ربع قرن من النهب للجنوب، مظلومية متراكمة لا يختلف علبها اثنان حتى أركان مافيا الفساد يقرون بذلك.. ربع قرن من التدمير المتعمد للقيم الجميلة و الموروث الأنيق عن الجنوبي العاشق للنظام و الملتزم بالقانون و الباحث عن الدولة.. ربع قرن من استنساخ حمران العيون من بين الجنوبيين و صناعة المرتزقة الذين يبيعون الجهد للمركز غير المقدس مرات بالبلطجة المباشرة في الفيد و السطو على الأراضي و مرات باسم القاعدة و العنف باسم الدين و مرات باختراق الحراك و صنع حراكيش العنف و التبلطج الذي لا يتوافق مع منهحية الحراك السلمية منذ 2007. لم تأل المافيا في صنعاء عن خلق حالة جنوبية تخدم استمراريتها في اغتصاب السلطة و نهب الثروة ولذلك استخدمت كل الاساليب القذرة لتسميم المزاج العام و صنع حالة ضغينة متزايدة و الأخطر من ذلك انها شرعنت لأخلاق البلطجة و انتهاك القيم الإنسانية. التعصب المناطقي و التحريض المذهبي وجهان لعفن واحد -سلوك القطيع-.. الحوثي المتعصب للمذهب و الحركوش المتعصب مناطقيا نموذجان لتخلي الآدمي عن إنسانيته و انحداره إلى الغرائز البهيمية.
ما حدث اليوم في كريتر لا يعبر عن أخلاق الحنوبيين و هو شذوذ يعبر عن انحدار أخلاقي يسيئ للجنوبيين وينتقص من مظلومية الجنوب التي تراكمت خلال عقود و لا يستفيد من تبعاته إلا مافيا القتل و الفساد الذين نهبوا الشمال و الجنوب و انتهكوا كل القيم الإنسانية،، و من يقوم بتلك الأعمال الشاذة و ينتهك القيم الإنسانية فهو إما "حذاء من أحذية" المافيا ينفذ أجندتها، أو مرتزق ابو شريحتين يبيع الإجرام لمن يدفع، أو أحمق يخدم اعداءه من حيث لا يدري.