمر الذي يشير إلى أن هذا التشاؤم ربما تكون خلفياته في الواقع السياسي في اليمن وليس نتيجة الاحساس بمعايشة الخطر في تفاصيل الحياة اليومية.
نسبة 18% من جملة المشاركين أجابوا بأن سلامتهم الشخصية قد تعرضت للخطر في الأشهر الماضية، فيما أجابت نسبة %82 بالنفي. المهددات اليومية
بالنسبة للذين تعرضوا للخطر من خلال الاستبيان فنرى أن تجاربهم واحساسهم بالخطر يعود لأسباب وحوداث مختلفة. بدءا بالتوقيف من قبل رجال أمن، أو من قبل مسلحين مجهولين انتهاء بالتواجد صدفة في منطقة اطلاق نار بين مجموعتين مختلفتين مثل حكاية هذا المشارك:
"كنت في صنعاء مستقل مواصلات عمومية باص في شارع الستين, فجأة اذا بالرصاص ينهمر من هنا وهناك تم تعطيل حركة السير حيث والكل يريد الرجوع الى الخلف في لحظه واحده مما عرقل الجميع والرصاص ينهمر علينا في الاخير طلع متنفذ قتل خمسه اشخاص ع ارضيه ..".
هنالك ايضا الاستهداف الشخصي لبعض المشاركين في الاستبيان الذين كتب أحدهم موضحا:
"نعم تعرضت لاعتداء من قبل تنظيم القاعدة الساعة الواحدة ظهرا يوم الاحد الموافق 17-8-1014 في السايله صنعاء اثناء عودتي من العمل وتم اطلاق الرصاص من قبل مسلحين كانوا على دراجه ناريه"
وبما أن سياسة الاستبيان تعتمد على السرية وعدم اظهار بيانات المشارك لأي سبب، فإن الأمثلة الواردة هنا تخلو من أي اسم أو صفة تشير لصاحبها.
إضافة للمخاطر المباشرة المتمثلة في التعرض لاطلاق النار هناك حالات التهديد لبضع المشاركين الذين يبدو أنهم يعملون في حقل الصحافة و الاعلام، أو ربما ناشطين في حقل السوشيال ميديا :
"ان معارضتي للحوثثن باستخدام القوة في فرض مايريدون والتستر بالسلمية شي مرفوض منا كشباب الثورة مستقلين وليس متحزبين وانتقاد الفشل الذريع للحكومة بسبب التحاصص وتقاسم هو كان السبب في تهديدي من قبل البعض من جماعة الحوثي وتعرضنا الكبير مع شركاء الثورة ".
"انزلت عدة مقالات ضد الاصلاح حول التنظيم الممنهج لتخريب البلاد وتهديد للأمن والاستقرار،تعرضت لعدت تهديدات من جهات غير معروفة".
"خلال التغطية والنزول الميداني كل طرف يعتبرني ضده واشتغل مع الاخر بسبب الكتابات الناقده لتصرفاتهم اكون معرض للصدام مع قطعان من الاتباع الغير واعيين ولكن احاول امتص الغضب واخرج بسلام".
من يمثل الخطر الأكبر على استقرار اليمن؟ الإجابة على هذا السؤال تكشف أن المسئولية تتوزع على الفرق المتناحرة الآن عقب دخول الحوثيين صنعاء فنرى جماعة الحوثي من جانب ومن الجانب الآخر العمليات التي يشنها تنظيم القاعدة على افراد هذه الجماعة. ما مجموعه 62% من المستطلعين ألقوا بالمسئولية على أحد هذين الفريقين. 36% يقولون بأن الحوثيين هم الخطر الأكبر على استقرار اليمن. نسبة أقل من المستطلعين 26% ترى أن القاعدة هي الخطر، فيما اختارت نسبة 5% مقاتلي القبائل كمسئول عن عدم الاستقرار. نسبة 32% تعزو عدم الاستقرار لأسباب وعوامل أخرى ابرزها حزب الاصلاح والرئيس السابق علي عبدالله صالح، الانفصاليون في الجنوب وعامل التدخل الخارجي إضافة لضعف جهاز الدولة في اليمن.
ماهي اكثر المهددات الامنية التي تخشاها؟
معروف عن الارهاب أنه يستهدف الجميع دون تمييز بين عدو وصديق، والإجابة على هذا السؤال تؤكد هذه الحقيقة. أكثر من نصف المستطلعين (52%) يخافون التفجيرات والأعمال الارهابية. إطلاق النار والمواجهات العسكرية تزعج الناس بدرجة أقل كما ظهر من الاستبيان ( 17%) إضافة لنسبة أخرى مقاربة تخاف إطلاق النار العشوائي (11%).
هنالك نسبة لا يستهان بها من المستطلعين تذكر أن خوفها يعود لعوامل أخرى غير العوامل المقترحة في سؤال الاستبيان مثل الاغتيالات والضربات التي توجهها "امريكا" ضد افراد واهداف القاعدة في اليمن. ورد ايضا ذكر الانقلابات العسكرية كمهدد إضافة لفكرة الحرب الأهلية بشكل العام التي ورد ذكرها كثيرا في إجابات المشاركين. شارك في هذا الاستبيان 665 مشاركا 53% منهم من الذكور و نسبة 47% منهم من الاناث. أما فيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي فإن نسبة 43% من المشاركين في الاستبيان من عدن ونسبة 32% من صنعاء والبقية تتوزع على مدن اليمن الأخرى.