لم تعد عصابات التهريب تعمل بعيدا عن أعين الأمن وحراس الوطن، بل وصل الحد إلى العمل معا في بعض الحالات. في إحدى نقاط الجيش التابعة للواء 25ميكا، بمنطقة "بني حسن" مديرية عبس، محافظة حجة، يتخلى بعض الجنود عن إنسانيتهم ويتحولون إلى أعضاء يعملون لدى عصابات تهريب مقابل مبالغ مالية.
عدنان الصلاحي، جندي ومهرب في آن واحد، ومعتمد من قبل عصابات التهريب في النقطة التي يفترض أن تحرس من يتعرضون لمثل تلك الممارسات.
المواطن السوري راتب عبده عزام، كان صيدا ثمينا بالنسبة ل الصلاحي، فعند تفتيشه لسيارة كان يستقلها راتب قادما من السعودية، وبرفقته طفلته "نوف" المصابة بشضايا إثر الحرب الدائر في سوريا، ويريد علاجها.
طلب منه الصلاحي النزول من السيارة بعد أن طلب منه إثبات الهوية، ولوح لسائق السيارة أن يغادر المكان ولا داعي للانتظار.
بعد أن تيقن ل الصلاحي، أنه رُزق بصيد سمين، أخرج تلفونه وأجرى اتصالا لم يدركه راتب، ولا طفلته التي كانت تقف بجواره.
لم يمض وقتا طويلا حتى وصلت سيارة لتأخذ راتب وطفلته إلى جهة مجهولة، قام الجندي بتسليم جواز راتب إلى السائق الذي حضر لأخذ راتب.
كان "راتب" يحكي قصته في إدارة الأمن بالمديرية بحضور نائب مدير الأمن، شرف المصري، ودموعه تنهمر بغزارة جراء ما تعرض له من تعذيب من عصابات التهريب في المنطقة.
يقول راتب "لم أكن أتوقع من رجل دولة أن يكون هو الخطر فبعد وقوفي بالنقطة بربع ساعة وبعد اتصالات أجراها الجندي وصلت سيارة هايلكس فأمرني بالركوب ولم يعطيني جوازي، بل أعطاه لسائق تلك السيارة وانطلقت بنا السيارة، وفي أول قرية بعد النقطة (يقصد "بني حسن") مال بنا السائق باتجاه منطقة بعيدة وواصل السير مدة ساعة تقريبا".
ويضيف "ضربوني ضرباً مبرحاً دون أن أعرف ما الذي ارتكبته، بعدها قال لي أحدهم "إحنا اشتريناك من العسكري بثلاثة آلاف ريال سعودي، ولازم تتصل بأهلك يحولوا بعشرة آلاف ريال".
يتابع راتب "حلفت لهم أن أهلي لا يملكوا القوت والمسكن وأنا هاجرت بسبب إصابة ابنتي بشظايا وأريد أن أجري لها عمليات جراحية".
وأضاف " أظهرت لهم مكان الإصابات التي تعانيها ابنتي والتشوهات في بطنها وصدرها، لكنهم استمروا في ضربي بكل وحشية حتى صراخ طفلتي وبكائها لم يشفع لي عندهم".
وتابع "فجأة قام أحدهم وأمسك ابنتي بعنقها ورفعها وقال "أخلق فلوس وإلا حرام لأقتلها، فخفت على بنتي وأخرجت مبلغا كنت أوفره لعلاجها، وأعطيتهم 5250ريالا سعوديا".
يتابع "راتب" حديثه بحرقة "بعدها حملوني إلى السيارة ودمي يسيل وانطلقوا بي وتركوني على الإسفلت، ووصلت لإدارة الأمن لأبلغ عما حدث لي".
تحري الأمن عن الجندي بعد حديث المجني عليه "راتب" تحرك النائب شرف المصري، والضابط في اللواء 25 ميكا، قناف شريان، ومعهم الناشط احمد عجلان تحركوا نحو النقطة للتحري عن العسكري المدعو عدنان الصلاحي، وجدوه مازال بالنقطة وعندما وجهوا له بعض الأسئلة ارتبك، فأخذوا جواله فوجدوا في مكالماته الصادرة رقم باسم "عبدالله المهرب" ورقم آخر ل "عبدالله صومال".
تم التواصل بمشرف الحوثيين بعبس، الشيخ مالك ثواب وحضر وأطلع على الأمر وتم تسليمه المجني عليه راتب وابنته.
من جهته أفاد عضو بجماعة الحوثي أنه تم القبض على متورطين في الجريمة وتم تسليمهم إلى إدارة امن عبس، كما تواصل أمن عبس مع قيادة اللواء 25 ميكا وقد استعدوا بإيصال المتهم الصلاحي إلى إدارة أمن عبس والتحقيق معه وإحالته إلى العدالة لاتخاذ الإجراءات القانونية.
وناشد أبناء عبس الحقوقيين والمسؤولين أن يتضامنوا لإيقاف هذه الجرائم اللا إنسانية التي تسيء للدين وتتنافى مع الأخلاق والأعراف وضبط مرتكبيها وتقديمهم إلى العدالة.
وتناول "المصدر أونلاين" في وقت سابق عددا من قضايا المهربين في حرض والعصابات التي تبتز الأجانب، وخاصة المتهربين الأفارقة، حيث يمارسون بحقهم أنواع التعذيب وإرغامهم على التواصل مع أهاليهم لدفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم.