مصرع وإصابة عدد من عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية غربي تعز    الحوثيون يغلقون مسجد في عمران بعد إتهام خطيب المسجد بالترضي على الصحابة    شاب يقتل شقيقه جنوبي اليمن ووالده يتنازل عن دمه فورًا    صاعقة رعدية تنهي حياة شاب يمني    محمد المساح..وداعا يا صاحبنا الجميل!    صورة ..الحوثيون يهدّون الناشط السعودي حصان الرئيس الراحل "صالح" في الحديدة    آية في القرآن تجلب الرزق وفضل سورة فيه تبعد الفقر    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أين ومتى نفذ «داعش» عمليات الإعدام والذبح الأخيرة في اليمن ؟ ومن المستفيد ؟ وما هي الرسائل التي بعث بها التسجيل؟ وكيف إستثمر أطراف الصراع تلك الجرائم؟
نشر في الخبر يوم 30 - 11 - 2015

أثارت المشاهد التي بثتها عبر الانترنت شبكات ومواقع وحسابات باسم "داعش " ويقوم فيها التنظيم الارهابي بإعدامات جماعية وذبح لمواطنين يمنيين وجنود بعدن وأبين، حالة من الصدمة والذهول في الأوساط اليمنية عكست نفسها على مواقع التواصل الاجتماعي والردود والتعليقات السياسية والإعلامية.
وبات نشاط تنظيم الدولة الارهابي "داعش"، يتصاعد في المحافظات الجنوبية بشكل مخيف مستغلا الانفلات الأمني الذي يشهده الجنوب سيما المحافظة عدن.
وبدأ تنظيم داعش بتطوير نفسه بشكل متسارع بعد ان اعلن عن ظهوره بعدن وتبنى عمليات انتحارية في الجنوب احدها استهدف مقر الحكومة بالعاصمة المؤقتة عدن.
ويرى مراقبون أن "داعش" بات يسابق الجيش الموالي للشرعية وجهود التحالف والمقاومة ويتحدث عن تخريج أربع دفع من المسلحين في معسكر الشيخين بولاية (عدن- أبين) منذ تحريرها من ميلشيا الحوثي ، بمعدل دفعة كل شهر، حيث تلقوا تدريبات مختلفة مستفيدين من الفراغ الأمني الرهيب.
حقيقة داعش ورسائله
يقول الصحفي "شفيع العبد" معلقا على تحميل الرئيس السابق المسؤولية عن كل عمل اجرامي ترتكبه الجماعات الارهابية : "الاعتراف بالمشكلة خطوة أولى على طريق البحث في ممكنات حلها".
ويضيف : "ليس من المنطق ترديد اسطوانة "المخلوع يحركها"، كلما نفذت القاعدة عملية ما، او تمددت لتسقط مزيدا من المناطق.
واردف : صحيح هناك عناصر تابعة له، والأصح ايضا أن هناك عناصر ترتبط بالتنظيم الدولي.
وهاجم شفيع من وصفهم بالتبريريين قائلا : "التبريريون، يشبهون النعامة التي تدفن رأسها في الرمل، القاعدة موجودة، كما هي داعش التي تتكون من قاعديين قدامى.".
بث الرعب ورسالة للقاعدة
وتشير مجريات الاحداث المتسارعة الى ان الجماعات المتطرفة تنشط بسرعة فيما الشرعية تتلكئ في دمج المقاومة بالجيش والأمن، الا أن الباحث و الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية الدكتور سعيد عبيد الجمحي في تصريح خاص ل«الخبر»، أوضح بان تنظيم القاعدة هو الاكثر والاقوى حضوراً من داعش ولذا يلجأ داعش الى مثل هذا الاستعراض لتأكيد العكس.
واعتبر الخبير الجمحي، ما يقوم به داعش من عمليات استعراضية بتخرج كتائب قتالية لعناصره ، وبث مشاهد ذبح وحشية إنما تهدف الى بث الرعب
سعيد الجمحي
في خصوم "داعش"، وتأكيد تفوقه على تنظيم القاعدة وأولوية الالتحاق به .
