حملت زيارة ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى الأردن الثلاثاء، رسائل دبلوماسية قوية على أعلى المستويات، من المتوقع أن تترجم عمليا خلال الفترة المقبلة إلى استثمارات سعودية وتعاون سياسي مشترك يحاكي تطورات الإقليم وفي مقدمتها الأزمة السورية والاتفاق النووي الإيراني، بحسب مصادر سياسية. الزيارة التي وصفها وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال محمد المومني للموقع، ببالغة الأهمية، ينظر إليها مراقبون وسياسيون على أنها زيارة دشنت عهدا جديدا في العلاقة الأردنية السعودية، بعد أن دأبت تقارير صحفية على وصف العلاقات بالفاترة منذ أشهر رغم النفي الرسمي المتكرر. وكما هو متوقع، فإن الأزمة السورية وملف الاتفاق النووي الإيراني استحوذا على جل المباحثات الثنائية، بين الأمير السعودي والملك عبد الله الثاني، وهو أول لقاء مباشر منذ تولي القيادة الجديدة السعودية سدة الحكم. ويؤكد رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة في تصريحات لموقع CNN بالعربية، على الأهمية البالغة للزيارة، كتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في ظل العهد الجديد للمملكة العربية السعودية، لافتا إلى أنها ممهدة للتشاور الدائم في ملفات المنطقة خاصة في أعقاب الانفتاح الدبلوماسي السعودي وزياراته إلى روسيا ومصر، والاتفاق النووي الإيراني. وشكلت مشاركة رئيس الديوان الملكي الأردني الاسبق باسم عوض الله في استقبال الأمير السعودي، جدلا إعلاميا متجددا، ووصف أحد النشطاء السياسيين "تركيبة المشاركين في الاستقبال بالمثيرة" على ضوء هذه المشاركة، وهي التي سبقتها زيارة لعوض الله إلى السعودية في مايو/ أيار المنصرم، نقل خلالها رسالة ملكية إلى الملك السعودي تحت مسمى المبعوث الخاص بالملك عبد الله الثاني. وعزت تقارير صحفية فتور العلاقة السعودية الأردنية، إلى تباينات بين الموقفين الأردني والسعودي أمنيا، من الأزمة السورية واليمينة وصفت بأنها أزمة صامتة، ترافقت مع تأخر وصول مخصصات الأردن من المنحة الخليجية. لكن زيارة الأمير السعودي النشط، كرست لدى المراقبين قناعة بمغادرة المرحلة السابقة بين المملكتين، خاصة في ظل أواخر عهد الملك السعودي الراحل، والانتقال إلى مرحلة جديدة تحت عنوان التعاون بعد التعارف، بحسب وصف المحلل السياسي والكاتب فهد الخيطان. ويقول الخيطان لموقع CNN بالعربية: "إن الزيارة تتويج لسلسلة اتصالات بين الطرفين أعتقد أنهم كانوا في مرحلة تعارف انتقلوا إلى مرحلة التعاون والعمل المشترك بعد فترة سادها انطباع بفتور العلاقات." واستحوذت الزيارة على اهتمام لافت إعلاميا وسياسيا، عقب سلسلة زيارات متبادلة تمهيدية سابقة، من بينها زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى المملكة مؤخرا وبعد إعلان الأردن باقتضاب عن إحباط مخطط إرهابي إيراني في البلاد، ومن قبلها زيارة رئيس هيئة الاركان المشتركة ومستشار العاهل الأردني للشؤون العسكرية الفريق أول الركن إلى السعودية، منتصف الشهر الجاري.
