دعا المشاركون في الملتقى السنوي الأول لحفاظ القرآن الكريم في ختام فعالياته اليوم بصنعاء إلى منح حفاظ القرآن الكريم شهادات جامعية كما فعلت ليبيا عوناً لهم في حياتهم العلمية والعملية. كما طالبوا في بيانهم الختامي بإطلاق قناة فضائية تخدم القرآن الكريم وفق الضوابط الشرعية، إضافة إلى مطالبتهم وزارة الأوقاف والإرشاد بتخصيص ميزانية داعمة للجمعيات القرآنية الجادة التي تواجه صعوبات في طريقها، وإقامة مسابقة قرآنية سنوية دولية في اليمن، إضافة إلى تعميق التواصل بين الجمعيات والمؤسسات القرآنية والوزارة ،وتعميم تحفيظ كتاب الله على الفئات العمرية.
كما أكدوا على تعميق التواصل بين الجمعيات والمؤسسات القرآنية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والهيئة العالمية لتحفيظ كتاب الله، وإيجاد قاعدة بيانات للحفظة والحافظات وتشكيل مجلس للإجازة والمجازين.
وشدد المشاركون على ضرورة إبعاد المؤسسات القرآنية عن أي توجه مذهبي أوحزبي أو طائفي، والالتزام بالخط الوسطي في تعليم القرآن وتعلمه والدعوة إليه. داعين وسائل الإعلام المختلفة للاضطلاع بدورها لإبراز رسالة المؤسسات القرآنية وتحقيق أهدافها.
وفي حفل اختتام الملتقى القرآني الذي عقد على مدى ثلاثة ايام تحت شعار (جيل الحفاظ جيل التسامح والبناء) بمشاركة 16 جمعية قرآنية في اليمن وبمشاركة عربية من السعودية والأردن وجيبوتي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم -أكد وزير الأوقاف والإرشاد- القاضي/ حمود عبد الحميد الهتار اهتمام القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية والحكومة بتشجيع ورعاية حفاظ كتاب الله العظيم وسنته النبوية لأنهما مرجعية المسلمين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم.
واعتبر الملتقى بادرة طيبة للاهتمام بالحفاظ والحافظات والارتقاء بمستوى أداءهم وتطوير قدراتهم، ومساعدتهم على السير قدماً نحو تحقيق الأهداف المرجوة من حفظهم لكتاب الله.
وفي حين دعا الوزير الهتار" الحفاظ إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو، أكد انه " لم نشاهد في هذا العصر أي حافظ أو حافظة متطرفين، وأن ما شاهدناه من بروز لبعض الآراء المتطرفة مصدرها من غير الحافظين لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم".مضيفاً:مؤكداً ان اليمن تحتفل سنوياً بتخرج من 4- 5 آلاف حافظ وحافظة لكتاب الله .
وقال الهتار:كل واحد من الحافظين والحافظات يشكل مدرسة مستقلة تعلق عليها آمالاً في تعليم القرآن الكريم ونشر أخلاقه التي تحلي بها نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأطهار والابتعاد عن التطرف والغلو والإرهاب.
متانة العلاقة بين أوقاف اليمن والسعودية:
ولفت وزير الأوقاف والارشاد إلى أن العلاقة بين وزارة الأوقاف والإرشاد ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية تكاد تكون في أحسن أحوالها وأرقى مستوياتها خلال السنوات الثلاث الماضية والتي تجاوزت الحواجز المصطنعة التي كانت تحول دون لقاء العلماء بين البلدين .
وشكر القاضي الهتار القائمين على الملتقى لحسن الإعداد والتحضير، وفي مقدمتهم رئيس اللجنة التحضيرية، وكذا الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم والجمعية الخيرية لتأهيل حفاظ القرآن الكريم والمنظمة الإسلامية والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم وكل من ساهم في دعم الملتقى، وفي مقدمتهم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
من جهته اشاد ممثل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية - الدكتور عثمان صديقي بما تشهده اليمن من نهضة قرآنية من خلال الجمعيات العاملة في مجال كتاب الله، والتي خطت خطوات مباركة في هذا المجال وتميز طلابها الحافظين بالقراءات السبع عن نظرائهم حتى من السعودية نفسها.
وأكد صديقي على استعداد السعودية ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية مستعدة في تقديم الدعم والخبرات لإقامة الانشطة القرآنية في اليمن . داعيا الجهات المعنية في اليمن إلى تبني مسابقة دولية لحفاظ كتاب الله.
أما رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور غالب القرشي فأشاد بالدعم السخي الذي يقدمه رئيس الجمهورية للجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال القرآن الكريم. مشيداً بذات الوقت بالجهود التي بذلها القائمين على الملتقى على تكريم 500 حافظ وحافظة والعمل على إنجاحه، مؤكدا أنهم سيتلافون أي قصور في الملتقيات القادمة بإذن الله.
وأكد القرشي: على أهمية تعزيز العلاقات بين الجمعيات والمؤسسات القرآنية ووزارة الأوقاف والإرشاد في اليمن، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم لما فيه خدمة كتاب الله العظيم.
وفي كلمة الجمعيات القرآنية المشاركة في الملتقى ألقاها رئيس قسم الشئون التعليمية بجمعية معاذ العلمية - محمد عبدالجبار مهيوب " اعتبر الملتقى نواة وثمرة يانعة لتبادل الخبرات والتجارب العلمية لتحقيق التميز ومسايرة العصر باستخدام التقنيات الحديثة في استخدام القرآن الكريم، والاستفادة من العلماء الأفضل المشاركين في الملتقى من داخل وخارج اليمن من خلال أوراق العمل والبحوث التي قدمت في الملتقى الذي استمر ثلاثة أيام.
وقال: أن الملتقى عمل على توحيد الجهود القرآنية في تواجد جميع محافظات الجمهورية فيه، فضلا عن استفادة المشاركين من أوراق العمل كيف يكون الحافظ بعيدا عن الغلو والتطرف ينهج الاعتدال والوسطية مقتدين برسولهم محمد صلى الله عليه وسلم.".
وطالب بالمزيد من هذه المساهمات لتوحيد الجهود القرآنية كأحد الثوابت الوطنية لتوحيد الأمة.
وفي ختام الحفل نهاية الحفل الذي تخللته قصيده شعرية للشاعر مجيب الرحمن غنيم تم تكريم الجمعيات المشاركة والجهات الداعمة للملتقى.كما تم تبادل إهداء الدروع التذكارية بين وزير الأوقاف والجهات الخارجية المشاركة والمنظمة للملتقى.
وكان نائب رئيس الجمهورية قد دشن فعاليات الملتقى الثلاثاء الماضي.
