في اول إشارة على ان «خليفة الدولة الإسلامية» او ما يعرف اعلاميا ب(داعش) لا يزال على قيد الحياة، رغم انتشار أخبار حول مقتله اثر تنفيذ التحالف الدولي ضربات جوية استهدفت قادة للتنظيم في شماليالعراق، بثّ التنظيم امس الخميس تسجيلا صوتيا لزعيمه ابو بكر البغدادي اكد فيه ان اتباعه سيواصلون القتال «الى آخر رجل». وذكر البغدادي في التسجيل احداثا وقعت في الايام الماضية، منها اعلان عدد من المجموعات الجهادية بيعتها للتنظيم.
واكد ان الضربات الجوية للتحالف ضد «الدولة الإسلامية» في سورياوالعراق، لن توقف «زحف» تنظيمه، معتبرا ان خطة التحالف «فاشلة»، وان دوله ستجد نفسها مضطرة «للنزول إلى الارض» لقتاله.
وتوعد البغدادي في التسجيل الذي حمل عنوان «ولو كره الكافرون»، باستمرار «زحف المجاهدين حتى يصل روما»، وخاطب الأمة الإسلامية، قائلاً: «اطمئنوا ولا تصدقوا إعلامهم الكاذب وادعاءاتهم بقتلهم العشرات من المجاهدين كل يوم… اطمئنوا أيها المسلمون فإن دولتكم بخير ولن يتوقف زحفها وسوف تمتد ولو كره الكافرون».
وأمر البغدادي في التسجيل اتباعه ب «تفجير براكين الجهاد في كل مكان»، ودعاهم إلى تنفيذ هجمات في السعودية، وقال إن «خلافته» ما لبثت تتسع في العالم العربي.
وقال البغدادي «نبشركم بإعلان تمدد الدولة الإسلامية إلى بلدان جديدة، إلى بلاد الحرمين (السعودية) واليمن وإلى مصر وليبيا والجزائر، ونعلن قبول بيعة من بايعنا من إخواننا في تلك البلدان، وإلغاء اسم الجماعات فيها، وإعلان ولايات جديدة للدولة الإسلامية وتعيين ولاة عليها، وكما نعلن قبول بيعة من بايعنا من الجماعات والأفراد في جميع تلك الولايات المذكورة وغيرها، نطلب من كل فرد اللحاق بأقرب ولاية إليه، وعليه السمع والطاعة لواليها المكلف من قبلنا».
ويرى مراقبون ان تنظيم «الدولة الإسلامية» اصبح الآن يتحكم بمنطقة شاسعة من العراق إلى المغرب شمالا ومن سوريا إلى اليمن جنوبا، مسيطرا على السواحل المقابلة لاوروبا خاصة في ليبيا وتونس والمغرب والبحر الاحمر في مصر والسعودية واليمن، مشككين في جدوى الضربات الجوية والتي تقود الولاياتالمتحدة تحالفا دوليا لتنفيذها ضد الدولة الإسلامية وتكلف يوميا 8.3 ملايين دولار.
جاء ذلك فيما عزز تنظيم «داعش» وجوده في دول شمال أفريقيا ومصر، بعد قراره باتخاذ منطقة درنة الليبية الإمارة المركزية له في القارة الإفريقية، كما ذكرت صحيفة «الشروق» التونسية.
وجاء القرار خلال اجتماع كبير نظمته قيادات من تنظيمات قامت بمبايعة ما يعرف ب»الدولة الاسلانمية» وخليفتها ابو بكر البغدادي في منطقة درنة الليبية، وحضرته قيادات تنظيم «أنصار الشريعة» في تونس، منهم سيف الله بن حسين «أبو عياض»، والجزائري مختار بلمختار من القاعدة في بلاد المغرب، والقيادي اليمني المعروف باسم أبو حنيفة اليمني.
واحتضنت مدينة درنة الليبية أول اجتماع لقيادات تتبع «داعش» خارج العراقوسوريا، وذلك بعد أن أعلنت قيادات تنظيم «أنصار الشريعة» في كل من ليبيا وتونس ولاءها ل»الخليفة» أبو بكر البغدادي.
وقالت مصادر لم تكشف عنها الصحيفة ان «تنظيم داعش قرر أن يتخذ منطقة درنة الليبية الإمارة المركزية له في القارة الأفريقية، وهي التي يقع فيها تدريب المسلحين، وتصدر منها التعليمات للجماعات المنضوية تحت مسميات أنصار الشريعة في ليبيا وتونس وتونس والقاعدة في المغرب وأنصار بيت المقدس في مصر».
ويرى محللون ان اسباب تمدد تنظيم «الدولة الإسلامية» تأتي بسبب عدم وضوح رؤية الغرب تجاه الانظمة الديكتاتورية في المنطقة، اضافة إلى عدم العدالة في توزيع الثروات في المنطقة، ولكن ما يأتي على رأس هذه الاسباب هو الاحتلال الإسرائيلي والانحياز الغربي للدولة العبرية رغم ارتكابها استمرار جرائمها ضد الفلسطينيين منذ عقود.