مدينة إب الخضراء، تصمد خضرتها الطبيعية أمام محاولة الجماعة المسلحة استبدالها بالقماش الأخضر الذي ينشره عناصر جماعة الحوثي المسلحة في مناطق مختلفة بالمدينة. وحضرت تلك الأقمشة الخضراء المعلقة في جولة العُدين وجولة المحافظة وشارع تعز وشارع العُدين وأمام مبنى المحافظة، ونُشرت بشكل كبير ولافت.
وفي الوقت الذي تشهد المحافظة تحرّكات شبابية وشعبية رفضاً لتواجد الميليشيات المسلحة تتحرّك تلك العناصر بشكل موازٍ للتسويق لنفسها عن طريق التحضير للاحتفاء بمولد النّبي.
وامتدت تلك الأنشطة إلى عددٍ من المُدن الثانوية في المحافظة؛ منها "القاعدة ومدينة يريم والنادرة والعدين"، ورُفعت فيها الأعلام الخضراء.
إلا أن تلك المحاولات التي تبذلها جماعة الحوثي لتسويق نفسها كحامٍ للدّين ومالكٍ حصري لمناسبة اعتاد الناس على الاحتفاء بها ببساطة وتلقائية جاءت بنتائج عكسية عندما استغل الحوثيون المناسبة للابتزاز والدّعاية السياسية لإظهار سطوتهم وسيطرتهم على المدينة.
حيث كشفت وثيقة رسمية عن إلزام الجماعة المسلحة مُلاك المحلات التجارية في مدينة القاعدة بطلاء أبواب محلاتهم ورفع الأعلام الخضراء، تعبيراً عن احتفائهم بالمولد النبوي الذي تتبنّاه الجماعة في مختلف المُدن اليمنية.
وأصدر مكتب الأشغال في مديرية القاعدة توجيهاً رسمياً يقضي بضرورة الاحتفاء بذكرى المولد النبوي بطلاء أبواب المحلات باللون الأخضر ورفع الأعلام.
التوجيه الممهور بختم مكتب "أنصار الله"، إضافة إلى ختم مكتب الأشغال وتوقيعات المسؤولين عليه، يمنح المواطنين في المديرية يومين فقط لتنفيذ ما ورد في التوجيه، بدءاً من تاريخ صدوره، الأحد.
وفي مدينة إب، أفادت المصادر الخاصة بوجود تعميم من مكتب "أنصار الله" يُشابه في محتواه ما تم تعميمه في مدينة القاعدة، يُطالب التعميم برفع الأعلام الخاصة بالجماعة وطلاء أبواب المحلات باللون الأخضر.
وقد زار مندوب موقع "المصدر أونلاين" عدداً من المحلات التجارية للتأكد من صحة الأنباء المتداولة غير أن عدداً منهم عبّروا عن رفضهم أي استجابة لتلك المطالب "لم نعملها من سنوات ونحن نحبّ رسول الله ليس بالأعلام والرايات والطلاء"، يعلق أحدهم.
وأشار آخر إلى أن مسلحي الحوثي عرضوا على البعض أموالاً ما بين ألف إلى ألفي ريال مقابل رفع تلك الرايات، ولكن ذلك لم ينفع، ولم يستجب الكثير من أبناء وسكان المحافظة.
مصادر في مكتب الأوقاف أفادت للصحيفة بأن مدير أوقاف إب صرف مائتي ألف ريال لعناصر حوثية كدعم للاحتفال بالمولد النبوي، لكنّه غلّف ذلك بما أسماه "مقابل شراء بخور وعطور وزينة خضراء لجامع الملكة أروى بمدينة جبلة".
كما تحدثت المصادر عن صرف مكتب الأوقاف 300 ألف ريال للغرض ذاته، تحت مسمّى "صرفيات لتغذية الجنود وأخرى صيانة وأخرى متابعة إيجارات وبعضها عُهد وغيرها من المسمّيات".
من جانب آخر، بدأت عناصر الحوثي بعمل جداريات حول أهمية الاحتفال بالمولد، وأمام رفض خطاطي المحافظة المشاركة في الحملة استعان الحوثيون بخطاطين من خارج المحافظة. وأشار مصدر محلي إلى أن حملة الكتابة على الجدران التي يقوم بها الحوثيون أدت إلى تخريب عددٍ من اللوحات الفنية والجداريات للمخفيين قسراً، والتي بذل فيها عدد من الناشطين وشباب الثورة جهوداً كبيرةً لما أسموه "جريمة الإخفاء القسري" التي طالت عدداً من أبناء المحافظة خلال العقود الثلاثة الماضية.