يشكل اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر سعد وعدد من مرافقيه في وضح النهار في المدينة والذي تبناه تنظيم داعش جرس إنذار واضحا بأن اليمن يواجه محنة حقيقية تتمثل في تحالف الانقلابيين الحوثيين والمخلوع والقاعدة وتنظيم داعش ولذلك فإن الأمر يتطلب ليس التركيز فقط على محاربة الانقلابيين وإنما العمل بالتوازن مع ذلك على تسريع إعادة بناء الجهازين الأمني والعسكري باعتبار أن التباطؤ في ذلك يهدد باتساع الفوضى الأمنية ويعرض المدن المحررة لسيطرة جماعات العنف والتطرف التي تحالفت مع الانقلابيين بهدف زعزعة استقرار اليمن. اغتيال محافظ عدن عمل إجرامي جبان يتنافى مع جميع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، ويؤكد أن مشكلة اليمن ليست في الانقلابيين فقط وإنما في اتساع رقعة الفوضى الأمنية التي نجمت عن ممارساتهم التي قادت إلى الانفلات الأمني وظهور الجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش والتي تحالفت مع الحوثيين، وبالتالي فإن الانقلابيين مسؤولون مسؤولية مباشرة عن هذه الأوضاع الكارثية التي أدخلت اليمن في فراغ أمني استفاد منه تنظيما داعش والقاعدة.
الهدف الأساسي لجريمة اغتيال محافظ عدن هو النيل من وحدة الشعب اليمني ومقاومته وجيشه بتأجيج الصراع بين مكونات المقاومة خاصة بعدما استطاع الجيش اليمني والمقاومة الشعبية وبدعم من التحالف العربي تحرير عدن والعديد من المدن ودك حصون الانقلابيين في تعز وصنعاء، ولذلك فمن المهم أن يدرك تنظيم داعش الإرهابي الذي تبنى عملية اغتيال المحافظ أن الإرهاب الأسود لن ينال من وحدة الشعب اليمني وعزيمته ولن يمس ثوابت المجتمع أو وحدته الوطنية لأن أهل اليمن قد تكاتفوا من أجل تحرير بلادهم من الانقلابيين وحلفائهم من إرهابيي داعش والقاعدة.
إن اغتيال محافظ عدن يثبت بالدلائل وجود تحالف بين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح والقاعدة للعمل معا ضد الشعب اليمني للجميع بهدف جر اليمن إلى حرب أهلية طاحنة وإدخاله في دوامة الصراعات والأزمات وأن التحالف الرباعي يشكل جريمة حرب بإصرارهم على الاغتيالات والقتل والدمار وحصار المدن وبالتالي فليس أمام المجتمع الدولي إلا العمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 بالقوة الجبرية لإجبار الحوثيين على وقف القتال والانسحاب من المدن وتسليم المنشآت المدنية والعسكرية للحكومة الشرعية، ومن هنا فإن محادثات جنيف 2 التي ستعقد في منتصف الشهر الحالي مطالبة فقط بتنفيذ القرارات الدولية من أجل إنقاذ اليمن.