واوضح الجمحي بان دخول داعش في الصراع الجاري في اليمن، كطرف اكثر غموضاً وأشد عنفاً ، ولا حدود لطموحاته ، سيضيف مزيداً من التعقيدات و سيفتح باب التدخلات الخارجية في اليمن ، بحجة محاربة هذا التنظيم المتطرف، مما سيجعل البلاد ساحة حرب، يصعب التكهن بانتهاءها ، ومن جانب آخر ، سيصب ذلك في مصلحة الأطراف التي تتحجج بكون توسعها وسيطرتها إنما هو للتخلص من الإرهاب وتنقية اليمن من الإرهابيين.
"3" سيناريوهات محتملة
ويضع الصحفي والكاتب عبد الرقيب الهدياني ، ثلاثة سيناريوهات لتفسير عمليات الإعدام الجماعي التي نفذها التنظيم الارهابي في أبين وشبوة وحضرموت:
الأول: محاولة من الرئيس السابق والحوثي خلط الأوراق في المناطق المحررة وتبرير حربهم واحتلالهم لها وأن التحالف والمقاومة كانوا مخطئين ولا معنى للإنتصارات التي حققوها.
الثاني : وهو سيناريو خبيث بافتعال هذه الحوادث البشعة للهروب من استحقاقات معارك التحرير في الغرب (تعز) وتوقيف معارك الشمال والعودة بالقوة إلى الشرق لمواجهة الخطر الناشئ والمتمثل بالجماعات المتشددة.
اما السيناريوا الثالث والذي يصفه – الهدياني بالاخطر – فيعتبر ان ما يجري من أعمال قتل جماعي منظم ومحكم بالبدلات الزرقاء والبرتقالية والتصوير الإحترافي هو عمل يتجاوز المحلي إلى الدولي لتبرير تدخل روسيا في اليمن..
مشيرا إلى أن روسيا قد توقف عملياتها في سوريا ، وتنتقل إلى اليمن للتفاوض مع الخليج مستبقة العمل العسكري الذي يخطط له تحالف (الرياض وأنقرة والدوحة) في سوريا على حد قوله.
صناعة إيرانية
من جهته يرى الناشط حكيم العريقي أن داعش صناعه ايرانيه والحوثي يدها في اليمن وأن قيام التنظيم الارهابي بتلك العمليات الوحشية وفي هذا التوقيت تهدف منه ايران والحوثي وصالح جر روسيا للمشاركة في حرب اليمن ، ردا على عمليات التحالف العربي التي وصفها بالموجعة لتلك الاطراف.
وأضاف: "ألم تروا الزيارات المتكررة لعلي صالح "عفاش" إلى السفارة الروسية بصنعاء ، ومظاهرات الحوثيين امامها ومطالبة روسيا بالتدخل في اليمن روسيا ، مشيرا إلى أن كل عمليات "داعش " التي حدثت في صنعاء وفي توقيت محدد توقيت اتخذت مبررا لتوسع الحوثيين" حد العريقي.
تسجيل "ثأر الكماة"
وكانت حسابات مؤيدة ومناصرة ل تنظيم الدولة الاسلامية في اليمن "داعش" بثت على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء الجمعة 4 ديسمبر 2015، صوراً وتسجيلاً مرئياً يظهر عمليات إعدام جماعي نفذها التنظيم الإرهابي بحق عدد مسلحا زعم انهم من جماعة الحوثي المسلحة ، بعد ثلاثة ايام من سيطرة مقاتلي التنظيم الجهادي على مدن استراتيجية في محافظة ابين الجنوبية.
طُرق واماكن العمليات
وحمل التسجيل عنوان "ثأر الكماة" الذي استمر نحو 15:22 دقيقة ، لكنه لم يحدد تاريخ انتاجه بتقنياته الحديثة.
