بحكم اهتمامي بتراث وتاريخ اليمن والتراث الثقافي للبلد بشكل عام وضمنه المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، شاركت في الدولة ال13 لجائزة المرحوم هائل سعيد أنعم للعلوم والآداب لعام 2009، محور "الآثار والعمارة"، وكان موضوع البحث "المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، الحماية والاستثمار السياحي". وبعد حوالي عام من الجهد والبحث العلمي الدؤوب نجحت في تقديم بحث علمي أرى من وجهة نظري أنه يقدم حلولاً جذرية علمية وعملية في كيفية حماية المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، وكيفية استثمارها سياحياً. وفي يوم الاثنين الماضي أعلن عن أسماء الفائزين بجوائز جائزة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم للعلوم والآداب في مجالاتها كافة ومن بينهم نخبة من الباحثين العرب، ولم يحالفنا الحظ في الفوز بإحدى جوائز الجائزة (... أكثر من 3 فائزين بينهم عربي فائز بجائزة الآثار والعمارة)، وفي الوقت الذي نشيد فيه بالإجراءات المتبعة في هذه الجائزة بدءاً من الإعلان عن فتح باب المشاركة فيها وشروطها، ونزاهة لجان التحكيم ومجالات التنافس فيها، إلا أننا نرى أن في الجائزة بعض النواقص والعيوب التي يجب الأخذ بها، وعدم تجاهلها، حتى تبدو الجائزة في أكمل صورة قدر المستطاع، لاسيما وأن هذه الجائزة تتبع مؤسسة علمية وثقافية راسخة، ولها سمعتها ومكانتها، وتتمثل هذه النواقص والعيوب في التالي: - هناك بعض الباحثين المشاركين في الجائزة يقومون بإعداد بحوث علمية جيدة، خلال قرابة عام من الجهد والبحث العلمي الدؤوب، وتدخل أبحاثهم باب التنافس في الفوز بإحدى الجوائز، لكن الحظ لم يحالفهم في الفوز بإحدى تلك الجوائز، لذا فإنه ليس من المقبول وغير المنطقي أن نقول لهذا الباحث أو ذاك: "أنت لم تفز معنا ومع السلامة"، دون أن نقدم له حتى كلمة شكر على مشاركته في الجائزة بفعالية، كما حصل مع كاتب هذه السطور الذي لم تصله حتى ولو كلمة شكر من قبل القائمين على الجائزة، على الرغم من مشاركته الفعالة في الجائزة وللتأكد من ذلك يمكن العودة للبحث الخاص به! وبناءً على ما تقدم أقترح أن تقدم جوائز تشجيعية مالية متواضعة وشهادات تقديرية للمشاركين بفعالية في هذه الجائزة، الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز بإحدى جوائزها تقديراً وتشجيعاً لهم على جهودهم الكبيرة التي بذلوها في إعداد بحوثهم العلمية، التي لا يعني عدم فوزها أنها خالية من الفائدة والقيمة العلمية، على أن يتم العمل بهذا المتقرح من الدورة ال13 لعام 2009، علماً أن هذا المبدأ الحضاري تتعامل به عدد من المراكز والمؤسسات العلمية. وأعتقد أن مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة لن تبخل أو تتردد في تكريم وتقدير من فازوا بشرف المشاركة من الجائزة، وساهموا في إنجاحها بمشاركتهم، وحاولوا الفوز بإحدى جوائزها القيمة، ومن غير اللائق أن نقول لهم اذهبوا أنتم لم تفوزا. - توسيع مستوى المشاركة في ورش العمل التي تقام بين حين وآخر في مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة والخاصة بمسيرة الجائزة، بحيث تشمل العديد من الباحثين والأكاديميين في العديد من محافظات الجمهورية الأخرى. - أن يتم نشر أسماء الفائزين بجوائز الجائزة مع صورهم في وسائل الإعلام المختلفة. - يتم إصدار نشرة سنوية مطبوعة للجائزة مع نهاية كل دورة لها ينشر فيها أسماء الفائزين مع صورهم، مع تقديم مقتطفات من بحوثهم، ونشر أسماء المشاركين، ومن لم يحالفهم الحفظ في الفوز بإحدى جوائز الجائزة. - إقامة مهرجان توزيع جوائز الجائزة في أكثر من مدينة يمنية، سعياً نحو التعريف بالجائزة.. وهذه الملاحظات التي قدمناها على جائزة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم لا تقلل من قيمة الجائزة وفائدتها العلمية، ولا تنقص من قدر مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة التي تتبعها الجائزة، إنما هي ملاحظات قصدنا بها التطوير.. والله من وراء القصد.