تعرضت عدد من منازل الصفيح في محافظة الحديدة (غرب اليمن) صباح اليوم الأحد للهدم من قبل مكتب الأشغال العامة في المحالفظة فوق ساكنيها دون إشعار مسبق أو إظهار حكم قضائي يجيز ذلك أو تعويض للأسر الساكنة في تلك المنازل بحجة أنهم يسكنون وفق المخطط على شارع رئيسي . وقال شهود عيان ل"المصدر أونلاين" إن جرافة تابعة لمكتب الأشغال ترافقها ثلاثة أطقم عسكرية تابعة للأمن المركزي، قامت صباح اليوم بهدم 12 منزلاً من الصفيح في شارع الثلاثين في الحديدة، ومستخدمة القوة ضد المواطنين العزل، والذين رفضوا الخروج من منازلهم، ما أدى إلى تعرض بعضهم للضرب بالهراوات من قبل أفراد الأمن بما فيهم النساء. وشاهد مراسل المصدر أونلاين الذي وصل إلى المكان عقب الحادث، النساء تفترش الأرض، وتبكي على منازلها التي هدمت، بينما الأطفال يتأملون بنظرات حزينة ومتحسرة على مستقبلهم المجهول الذي قضت عليه آلة الهدم. وتحدثت صفية يوسف وهي إحدى النساء اللاتي تعرضن للضرب من قبل أفراد الأمن ل"المصدر أونلاين" عن لعنف الذي لحق بها من قبل أفراد الأمن وما وصفته ب"الاعتداء الهمجي" على النساء، وقالت إنها حامل في شهرها قبل الأخير، لكن ذلك لم يشفع لها أمام رجال الأمن. مريم محمد سليمان هي أيضاً تعرض منزلها للهدم وضربت ابنتها من قبل أفراد الأمن, قالت ل"المصدر أونلاين"ذهبت أستنجد بالضابط المرافق للأطقم لأتوسل إليه بعدم هدم منزلي وسألته إذا ما كنا في إسرائيل فكان رده بأننا فعلاً في إسرائيل وشبهنا بالشعب الفلسطيني. وذكر شهود عيان بأن نساء عدة تعرضن للضرب من قبل أفراد الأمن وتم نقلهن للمستشفى، في حين سببت عملية الهدم حالة من الفزع والهلع والإغماءات لدى النساء والأطفال من سكان تلك المنازل، كما تعرض بعض من أرباب الأسر الذين قاوموا عملية الهدم للاعتداء وأدى إلى إصابة بعضهم بجروح طفيفة. ويتهم أصحاب تلك المنازل بعض الجيران النافدون وعلى وجه الخصوص رئيس نيابة الأموال بالحديدة الذي يطل سكنه على تلك المنازل بالوقوف وراء عملية تحريض مكتب الأشغال العامة لهدم المنازل, كما يتهمون المجلس المحلي بالتواطيء مع مكتب الأشغال العامة، وقالوا إنه لم يحرك ساكناً على الأقل بدفع تعويضات للمتضررين أو إشعارهم بحكم قضائية يوجب عملية الهدم. وأشار سكان متضررون إلى أن هناك منازل لم تهدم رغم أنها ضمن المخطط، لكنهم أرجعوا ذلك إلى كون ملاك تلك المنازل من أصحاب النفوذ، ومنها منزل رئيس جامعة الحديدة السابق وأقارب مسوؤل بالمجلس المحلي. وناشد سكان المنازل المتضررة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومحافظ الحديدة بالتدخل السريع وإنصافهم أو تعويضهم على الأقل. الجدير ذكره أن حوالي 12 أسرة هدمت منازلها تعيش الآن مع أطفالها في العراء.