وظهر مسلحون ينسبون انفسهم لتنظيم الدولة الإسلامية، وهم يسوقون الحوثيين المعتقلين بزي برتقالي الى حتفهم الاخير، بأربع عمليات اعدام مختلفة توزعت بين الذبح بالسكاكين لعدد 9 أشخاص، وتفجير قارب صيد يحمل 6 أشخاص، وكذا باستخدام صاروخ استهدف 6 أشخاص مكبلين وضعوا قبالة منصة إطلاقه، و4 أشخاص باستخدام قذائف الهاون ربطت على أعناقهم.
ويظهر في الدفعة الأولى من الإعدامات عملية ذبح لتسعة اشخاص مكبلين، بلباس برتقالي، في منطقة ساحلية. وذبح المحتجزون بعد ان جثو على الأرض، ثم على وجوههم.
وفي مقطع اخر تم وضع ستة أشخاص متراصين في منطقة جبلية، قبل قصفهم بصاروخ "لو".
وقال هؤلاء كانوا قالوا في اعترافات، انهم شاركوا بقصف مدينة عدن في الحرب التي انتهت بهزيمة الحوثيين وحلفائهم أمام قوات خليجية في 17 يوليو الماضي.
وفي الدفعة الثالثة من الإعدامات، تم تصفية ستة أشخاص بقارب مفخخ، تم تفجيره عن بعد، بعيد إبحاره لمسافة قصيرة ، لتتناثر الأشلاء في المكان.
بينما يظهر في الدفعة الاخيرة، اربعة اشخاص ربطت اعناقهم بعبوات ناسفة، وتفجيرها عن بعد، بصورة مروعة.
وبحسب موقع "صدى عدن " فإن عمليتي ذبح الأشخاص التسعة كما يظهر في الفيديو وعملية رصف ستة أشخاص آخرين ورميهم بصاروخ من مسافة قريبة، هاتين العمليتين تمتا في وادي ضيقة بمديرية المحفد، شرقي أبين، بحسب مصادر من ذات المنطقة أكدت تعرّفها على تضاريس الوادي، وهو نفس الواد الذي خاض فيه الجيش واللجان الشعبية مواجهات مع القاعدة وأعلنوا تحريره منتصف العام الماضي، قبل أن يستغل هؤلاء انشغال الجميع بمعركتهم ضد الحوثيين وقوات صالح لإعداد معسكراتهم في هذه الأماكن.
وينقل ذات الموقع عن متابعين قولهم أن العملية الأخرى التي تم فيها تفجر قارب وعلى متنه ستة آخرون، كانت على سواحل مدينة التواهي بعدن، بعد عملية تحرير المدينة، أي ما بين منتصف يوليو وأغسطس الماضيين، في حين لم يتم التعرف على المنطقة التي يتم فيها تعليق مقذوفات لسلاح متوسط على أعناق ستة أشخاص آخرين ويتم تفجيرها.
الفيديو اظهر ايضا مشاهد مصورة للتفجيرات التي هزت في السادس من اكتوبر الماضي، المقر المؤقت لنائب الرئيس اليمني، رئيس الحكومة خالد بحاح، ومقري القيادة العسكرية الاماراتية، وسكن قواتها في مديرية البريقة غربي مدينة عدن، ما اسفر عن مقتل 15 جنديا على الأقل بينهم اربعة اماراتيين.
وعرض التنظيم وصايا مقاتليه الأربعة الذين فجروا أنفسهم في تلك الهجمات الارهابية، حيث أوصى " أبو محمد السهلي"، الشعب اليمني بمبايعة "أبو بكر البغدادي"، قائلا: إن "المخرج الوحيد لليمنيين هو الانضمام إلى "دولة الخلافة".
اما "أوس العدني"، "حمزة الصنعاني"، و "أبو سعد العدني"، فقد حضوا جنود التنظيم السير على دربهم، قائلين إن "أسهل طريق إلى الجنة هو العمليات الاستشهادية".
