تواصل ما تسمى (المقاومة) جرائمها بحق الأسرى متنقلة من محافظة إلى أخرى.. ففيما لا تزال أصداء جرائمها الشنعاء في تعز تتصاعد، نفذ مسلحوها، أمس، بسكاكين (داعش) في عدنوأبين عمليات إعدام جماعية ل(34) أسيراً تابعين للجان شعبية أنصار الله. ففي عدن قالت ل"اليمن اليوم" مصادر أمنية وأخرى من الحراك الجنوبي إن مسلحين يجاهرون بانتمائهم لداعش أعدموا (15) أسيراً من الجيش واللجان الشعبية التابعة لأنصار الله. وأكدت المصادر أن الجريمة نفذت بصورة علنية في ساحل جولد مور، وبحضور العشرات من المشاهدين ممن كانوا في الساحل. كما تم تصوير عملية الذبح التي نفذها فتيان ملثمون من التنظيم . وأشارت المصادر إلى قيام عناصر التنظيم، بعد ذلك، بجمع جثث القتلى في زورق صيد وسحبه إلى الشاطئ ومن ثم تفجيره بقذائف (آر .بي . جي). وكان التنظيم الإرهابي أعلن، في وقت سابق، اعتقاله لعدد من المسلحين في عدن بحجة أنهم "قناصة حوثيون". وأشار التنظيم في بيان على مواقع له في تويتر إلى أن عملية الاعتقال تمت أثناء مشاركته "المقاومة الجنوبية" بعمليات "تحرير عدن" الذي تقوده قوات العدوان السعودي. وفي أبين قالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية ومحلية إن مسلحين من (المقاومة) يرفعون الرايات السوداء يجاهرون بانتمائهم لتنظيم (داعش) متمركزين في إدارة أمن مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، أعدموا (15) أسيراً من اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله، ذبحاً بالسكاكين. وبحسب المصادر فإن مسلحي داعش مثلوا بجثث الضحايا بعد ذبحها وفصل الرؤوس عن الأجساد، وبذات الطريقة التي شهدتها تعز، غير أن المسلحين منعوا التقاط أية صور للعملية، عدا كاميرا خاصة بهم. وفي لودر أعدم مسلحو داعش 4 من لجان شعبية أنصار الله في منطقة المياس جنوب شرق المديرية.. وقالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" إن مسلحيْن ملثميْن من تنظيم داعش يرافقهما مسلحون آخرون يرفعون الرايات السوداء قاموا بذبح 4 من لجان شعبية أنصار الله بعد تقييدهم وتركيعهم، مشيرة إلى أن عملية الإعدام تمت ذبحاً. وأضافت المصادر أن المسلحين كبَّروا بعد تنفيذ العملية (الله أكبر.. الله أكبر.. النصر للإسلام.. الموت للروافض)، في إشارة إلى جماعة أنصار الله (الحوثيين). وتابعت المصادر أن المسلحين قاموا برمي الجثث في مثلث الكهرباء بلودر. وكان مسلحو داعش تقاسموا السيطرة على مدينتي لودر وزنجبار مع تنظيم القاعدة عقب انسحاب الجيش ولجان أنصار الله ودخول قوات تحالف العدوان السعودي أبين، مطلع الشهر الجاري، وأعلنوا زنجبار (ولاية إسلامية) بقيادة جلال بلعيد الملقب ب(أبو الحمزة الزنجباري). وفي سياق تأكيده لمكانة القاعدة في صفوف ما تسمى (المقاومة)، بث التنظيم الإرهابي تسجيلاً مصوراً للقيادي في تنظيم القاعدة جلال بلعيدي، وهو يتحدث فيه عن "انتصارات المجاهدين" في مختلف المناطق وصولاً إلى جبهة تعز. كما تحدث بلعيدي عمَّا وصفه ب"انتصارات المجاهدين" في المعارك الدائرة مع "الحوثيين" في جبهات القتال بعدد من المحافظاتاليمنية. وأضاف، أن الحوثي واصل تمدده إلى المناطق الوسطى ووصل جنوباً إلى حدود عدن، حتى هربت هذه القيادات العسكرية وقيادات المليشيات إلى خارج عدن وتركوا أبناء السنة والعامة (أو ما يُطلق عليهم بالمقاومة) لمصيرهم. وتطرق إلى أن "ما تسمَّى ب"المقاومة" من أبناء الحارات في عدن مع من وصفهم ب"المجاهدين" من أبناء السنة، تمكنوا من دحر الحوثي إلى خارج عدن ولحج"، كما تمكن المجاهدون في تعز من دحر الحوثي إلى خارج المدينة". وأفاد بأن "الخطر الحوثي ما زال قائماً وما زال له تواجد، ولكن المعركة في الأخير هي مسألة وقت وتتجه إلى الحسم ودحر الحوثي من المناطق الشمالية والجنوبية"، حد وصفه. وجدد بلعيدي تأكيده على "تواجد تنظيم القاعدة في جبهات القتال بمختلف المحافظات، ومن ضمنها صنعاء بوجود مباشر وغير مباشر عن طريق التدريب والإمداد وطرح المشورة العسكرية"، على من يُطلقون على أنفسهم المقاومة. وأوضح القيادي في القاعدة، أن "عناصر التنظيم قامت بتدريب الآلاف من أبناء السنة أو ما تسمَّى ب"المقاومة" منذ بدء المعارك، وتسليحهم حتى استطاعوا أن يغيروا في واقع الجبهات". ووجَّه حديثه للجنوبيين قائلاً: "من السابق لأوانه الحديث عن الثمرة مع الفصائل الجنوبية الأخرى في عدن ولحج، رغم وجود مشاريع هدامة بين تلك الفصائل في ظل تواجد الخطر الحوثي"، حد تعبيره، مختتماً تسجيله بالإشارة إلى أن التنظيم تعرف على تكتيكات الحوثي في القتال، وأصبح يستخدم تكتيكات مضادة له، حد قوله. وكشفت مصادر أمنية في عدن أن تلك العناصر وصلت بحراً، وجرت لها مراسيم استقبال علنية في مديرية التواهي. وأثار صعود داعش المفاجئ في عدن، الأيام الماضية، اهتمامات الصحف العالمية خصوصاً بعد محاولة عناصر التنظيم السيطرة على أكبر القصور الرئاسية في الجنوب ومواجهاته المستمرة بين الفينة والأخرى مع مسلحي الحراك في عدن. صحيفة الواشنطن بوست ذكرت في تقرير لها، أمس، بأن الجنوب في طريقه إلى الانفصال، لكنها أشارت إلى تهديدات الجماعات المتطرفة التي بدأت تنمو في المدينة. ونقلت الصحيفة عن القيادي الميداني لمسلحي الحراك الجنوبي، وحيد علي سلام، قوله إن الوضع فوضوي في عدن، وإن جماعات دينية متطرفة بدأت تطرق الواجهة.