بثت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) رسالة مصورة تحذر فيها من أن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط قد يلقى مصير مواطنه الطيار رون أراد الذي اندثر أثره منذ سنوات، إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية في رفض شروط المقاومة. وفي أسلوب جديد تمثل في فيديو رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد، خاطبت حماس المجتمع الإسرائيلي لتوضح أن الفرصة ما زالت سانحة لإتمام صفقة تبادل بالإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل شاليط، وإلا فستضطر حكومته إلى دفع ثمن أكبر، إنْ عاجلا أو آجلا.
وتوعدت كتائب القسام بمواصلة مشوارها نحو تحرير الأسرى، عبر العمل على أسر أصدقاء جدد لشاليط، كما سخرت من الحكومة الإسرائيلية وقالت إنها ستضطر لتأسيس وزارة خاصة بجنودها الأسرى.
وكانت كتائب القسام قد نجحت بالاشتراك مع الذراع المسلح للجان المقاومة وجماعة جيش الإسلام في أسر شاليط بعد مهاجمة موقع إسرائيلي محاذ لجنوب قطاع غزة في 25 يونيو/حزيران 2006.
الصفقة مجمدة وتطالب حركة حماس بالإفراج عن ألف أسير فلسطيني بينهم 450 من قدامى الأسرى تعتقلهم إسرائيل في مقابل الإفراج عن شاليط وذلك في مفاوضات غير مباشرة ترعاها مصر وألمانيا.
ولم تتوج هذه المفاوضات بالتوصل لاتفاق، في حين قالت حماس مؤخرا إن الصفقة مجمدة بسبب تمسك الحكومة الإسرائيلية بعدم تلبية مطالبها في الصفقة.
ويظهر الفيلم ومدته نحو ثلاث دقائق، ناعوم والد شاليط، وهو يسعى لتلمّس أخبار عن ابنه، هائما في شوارع خالية تحت لافتات تحمل تعهدات الزعماء الإسرائيليين بإعادة ابنه، وبعد أن ينحني ظهره وتظهر عليه علامات الشيب، يتسلم ابنه في النهاية محمولا داخل نعش، مع تعليق يقول بالعبرية "ما زال هناك أمل".
ويشير الفيلم إلى فشل رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني في تنفيذ وعودهما لناعوم بالإفراج عن ابنه، ثم يتحول الأب إلى رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو حيث يناشده عدم إضاعة الفرصة للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى استعادة جلعاد لحريته.
وقد تم بث الفيلم للمرة الأولى على موقع الجناح المسلح لحركة حماس، ثم وزع على محطات تلفزيونية إسرائيلية قال بعضها إنها لن تبثه.
حرب نفسية من جانبه وجه والد شاليط انتقادات للفيلم واعتبر أنه "محاولة لشن حرب نفسية" مضيفا أنه "من الأفضل لزعماء حماس أن يهتموا بالمصالح الحقيقية للسجناء الفلسطينيين وسكان غزة بدلا من إنتاج الأفلام".
أما المتحدث باسم حماس فوزي برهوم فقد طالب المجتمع الإسرائيلي بأن يفهم هذه الرسالة جيدًا، وأن يضغط على حكومة نتنياهو كي تستجيب لشروط المقاومة من أجل إطلاق سراح شاليط، لافتًا إلى أن من يتحمَّل كل تبعات تعطيل أي جهود تبذل في هذا الاتجاه، هي الحكومة الإسرائيلية.
وكانت عائلة شاليط وأنصاره قد نظموا مؤخرا حملة ضغط على الحكومة الإسرائيلية تضمنت إعلانا تلفزيونيا يظهر وجه الجندي وهو يتحول إلى وجه أراد الذي قفز من طائرته فوق جنوب لبنان عام 1986 وتعرض للأسر ثم اختفت آثاره ويتوقع أنه توفي أثناء احتجازه.