كانت الجوف أول محطة للحوثيين لخوض حروبهم خارج صعدة في العام 2011 وها هي اليوم أول محافظة تقترب فيها مقاومتها الشعبية من صعدة وتوشك أن تنقل الحرب إليها بتوجه معاكس، كجزء من مقاومة شعبية شاملة ضد سيطرة الجماعة وانقلابها على مؤسسات الدولة في سبتمبر من العام الماضي. في التاسع من الشهر الجاري تجددت المواجهات في الجوف بين رجال المقاومة الشعبية والحوثيين بعد بدء الأخير بالسيطرة على المجمع الحكومي وتباب جبلية في مديرية "خب والشعف" وتحديداً في منطقة اليتمة المحاذية للملكة العربية السعودية وصعدة، معقل جماعة الحوثي.
وبحسب مصدر في المقاومة الشعبية، محافظة الجوف، تحدث ل"المصدر أونلاين" فإن موقع واحد فقط هو "الأجاشر" يفصل رجال المقاومة عن التقدم داخل أراضي مدينة البقع التابعة لمحافظة صعدة مضيفاً أن الأجاشر تحت نيران المقاومة وبات هدفاً تالياً للمقاومة الشعبية.
وتمكن رجال المقاومة خلال الأيام الماضية من السيطرة على مواقع "البوين، الأبتر، الجشيمة" في منطقة اليتمة، في "خب والشعف" أكبر مديريات الجوف بمساحة تقارب نصف مساحة المحافظة.
ولم يؤكد المصدر عزم المقاومة على التقدم نحو صعدة، مشيراً الى أن الهدف الأول للمقاومة الآن هو استكمال السيطرة على الأجاشر مبيقاً الخيارات مفتوحة.
جغرافيا السيطرة تتكون محافظة الجوف شرق اليمن من 12 مديرية وتتصل بمحافظة صعده من الشمال، صحراء الربع الخالي من الشرق، محافظتي مأرب وصنعاء من الجنوب، محافظتي عمران وصعده من الغرب.
تتداخل خارطة السيطرة في الجوف فالحوثيون يسيطرون على مواقع معينة داخل بعض المديريات وهي الحميدات والغيل والزاهر والمطمة لكنهم لا يتحكمون بشكل كامل سوى مديرية واحدة هي مديرية المراشي، أما عاصمة المحافظة "الحزم" وبقية المديريات فتسيطر عليها المقاومة الشعبية بشكل كامل وهي خب والشعف وتمثل حوالي النصف من مساحة المحافظة وتمتد من الحزم وحتى حدود محافظة صعدة، والخلق، والمصلوب، والمتون، وبرط العنان، ورجوزة.
ويرابط في الجوف محور عسكري من عدة ألوية أهمها اللواء 115 ولواء الموازيق، ويقودها العميد عادل القميري الذي أصدرت لجنة الحوثيين الثورية قرارا بتغييره ورفضت تسليم المخصصات المالية لأفراد المحور، بسبب تمسكهم بقائد المحور ورفضهم تغييره.
محطات في حرب الحوثيين على محافظة الجوف يرى الصحفي محمد الشبيري أن "الجوف لا تزال تدفع ثمن انحيازها لثورة الشباب منذ العام 2011" حيث أوعز صالح الى الحوثيين باستلام معسكر اللواء 115 للتخويف من انهيار البلد في حال غادر السلطة، لكن ثوار الجوف كانوا أسرع في التحفظ على المعسكر ومنع الحوثيين من نهب سلاحه، وخاضوا معارك شرسة مع الحوثيين انتهت باتفاق يلزم للحوثيين الانسحاب والعودة الى مواقعهم السابقة على تخوم المحافظة.
وفي أواخر عام 2013 بعدة سيطرة الحوثيين على كتاف أحد معاقل السلفيين اتجه الحوثيون نحو "اليتمة" واستمرت المعارك لثلاثة أشهر انتهت بوساطة مكلفة من الرئيس هادي برئاسة اللواء عوض بن فريد العولقي مساعد وزير الدفاع، وبعدها نظمت قبائل دهم عرضاً عسكرياً هو الأول من نوعه حينذاك، احتفالاً بالانتصار على جماعة الحوثي.
الجولة الثالثة من حروب الحوثيين على الجوف كانت في الربع الأخير من العام 2014 حيث حاول الحوثيون التقدم عبر مديرية الغيل القريبة من عاصمة المحافظة وكانت هي المعركة الأكثر شراسة عجز فيها الحوثيون عن الدخول الى عاصمة المحافظة ولجأوا للاستماتة في الوصول لمنزل الشيخ الحسن بن علي أبكر قائد المقاومة الشعبية وتفجيره ثم انسحبوا.
وتعد الحرب التي تدور رحاها حالياً في اليتمة على الحدود مع صعدة هي الجولة الرابعة من المعارك بين الحوثيين وقبائل الجوف وفي كل مرة ينجح رجال القبائل في كسر هجوم الحوثيين، فهل تكون هذه الجولة بداية العودة الى صعدة، في ظل اتساع رقعة المقاومة الشعبية في العديد من المحافظاتاليمنية، وتقطع الجوف شر جماعة الحوثي عنها الى الأبد؟