في الوقت الذي ما يزال زميلنا الفاضل الدكتور/ عبد المجيد المخلافي, أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء قابعًا في أحد سجون الحركة الحوثية؛ ها هي تعتقل زميلنا العزيز الدكتور/ عبد الله الذيفاني, الأستاذ في جامعة تعز! أيها الحوثيون, يا(أنصار الله), اعلموا أن اختطاف أهل القلم, وذوي العلم, وأصحاب الرأي من الأكاديميين, والكُتَّاب والصحفيين, واستمرار اعتقالهم ؛ لا يتفق ومفهومكم ل(المسيرة القرآنية)؛ لأن القرآن الكريم قد كرم أهل القلم (أهل العلم).
وفي هذا الصدد, دعوني أخاطب الأستاذ الفاضل/ محمد أحمد مفتاح : يا أستاذ/ محمد(وأنت من أهل القلم), وممن عانى من الظلم والاعتقال في عهد(حكم/صالح), الذي تتحالفون معه حاليًا؛ أرجوك ذَّكِر رفاقِك في (اللجنة الثورية العليا), ومَنْ هم أعلى منها بقوله تعالى : { ن والقلم وما يسطرون},سورة القلم - الآية الأولى. وقوله سبحانه:{إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ}, سورة فاطر- من الآية28 .
يا رفيق/ نايف القانص, وأنت الآن أحد أعضاء "اللجنة الثورية العليا", قم بواجبك تجاه زميلنا, ورفيقك الحزبي سابقًا, د. عبد الله الذيفاني, واخبرهم أنه من أكثر أهل القلم كفاءةً ووطنية.
يا رفيق/ محمد المقالح (عضو اللجنة الثورية العليا), تذكر معاناتك واعتقالك, ابان (عهد/صالح), وكيف وقف رفاقك, وزملاؤك من النشطاء والكُتَّاب والصحفيين ضد ما نالك من تعسف وضيم؛ فأبذل جهدًا كافيًا للإفراج عن الكُتَّاب والصحفيين المعتقلين حاليًا في السجون الحوثية!
أيها الحوثيون, أخاطبكم الآن من العاصمة صنعاء: اعلموا أنَّ التاريخ سيدَوّن, أنَّه في عهدكم , وظل(مّنْ تتحالفون معهم), قد رفعتم شعار (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل...), إلاّ أنَّ الموت كان, وما يزال من نصيب إخوتكم اليمنيين! كما أنكم قد أطلقتم على مسيرتكم, مُسمَّى (المسيرة القرآنية), ولكنكم قد قمتم بتفجير (دُور تحفيظ القرآن), التابعة لخصومكم الإصلاحيين!
وفي هذا السياق, فإننا نذكركم بما أعلنتموه عن تدشين حملة مكافحة الفساد, وإسقاط (الحكومة الفاسدة), ولكنكم, للأسف, تحالفتم مع عتاة الفساد ورعاته. بل إنه قد استشرى في عهدكم, وما استقالة الأستاذ/ عبده بشر, مؤخرًا من(عضوية لجنتكم الثورية العليا)؛ احتجاجا على الفساد, إلا أحد الشواهد على ما نقول. وبالتالي , فإنه من المحزن أن يحضر في فترة حكمكم ما يمكن تسميته ب(الفساد المبندق)! كما أنه رغم شكواكم مما وقع عليكم إبان ما عُرف ب(حروب صعدة الست), خلال الفترة (2004-2010م), فها أنتم تقومون (في تعاملكم مع خصومكم ) بدور الجلاد!
وبالرغم من حديثكم عن مفهوم (الصبر الاستراتيجي), وتفعيله في تعاملكم مع الأجانب, إلا أنَّ صبركم قد نفد تجاه أهلنا وأهلكم, من علماء وكُتَّاب وصحفيين, وخصوم سياسيين!
بل إن من المحزن, إنكم قد دفعتم ببعض خصومكم ومخالفيكم إلى اللجوء للخارجي, والتحالف معه لقتالكم, وكانت النتيجة, ترويع شعبنا, وقتل بعض أبنائه, وحصاره, وتجويعه, وتدمير الكثير من بناه التحتية!
والأخطر, أنكم قد طالبتم بضرورة تماسك اليمنيين وصمودهم تجاه العدوان الخارجي, ولكنكم قد استئسدتم على أهلنا وأهلكم, وها أنتم مازلتم مصرين على قتال أهلنا وبني جلدتكم في كل من عدن, وتعز, ومأرب, والضالع, وغيرها. و رغم تحذيرنا كثيرًا من الحرب الأهلية (اليمنية- اليمنية), إلا أنها قد طلت بقرونها, وها هي (دورة الثأر والثأر المضاد) يُعاد إنتاجها من جديد, والنتيجة مزيد من نزيف الدم اليمني الغالي, وخاصة في ظل غياب الرشد, وغيبوبة العقل!
كما أنكم كثيرًا ما تحدثتم عن ضرورة التحرر من التبعية, والنفوذ الخارجي, ولكنكم ها قد شاركتم في الدفع بالوطن نحو مزيدٍ من الوصاية, والارتهان الخارجي!
وفي هذا الصدد, إن كان من قولٍ ختامي, يمكن التذكير بضرورة الانتقال من مفهوم" الصبر الاستراتيجي " إلى " التخطيط الاستراتيجي". ومن المضي قدمًا في قتال أهلكم إلى العودة للحوار المسيج بالثقة والجدية والمصداقية. ومن الشراهة في استخدام السلاح إلى الشراكة في بناء الوطن. والانتقال من المجال الحربي إلى العمل السياسي.
صفوة القول: إن أردتم النجاة لنا ولكم, فلا مناص من التعايش والاعتراف بالآخر, والتوقف عن محاولة نفيه وقتله؛ وتذكروا أنَّ اليمن وطنٌ للجميع, وغدا من المحال إمكانية احتكار حكم الوطن اليمني أو التحكم بأبنائه, سواء من قبل حاكمٍ, أو جماعةٍ, أو حزبٍ, أو حركة.
الحريةُ لأهل القلم, من الأكاديميين, والكُتَّاب, والصحفيين. والله المستعان.