أعلنت إيران عن تطويرها ل "جيل ثالث" من أجهزة الطرد المركزي التي تقول إنها تقوم بتخصيب اليورانيوم "بشكل أسرع بكثير" من التقنيات المتبعة حاليا، وذلك في تحدٍّ للتهديد الدولي بفرض حزمة إضافية من العقوبات عليها. وقال علي أكبر صالحي، رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، إن بلاده طورت أجهزة الطرد المركزي الجديدة قد يكون لديه طاقة على تخصيب اليورانيوم بمعدل ستة أضعاف قياسا بقدرة الأجهزة الموجودة حاليا في مفاعل نتانز النووي.
ففي كلمة ألقاها اليوم بمناسبة إحياء اليوم النووي الوطني وحضره الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، قال صالحي: "سوف تعرض إيران الجيل الثالث من أجهزة الطرد المركزي التي سيزيح الرئيس أحمدي نجاد الستار عنها في وقت لاحق من اليوم الجمعة."
سوق سوداء ويعتقد الخبراء أن التكنولوجيا الجديدة ستكون أكثر تطورا من نموذج (بي 1) الذي يُقال إن إيران كانت قد حصلت عليه من السوق السوداء خلال ثمانينيات القرن الماضي وتستخدمه حاليا في منشأة نتانز، وإن كان معرَّض للعطب.
وقال جون لين، مراسل بي بي سي في طهران المتواجد حاليا في لندن، إن الخبراء النووين يشيرون إلى أن السؤال الأهم هو كم عدد أجهزة الطرد المركزي الجديدة التي يمكن لإيران أن تنتجها.
سوف تعرض إيران الجيل الثالث من أجهزة الطرد المركزي التي سيزيح الرئيس أحمدي نجاد الستار عنها في وقت لاحق من اليوم الجمعة
وأضاف المراسل قائلا إن الخبراء واجهوا مشاكل عدة لدى استخدامهم للأجهزة المستخدمة حاليا. ولا يزال من غير المعلوم مدى سرعة إيران في وضع الأجهزة الجديدة قيد التشغيل والإنتاج بكميات كبيرة.
اجتماع دول الست وقد جاء الإعلان الإيراني عن التقنية الجديدة بعد يوم واحد فقط من الاجتماع الذي عقده سفراء الدول الخمس الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى ألمانيا، في نيويورك لبحث إمكانية فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب رفضها وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
فقد وصف ممثلو كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا والصين محادثات نيويورك بأنها بناءة، لكنهم أضافوا أن الاجتماعات ستستمر خلال الأسابيع المقبلة.
وقال السفير الروسي، فيتالي تشوركين، إن بلاده تريد حلا دبلوماسيا لقضية الملف النووي الإيراني الذي تقول الدول الغربية إنه يرمي إلى تطوير أسلحة نووية. لكن إيران تصر على القول إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية البحتة. وتمارس الولاياتالمتحدة ودول أخرى ضغوطا على الصين لكي تساند فرض عقوبات جديدة على إيران. وقد شاركت بكين في الاجتماع رغم معارضتها العلنية لفرض عقوبات على طهران.
تهديدات أوباما وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد توقع الخميس نجاح مساعي التوصل إلى مسودة قرار يدعو لفرض عقوبات جديدة وقوية على إيران خلال فصل الربيع الحالي، وذلك بسبب إصرار طهران على المضي قدما بتطوير برنامجها النووي المثير للجدل.
وقال أوباما: "توقعاتي هي أننا سنكون قادرين على تأمين عقوبات جديدة وقاسية على إيران خلال الربيع الحالي".
وأضاف الرئيس الأمريكي قائلا: "لقد أحرزت المناقشات بخصوص العقوبات على إيران تقدما خلال الأسابيع الاخيرة. في الحقيقة هي أحرزت تقدما خلال الشهور الأخيرة، فنحن على وشك رؤية محادثات مكثفة في (الأممالمتحدة) في نيويورك في غضون الأسابيع المقبلة".
إن الضغط الدولي على إيران، بما فيها محاولات فرض عقوبات دولية جديدة عليها، سيزيد من قوة وتصميم الجمهورية الإسلامية وعزيمتها على تطوير برنامجها النووي
وعلى الصعيد ذاته، أكدت الصين أنها ستتحدث مع القوى الخمس الكبرى بشأن إمكانية فرض عقوبات جديدة على إيران. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية شيانج يو في مؤتمر صحفي الخميس: "نحن نؤمن بأن الحوار هو أفضل سبيل لحل القضية".
وكان أحمدي نجاد قد قال السبت الماضي: "إن الضغط الدولي على إيران، بما فيها محاولات فرض عقوبات دولية جديدة عليها، سيزيد من قوة وتصميم الجمهورية الإسلامية وعزيمتها على تطوير برنامجها النووي".
وقال الرئيس الإيراني: "إن الرئيس أوباما لم يأت بجديد فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية، ولم يغير شيئا في سياسة سلفه المعادية لإيران على الرغم من وعوده السابقة بهذا الصدد."