الثلاثاء الماضي وصل مبعوث الأممالمتحدة الى صنعاء، وعقَد لقاءًا فوريا مع أعضاء وفد الحوثي وصالح في مشاورات سويسرا لمنع فشله في عقد الجولة المفترضة من المحادثات، كما هو محدد مسبقاً ب 14 يناير. وعقب الاجتماع وقف ولد الشيخ لأخذ صورة تذكارية مع وفد الحوثي وصالح في صنعاء، بينما كان المتحدث باسم الأممالمتحدة يعلن - من نيويورك - استحالة انعقاد المباحثات بين الأطراف اليمنية في موعدها المحدد.
وعلى مدى شهر كامل فشل المبعوث الأممي الى اليمن في إقناع الحوثيين وصالح بالإفراج عن المختطفين في سجونهم، أو بعضا منهم، تنفيذاً لأحد بنود التهيئة للمشاورات، والتي كانت أيضاً أحد أهم أسباب تعثر جولة محادثات سويسرا منتصف الشهر الفائت.
وكان أهم ما أعلن عنه المبعوث الأممي عقب انتهاء جولة المحادثات في "بيال" السويسرية – 22 ديسمبر – أن انجاز ملف المختطفين سيتم إنجاز تقدم فيه خلال فترة ال 3 أسابيع التي تفصل عن الموعد المحدد بمنتصف الشهر الجاري.
من خلال ذلك يتضح سعي الحوثيين وصالح الى تحويل ملف المختطفين من مجرد بند للتهيئة الى قضية مركزية بحد ذاتها، عبر المماطلة والانتقائية والتسريبات التي تصدر بين حين وآخر، وطرح شروط كبيرة مقابل القيام بهذه الخطوة، في عملية التفاف مكشوفة على قرار مجلس الأمن.
ويشترط الحوثي وصالح وقفا "نهائياً" لعمليات التحالف مقابل إطلاق المختطفين والجلوس بجدية على طاولة المفاوضات، خلافا لما سبق وان اتفقوا مع المبعوث الأممي بشأنه من حلحلة تدريجية للملفات وإنجاز "هدنة طويلة" تنتهي بوقف دائم لإطلاق النار.
الى حد الآن، ربما نجح الحوثيون في ارباك ولد الشيخ وافراغ وعوده المتكررة من قيمتها، وقطع كل الطرق التي تمكنه من احراز نجاح ملموس في الوقت الحالي، واضاعة المزيد من الوقت لرهانهم فيما يبدوا على ضربة حظ تغير الموازين الدولية لصالحهم بالإضافة الى عامل صمودهم على الأرض والحد من تقدم قوات الشرعية في ما تبقى لهم من الجغرافيا.
كما لم ينجح ولد الشيخ في زيارة المختطفين كما طالب بذلك أهاليهم وعدد المنظمات للاطمئنان على صحتهم، كأقل ما يمكنه فعله.
وبدا أن العامل الذي استجد في زيارة مبعوث المنظمة الدولية، هو تكريمه من قبل محمد علي الحوثي على الجهود التي يبذلها في سبيل حل الأزمة اليمنية، في تناقض مع اتهامات وجهها محمد الحوثي ذاته لولد الشيخ في 11 نوفمبر المنصرم في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة وصف فيها مبعوثه الى اليمن بأنه "مماطل وغير محايد ويقوم بدور سلبي"، لصالح السعودية.
وعلاوة على أن قبول ولد الشيخ للتكريم يعد مخالفة صريحة لميثاق الأممالمتحدة الذي ينص على عدم قبول المنح والعطايا خلال عملهم مع المنظمة، الا أنه قد يفهم على سبيل "الإلهاء" للمبعوث الدولي ومحاولة "تراجيدية" لتشجيعه.
على أن الأغرب هو نجاح ولد الشيخ في إطلاق مواطنَين سعوديَين من سجون الحوثيين، الخميس، بعد أن نجح قبلها في إطلاق عسكرين أمريكيين، في مقابل تشدد من قبل الحوثي وصالح تجاه المختطفين اليمنيين!.
الصورة التذكارية عقب الاجتماع مع الوفد المفاوض، دون الاتفاق على شيء، بالإضافة الى الجولات المكوكية والتصريحات التي مل منها اليمنيون عن السلام أبرز ملامح الدور الأممي العاثر في اليمن.