وتوعد عناصر التنظيم الأرهابي "داعش"، في التسجيل، قادة الدول الخليجية المشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بالجهاد "باللسان والسنان".
مؤكد أن "دولة الإسلام في اليمن ماضية على عهدها في الحرب على الروافض والحكام المرتدين وجنودهم" في تأكيد أن عمليات الإعدام ستستمر.
ولم يتم تأكيد أو نفي مناسبة تلك الصور والمشاهد المنشورة من مصادر محايدة.
عمليات الاعدام ومشاهد الذبح التي نفذها التنظيم الارهابي سواء في لحج ، او ابين ، أو عدن، او حضرموت ، لم توحد مواقف الادانة والاستنكار لأطراف الصراع في اليمن ، ازاءها كجرائم ضد الانسانية ، يجب التصدي لها ، وانكارها والعمل على كشف من يقف خلفها ، باعتبارها جرائم وحشية ، دخيلة على اليمن واليمنيين ، ومناهضة لكل القيم الدينية والاخلاقية والاجتماعية والاعراف والتقاليد ، وكل الشرائع السماوية ، والقوانين الارضية ، بل ذهب اطراف الصراع بمختلف توجهاتهم "انقلابيين" و"شرعيين" ، "مؤيدو التحالف العربي" و "المناهضين له" ، جميعهم ذهبوا لإستثمار تلك العمليات التي نفذها التنظيم الارهابي، في ظل تقاذف المسؤوليات ، وتحميلهما لبعضهم البعض، واسنادها لاسباب تبريرية ، ليس هدفها ، الاتفاق على محاربة الجريمة وكشف داعميها، وانما الهدف لفت انظار الراي العام المحلي والدولي الى من هو أحق بكرسي السلطة، من طرفي الصراع ، مع انها جريمة تستهدف وجود الانسان اليمني ، والمجتمع برمته، لكن وبما انه لا يمكن مناقشة أبعاد وأسباب تنامي ظهور التنظيمات الإرهابية في اليمن بمعزل عن ربطها بالتطورات السياسية، رأينا قراءة جانب من مواقف الاطراف المختلفة تلك الحوادث :
«الخبر» رصدت جانب من تلك التجاذبات وتوظيف كل طرف للحادثة من وجهة نظره وبما يخدم توجهاته واهدافه، وان كان طرف "الانقلابيين" يبدو أكثر استثمارا لها ، نظرا لاصراره على ابقاء المشهد اليمني على ما هو عليه ، من مناظر القتل والقصف اليومي ، وسفك الدماء ، ومضيه في الانقضاض على اي بوادر للتسوية السياسية، بتوسيعه عمليات الاعتقالات اليومية ، وارساله التعزيزات الى جبهات قتال اليمنيين، لاجبارهم على القبول بالوضع الجديد الذي احدثه بقوة السلاح والبارود، فيما يستمر طرف الشرعية في المتاجرة بآلام اليمنيين شمالا وجنوبا، من خلال توسيع حجم التباينات والخلافات بين كل المكونات والاحزاب التي تقف الى جانبه ، في مواجهة "طرف باغي ومتغول" يسعى لالتهام الجميع ، واخضاعهم لجبروته.
وبالعودة الى رصد صور استثمار مشاهد الذبح والتفخيخ والقتل المرعب التي بثها تنظيم "داعش" الجمعة ، نقرأ في صحيفة "صدى عدن " المحسوبة على الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال وتقرير المصير ؛ أن الإصدار المرئي الأخير لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي بثته على الانترنت، حمل اسم "ثأر الكماة" والاسم بحدّ ذاته تعبير واضح وصريح من ثأر صالح من المناطق المحررة ونكايته بالحكومة والتحالف قبل الحوثيين أنفسهم بحسب "الصحيفة".
