تعيش العاصمة المؤقتة لليمن، تدهوراً أمنياً لم يسبق له مثيل، على الرغم من عودة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة برئاسة خالد بحاح، ونشر قوات أمنية وعسكرية بالمدينة. وكشف الانفجار "الإرهابي" الذي وقع عصر يوم الخميس، في محيط قصر معاشيق الرئاسي مدى هشاشة الأوضاع الأمنية التي تعيشها المدينة منذ طرد ميليشيات الحوثي وقوات صالح في يوليو من العام الماضي.
وكان ما يسمى ب"تنظيم داعش"، أعلن مسؤوليته عن عدد من التفجيرات التي شهدتها المدينة وآخرها التفجير الانتحاري الذي شهدته المدينة أمس واستهف نقطة أمنية عند عقبة المعلا وأسفر عن سقوط 8 قتلى إضافة إلى جرحى بينهم مدنيين.
وتبنى "داعش" هجمات انتحارية طالت قيادات أمنية ومحلية وعسكرية، أبرزها ذلك الانفجار الذي استهدف سيارة اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن السابق والذي قضى في الحادثة أوائل ديسمبر المنصرم، إضافة إلى الهجوم الذي استهدف مقر الحكومة في فندق القصر منتصف أكتوبر الماضي.
وروى سكان وشهود عيان ل"المصدر أونلاين" تفاصيل انفجار يوم الخميس، قرب معاشيق، والذي أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 20 آخرين من حماية القصر الرئاسي ومواطنين، واحتراق سيارات وتضرر جامع مجاور للنقطة الأمنية التي وقع بجوارها الانفجار.
وذكروا أنه في تمام الساعة 3:35 عصراً، يوم الخميس، اقتربت سيارة نوع كورولا بشكل مسرع إلى النقطة المتواجدة في بوابة منطقة معاشيق الرئاسية المحاذية لجامع الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر.
وأضافوا أن السيارة انفجرت قبل وصولها للنقطة، نتيجة تعرضها لإطلاق نار من قبل أفراد الحماية الرئاسية.
وأشاروا إلى أن الانفجار الذي نتج عن السيارة المفخخة كان كبيراً جداً، لم تشهده المدينة منذ انتهاء الحرب.
وانتشرت قوات الأمن والجيش بشكل مكثف حول المنطقة، وأغلقت الشوارع والطرق المؤدية إليها، واستحدثت عشرات من حواجز التفتيش.
وتركز الانتشار الأمني في مديريتي "كريتر، التواهي" لاحتوائهما على مساكن الرئيس عبدربه منصور هادي، والمحافظ عيدروس الزبيدي بالإضافة إلى مدير امن عدن العميد شلال شائع.
وتحدثت مصادر أمنية ل"المصدر أونلاين" أن الإجراءات الأمنية المشددة التي شهدتها المنطقة عقب الحادثة، كان نتيجة ورود معلومات عن وجود سيارة مفخخة اخرى.
وعقب الحادثة الأولى، انفجرت سيارة مفخخة أخرى بالقرب من مبنى محافظة عدن.
ووقع التفجير مساء الجمعة، والذي استهدف حاجزاً أمنياً بين مديريتي المعلا وكريتر وأسفر عن مقتل 3 اشخاص ودخول شخص اخر في حالة موت سريري وإصابة 8 آخرين، بينهم عناصر نسائية.
وأعلن ما يسمى ب "تنظيم الدولة/داعش" مسؤوليته عن التفجير، ونشر اسم منفذها " أويس العدني"، ووصف بيان التنظيم الإرهابي مَن قٌتلوا بأنهم "يتبعون المرتد هادي"، متوعدا بمزيد من العمليات. وجاء التفجير في وقت نفذت الاجهزة الامنية خطة شاملة اليوم الجمعة بمشاركة عناصر نسائية وقدمت ادوات امنية في عملية التفتيش .
وتأتي هذه الاستهدافات المباشرة لأهم المواقع السيادية في العاصمة المؤقتة للبلاد، بعد أيام قليلة من الاجتماع الذي ضمَّ رئيس الحكومة بحاح بعدد من القادة العسكريين لعدد من الدول المشاركة في التحالف العربي وذلك لمناقشة خطة تأمين محافظة عدن.
المنصورة محور معركة قادمة ورغم أن منطقة المنصورة ظلت معقلاً منيعاً لمسلحي الحراك الجنوبي منذ عدة سنوات إلا أن المسلحين المتطرفين مؤخراً ظهر أنهم القوة الأبرز فيها.
وبحسب ناشط عدني فضل عدم الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية قال ل"المصدر أونلاين" إن مديرية (المنصورة)وهي كبرى مديريات عدن هي المعقل الرئيسي للحراك الجنوبي، إلا أن الجميع بمن فيهم أعضاء الحراك أن المنصورة اليوم هي معقل المسلحين المتطرفين وهم وحدهم من باتوا يسسيطرون عليها حالياً.
ويشير إلى أن معلومات تتحدث عن حملة أمنية تستعد الحكومة وسلطة عدن تنفيذها لمداهمة خلايا المسلحين المتشددين في المنصورة.