دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى وقف القتال فوراً لأغراض إنسانية في اليمن. وقال بيان للجنة نُشر على صفحتها الرسمية في «تويتر» إنه يساور اللجنة الدولية قلق شديد إزاء الوضع الإنساني الذي «لا يطاق» في اليمن، مطالبةً بوقف القتال فوراً لمدة 24 ساعة.
وتحدث الصليب الأحمر عن وضع وصفه ب«المزري» جراء نفاد موارد الأدوية من المستشفيات والعيادات التي تتكفل بعلاج أعداد غفيرة من الجرحى من أنحاء اليمن.
وعبر البيان عن استعداداه لنقل أطنان من الأدوية، إضافة إلى المساعدات الإغاثية الأخرى، واللجنة منتظرة لتصريح الدخول، حسب البيان.
«المصدر أونلاين» يعيد نشر نص البيان: يساور اللجنة الدولية قلق شديد إزاء الوضع الإنساني المزري في اليمن. وإننا نطالب بوقف القتال فورا للأغراض إنسانية وبفتح جميع الطرق الجوية والبرية والبحرية دون أي إبطاء لمدة 24 ساعة على الأقل لكي نستطيع إيصال المساعدات للأشخاص العالقين بسبب الغارات الجوية الكثيفة والقتال البري الضاري في البلد كله منذ أكثر من أسبوع.
لقد بذلنا جهودا جبارة واتصلنا مرارا خلال الأسبوع الماضي بجميع الأطراف، ولكن لم يتسن�' بعدُ وصول الإمدادات والفرق الطبية الضرورية إلى من هم في حاجة ماسة إليها.
وفي هذا الصدد، قال السيد روبير مارديني، رئيس العمليات لدى اللجنة الدولية في الشرق الأدنى والأوسط: "إننا نحتاج عاجلا إلى وقف فوري للقتال لكي تتمكن العائلات الموجودة في أشد المناطق تضررا، مثل عدن، من الخروج لشراء المواد الغذائية والمياه أو للحصول على الرعاية الطبية. ولا بد من السماح لمساعداتنا الإغاثية وفرقنا المتخصصة في الجراحة بأن تدخل البلد وتصل بأمان إلى المناطق الأشد تضررا لتقديم المساعدة. وبصراحة، إن لم نتمكن من ذلك فسيموت مزيد من الناس. أما الجرحى فإن بقاءهم على قيد الحياة متوقف على عملنا وموتهم مسألة ساعات وليس أيام."
إن المستشفيات والعيادات التي تتكفل بعلاج أعداد غفيرة من الجرحى من أنحاء مختلفة كثيرة باليمن قد بدأت تنفد مواردها من الأدوية والمعدات المنقذة للحياة. وفي أنحاء عديدة من البلد، يعاني السكان أيضا من نقص في الوقود والمياه، في الوقت الذي يتناقص فيه أيضا المخزون الغذائي بسرعة. ويسقط كل يوم عشرات القتلى والجرحى. والشوارع تعج بالجثث في عدن والناس يخشون الخروج من منازلهم.
وهناك 48 طنا من الأدوية ومستلزمات الجراحة الضرورية التي تكفي لعلاج 2000 أو 3000 شخص جاهزة للنقل نحو اليمن بالسفينة أو بالطائرة وهي تنتظر التصريح بالدخول. وإن اللجنة الدولية على استعداد أيضا لتوزيع الخيام ومولدات الكهرباء والإمدادات لتصليح شبكات المياه المدمرة. وهناك فريق جراحي من أربعة أشخاص متأهبين في جيبوتي بانتظار التحرك نحو جنوب مدينة عدن الساحلية.
وقال السيد سيدريك شفايزر، رئيس بعثة اللجنة الدولية المكونة من فريق يضم 300 عامل في اليمن، إنه يجب السماح للفرق الطبية والمُسعفين بالعمل في أمان: "إنهم يسعون بكل ما أوتوا من قوة لنقل الجرحى إلى المستشفى وجمع الجثث من شوارع عدن بوجه خاص كي تستطيع العائلات مواراة أحبابها القتلى الثرى وإجراء الجنائز بطريقة لائقة."
لقد فجعنا الأسبوع الماضي بمقتل ثلاثة متطوعين في الهلال الأحمر اليمني إثر هجمات استهدفتهم فيما كانوا يقدمون المساعدة إلى من جرحوا في القتال الدائر. ويجب أن تتوقف نزعة القتل هذه فورا.
ويعانى أهل اليمن لسنوات من النزاع والجفاف وانعدام الأمن، مما استنفد قدرتهم على الصمود وأصبحوا أضعف بشكل خاص في مواجهة الآثار الإنسانية والاقتصادية والبيئية الناجمة عن تصاعد هذا القتال الأخير. وأصبح الوضع الآن لا يطاق ولم يعد بإمكانهم تحمل أي تأخير في وصول الإمدادات الإغاثية.
وبموجب القانون الدولي الإنساني، يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها. ويجب على القوات المسلحة والجماعات المسلحة ألا تتعم�'د عرقلة إيصال إمدادات الإغاثة. وحتى الأشخاص الخاضعون لسيطرة جماعات المعارضة يحق لهم الحصول على الغذاء والأدوية الحيوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة.
ويفرض القانون الدولي الإنساني أيضا واجبا على أطراف النزاع يتمثل في احترام الحياد الطبي ومنح العاملين في المجال الطبي والمعدات والمركبات الطبية إمكانية المرور الآمن. ويملي القانون أيضا على هذه الأطراف السماح للمدنيين الراغبين في مغادرة منطقة النزاع بالقيام بذلك في أمان.
وكانت أَو�'لى الأولويات في استجابة اللجنة الدولية لحالات الطوارئ في الأسبوع الأول منذ بدء الغارات الجوية، هي أنها وزعت في الأيام الماضية الإمدادات الطبية على مستشفيات في محافظة شبوة المركزية والفرش والبطانيات على مستشفيات في تعزوصنعاء. وهناك ثلاثة مراكز لتركيب الأطراف الاصطناعية وإعادة التأهيل البدني التي تدعمها اللجنة الدولية في صنعاءوتعز والمكلا على استعداد لمواصلة عملها على مدىً أطول.