"داعش" في أحضان صالح من جديد
وتحت هذا العنوان "داعش" في أحضان صالح من جديد ترى "صدى عدن" وقسمها السياسي أن استيلاء القاعدة على أبين بين 2011 – 2012م مرتبط ارتباطا وثيقا بإسقاط نظام صالح، والقرارات التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي عقب توليه سدّة الحكم بإبعاد منظومة صالح العائلة في مفاصل جيش الدولة، وكذلك الأمر بالنسبة للظهور المفاجئ لداعش في مناطق الجنوب المحررة من المليشيات بعد أن بات الأمر قاب قوسين أو أدنى من خسارة مريرة يتعرض لها صالح والحوثيون، بعد تحالفهم المشؤوم.
وتضيف: ثمة دلائل دامغة على التعاون اللا محدود بين القاعدة والمخلوع صالح، لكن ذلك لا يعني سيطرته الكاملة على هذا التنظيم. استطاع صالح اختراق القاعدة، لكنه من صنع "تنظيم الدولة الإسلامية" في اليمن، وهو أكثر المستفيدين منه، صحيح التنظيم بدأ بالنمو في بيئة غير يمنية لكن هناك جملة من الشبهات حولة.
وتؤكد أن صالح تمكن من توفير الأجواء الملائمة لداعش للظهور بهذا الشكل المخيف ليستفيد من إدانة الحكومة الشرعية ومن خلفها دول التحالف العربي المشترك بقيادة المملكة العربية السعودية، في عملية تسليم المناطق الخاضعة لسيطرتها للتنظيمات الإرهابية.
مشيرة إلى أن صالح تربطه علاقة وطيدة بالتنظيمات الإرهابية، فالقاعدة وارتباط ظهورها وممارستها لأنشطتها منذ سنوات له علاقة وطيدة بأهداف تحققها الحكومة اليمنية في عهد صالح ، كتلقي بلاده الدعم الدولي الهائل بحجة مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، بينما من تحت طاولات صنع المتفجرات يتلقى تنظيم القاعدة في اليمن تعليماته من أجهزة المخابرات والأمن العليا طوال السنوات الماضية، ولم تكن العلاقة في بداياتها من جانب واحد فقط، حيث استفاد تنظيم القاعدة في اليمن من التسهيلات التي كانت يقدمها نظام الحكم في اليمن للمجاهدين العرب المهاجرين إلى افغانستان لمحاربة الشيوعية الروسية التي بطشت بالمسلمين آنذاك.
وتسرد الصحيفة اسماء الشخصيات التي عمّق صالح علاقاته بهم واصفة إياهم ، بكبار المجاهدين العرب وكيف قدم لهم المساعدات للوصول إلى أفغانستان لمجاهدة المدة الشيوعي الروسي، وكما يروي مفتي الجهاديين العرب السيد إمام الشريف الشهير باسم السيد فضل، أن رئيس جهاز المخابرات اليمنية اللواء غالب القمش قد قال له شخصياً أنا من كنت استأجر للمجاهدين شققهم أثناء هجرتهم إلى أفغانستان. وبعد عودة المجاهدين العرب من أفغانستان وشمال شرق آسيا ومن ميادين التدريب بالسودان، احتضنهم نظام علي عبدالله صالح، قبل أن يهاجر الكثير منهم إلى بلدان أخرى.
وتنقل الصحيفة عمن اسمته ب"مفتى المجاهدين العرب" السيد إمام الشريف تأكيده في مقابلة تلفزيونية مع قناة العربية استخدام الدولة اليمنية خلال نظام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح لتنظيم القاعدة في بلادة، أن الحكومة اليمنية كانت تلعب بتنظيم القاعدة في اليمن، وأن الرئيس علي عبدالله صالح بنفسه كان قائما على رعاية التنظيم.
وأثناء فترة سجن مفتي الجهاديين العرب في اليمن التقى في السجون اليمنية بشباب القاعدة اليمنيين وكان يقدم لهم العلاجات الطبية لعدم وفرة الطبيب، وكان يخبره الشباب بأنهم يمارسون أنشطتهم الجهادية بعلم النظام اليمني. وكما ذكر السيد إمام الشريف، أن علي عبدالله صالح بنفسه كان يلقّن شباب القاعدة المرميين في السجون اليمنية الأقوال المزورة التي يجب أن يقولوها للمحققين السعوديين والأمريكيين الذين كانوا يتناوبون في التحقيق معهم في السجون اليمنية.
صالح ينتج "داعش" ويستثمره
وتحت هذا العنوان "المُخبِر يفضح المخلوع " تؤكد "صدى عدن" أن صالح يعلم مدى إدراك الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بعلاقته مع القاعدة، ومدى تشابك المصالح كما أظهرتها قناة الجزيرة الإخبارية في فيلم وثائقي في منتصف العام الجاري، لأحد المجاهدين اليمنيين العائدين من أفغانستان المنخرط في صفوف القاعدة، وكيف تحول بعد اعتقاله إلى مخبر لصالح جهاز الأمن القومي، وكان يؤكد مرارا أنه التقى بعمار محمد عبدالله
علي عبدالله صالح
صالح ليطلعه على المستجدات ويُفاجئ بوجود قادة تنظيم القاعدة عنده.
مشيرة إلى أن إدراك صالح لذلك جعله يتجه مباشرة إلى تبنى تنظيم جديد يسيطر عليه بالكامل دون الحاجة إلى اختراقه، ويتماشى مع نشاط داعش في المحيط الإقليمي".
وتختتم الصحيفة "الجنوبية" تحليلها لعمليات داعش الاخيرة بأن الرئيس السابق يستفيد من الظهور القوي لداعش في المناطق الجنوبية المحررة لتكوين رأي عام محلي يعتقد بفكر التنظيم لإيجاد مبرر لقدوم المليشيات الحوثية وقواته للتوجه نحو الجنوب، هذا من ناحية المبدأ، ويؤكد ثانية – وهذا الأهم – أن التحالف والحكومة الشرعية سلموا المناطق المحررة للتنظيمات الإرهابية لتشكيل رأي عام دولي، وقد نجح في ذلك من خلال مواقف الدول العظمى ومجلس الأمن الدولي، ناهيك عن مهاجمته لدول التحالف العربي المساهمة بشكل أساسي في تحرير المناطق اليمنية من المليشيات بدعوى "تحالفهم مع أعداء الله ضد المسلمين.
إضافة إلى إرباك المشهد اليمني عموما حتى وإن خسر الحرب، وأنه بات الآن يراهن على الورقة الأخرى بعد الحوثيين لإغراق البلد في مستنقع دامي انتقاما من الجميع، كما هدد من قبل خلعه من سدّة الحكم.
وقد لا يكون هذا منطق ورؤية صحيفة "صدى عدن" وحدها، بل يشاركها ذلك كثيرون ، بان "داعش: وظهورها في هذا التوقيت انما يخدم الحليفين "صالح" وجماعة الحوثي" المسلحة .
إعلام الحوثيين وصالح
بالمقابل من ذلك نجد أن وسائل الاعلام التابعة لجماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام جناح "صالح"، بدأت بإستثمار مثل هذه العمليات الارهابية ، بل وصل ببعض هذه الوسائل الى الحديث عن عمليات وعن تحركات تلك العناصر الارهابية ، قبل اي وسائل اخرى ، فوكالة "خبر" التي يمولها علي صالح، ويديرها متحوثون ، وحوثيون ، سارعات في 17 اغسطس الماضي الى الحديث عن عمليات اعدام نفذها" داعش، في منطقة التواهي بعدن جنوب اليمن، وطاولت "6" أشخاص، وذلك قبل ان يعلن التنظيم عن نفسه بشكل رسمي .
وكالة "صالح" وصحيفة "اليمن اليوم" ، دأبتا على ربط اي عمليات ارهابية ، تحدث ليس في اليمن فحسب ، بل وحتى في دول اخرى، على ربطها بالسعودية ، لانها تقود التحالف العربي في الحرب على الحوثيين في اليمن.
الرئيس السابق ذاته وفي واقعتين مختلفتين ، دائما ما كان يقرن بين الحوادث الارهابية ودول في التحالف العربي على رأسها المملكة العربية السعودية ، لوحظ ذلك من خلال برقيات التعازي التي بعثها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خادثة الطائرة الروسية التي أسقطت فوق "سيناء" شمال مصر وقتل في الحادثة "223" روسيا، وكذلك في رسالته للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لتعزيته في ضحايا هجوم باريس الاخير.
اعلام الرئيس السابق والحوثيين لم يكتفِ بتوجيه الاتهام للسعودية بانها تقف وراء تلك الجماعات الارهابية ، بل سعى ومنذ انطلاق ما عرف ب"عاصفة الحزم" في 26 مارس الماضي ، وحتى اليوم ، وتلك الوسائل لا تفتأ تربط بين المقاومة الشعبية في مختلف الجبهات والمحافظات ، وبين عناصر وتنظيمات أرهابية، وثقت لها ذاكرة اليمنيين احداث وعمليات وحشية ودامية ، طاولت جنود ومواطنيين ومسافرين في اكثر من مكان، وهو ربطٌ ممنهج يأتي في اطار التوظيف الامني والعسكري لخدمة تحالف الانقلابيين، واطالة بقائهم، مع عجزهم عن فعل اي شيء ايجابي لليمنيين.
وفي ما يلي بعض من ذلك التوظيف كما تورده وكالة "خبر" المملوكة للرئيس السابق علي صالح :
تنقل عن المؤتمر الشعبي "جناح" صالح قوله: إن "الجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبتها عناصر تنظيم القاعدة في مدينة جعار بأبين، الجمعة، بإعدامها 11 مواطناً، وما سبقها من حوادث إعدام لمواطنين في حضرموت، وعدد من المواطنين في عدن، تنذر بمخاطر كارثية جراء استفحال آفة الإرهاب وتنامي نفوذ جماعاته وبسط سيطرتها على مزيد من المدن اليمنية في جنوب وشرق اليمن، في ظل تنسيق تام ورعاية كاملة ودعم مستمر من العدوان السعودي الغاشم".
وتضيف على لسان مصدر مسؤول : "إن تلك الجريمة جاءت بعد يوم واحد من صفقة تسليم من يدعون الشرعية مدينتي زنجبار وجعار، لأحد فصائلهم ممثلة بتنظيم القاعدة، وذلك ضمن التحالف المبرم بين مليشيات القتل والإرهاب والذي ترعاه مملكة آل سعود في إطار عدوانها البربري على اليمن"، وفقاً لموقع "المؤتمر نت".
وكان المؤتمر وعبر مصدر مسئول "إن التطورات الخطيرة التي تشهدها المحافظات الجنوبية وآخرها سيطرة عناصر تنظيم القاعدة وداعش على زنجبار مركز محافظة أبين ومديرية جعار والتي جاءت تحت غطاء ممن يدعون الشرعية وبتجاهل من تحالف العدوان، يثير الكثير من التساؤلات عن علاقة هذه التنظيمات بما يسمى المقاومة ودوّل التحالف".
ومن صور ذلك التوظيف والاستثمار لجرائم قتل ضحاياها يمنيين تذييل وكالة "خبر" اخبار تلك العمليات بالجملة التالية " يذكر أن عمليات الإعدام تمت في ظل سيطرة ميدانية لقوات التحالف السعودي وتحت مرأى ومسمع جيوشه والمقاتلين الموالين لهادي على عدن ومدن الجنوب".
بل وتعمد الوكالة الى ترجمة تقارير غربية ، بطريقة محرفة ، ثم تقوم بتحويرها أثناء الصياغة ، وبما يوحي للقارىء بأن هذه التقارير تدين المملكة العربية السعودية وانها راعية للتنظيمات الارهابية في اليمن وفي غيرها.
رئيس تحرير الاولى محمد عايش والذي عُين مؤخرا من قبل جماعة الحوثي مستشارا اعلاميا للجنة الثورية العليا التابعة للجماعة هو الاخر ، ومن خلال المقالات التي يكتبها في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك" وتقوم وسائل الاعلام التابعة لصالح ولجماعة الحوثي باعادة نشرها ، بعد توقف الصحيفة اليومية ، التي يرأس تحريرها بموجب صفقة كبيرة تمت بين مالك "الاولى" ودولة خليجية . بحسب مصادر خاصة ل«الخبر» .
نجده دائما ما يحاول الربط بين الجماعات المتطرفة وما ترتكبها من جرائم واعدامات وتفجيرات ، وبين المقاومة الشعبية والتحالف العربي بقيادة السعودية، وهو ذات الشيء الذي ينهجه مدير تحرير صحيفة "الشارع" اليومية محمد العلائي، في كتاباته المختلفة .
وذلك يأتي متناغماً مع أطروحات ورؤى وتوجهات وسائل الاعلام الايرانية التي تروج لهذا الامر ، لدى الرأي العام الدولي، في محاولة لجر المجتمع الدولي الى تدخل عسكري في اليمن على غرار سوريا، بعد أن نجح النظامين السوري والايراني
في إقناع العالم ان سوريا تحولت الى المصدر الاول لجماعات العنف المسلح ومشاهد الذبح والسحل المختلفة.
القيادي الحوثي السابق علي البخيتي، هو الأخر، سارع إلى استثمار عمليات الذبح تلك ، وكتب معلقا في صفحته على "فيس بوك " قائلاً: "يظهر انها عقب اخراج الحوثيين وقوات الجيش منها قبل اشهر وتأخر نشرها لأسباب مجهولة. تلك المشاهد تؤكد ما تحدثنا عنه كثيرا، وهو ان اسقاط مزيد من المدن في يد الفوضى جريمة لن تغتفر، فالمجموعات المتطرفه هي التي تتحكم في مصيرها.
اغلب مناطق محافظة ابين في يد القاعدة وداعش، واحياء في عدن ولحج ومناطق اخرى، وسعي التحالف وحلفائه المحليين لاسقاط سلطة الحوثيين في محافظات أخرى ".
من أين يكتسب الإرهاب قوته
تبريرات كثيرة سردها طرفا الصراع ، عن مشاهد الذبح والقتل التي بثها تنظيم "داعش"، لكنها تخدم الارهاب ومن يقف خلفه ، ولا تنفي مسؤولية تلك الاطراف عنه، يقول الكاتب اليمني حسين الوادعي ، معلقا على المواقف
حسين والوادعي
والتبريرات التي يرددها "الانقلابيين" و "الشرعيين"، وتبادل التشفي بين "الجنوب والشمال" على خلفية تلك العمليات والاحداث : "من الخطير جدا أن تتحول الجماعات الإرهابية إلى "مشروع" لتصفية الحسابات مع الآخرين.
ويؤكد الوادعي أنّ قوة الإرهاب ليست ذاتية، بل تنبع من ان أطرافا كثيرة تعتقد أنها يمكن ان تستخدمه لتصفية الحسابات مع الآخرين.
وأضاف: الحوثيون اكتسحوا الشمال لانهم تحولوا من "جماعة" إلى "مشروع"..وكذلك القاعده وداعش".
وفي ظل هكذا تباين وتقاذف للمسؤوليات تصبح حاجة اليمنيين للسلام ، ونبذ العنف ، امر في غاية الاهمية ، ولتحقيق ذلك يلزمهم توحيد المواقف اولا ، وايقاف كل ما من شأنه تعميق الاحقاد والضغائن، وتأتي الحرب القائمة في مقدمة الاولويات التي يجب أن توقف.
المصدر | الخبر
متابعة الخبر على التيلجرام @AlkhabarNow


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.