دفعت قوات الاحتلال، أمس، بمرتزقة أجانب جدد إلى عدن بينما تصاعدت العمليات الإرهابية في المدينة مع تبنى تنظيم "داعش" ثاني هجوم –خلال ساعات- بسيارة مفخخة استهدف، مساء الجمعة، نقطة للحراك الجنوبي في المعلا وأسفر عن سقوط (15) شخصا بين قتيل وجريح، بينما اعتبر الرئيس المستقيل الفار هادي الانفلات الأمني في عدن نتيجة طبيعية لسيطرة القاعدة وداعش على أبين ولحج. وقالت قناة الحدث السعودية إن "التحالف" –حسب وصفها- دفع بقوات جديدة إلى عدن، وتعد هذه الدفعة الثالثة لمرتزقة أجانب خلال أسبوع إذ سبقها دفعة لمرتزقة بلاك ووتر وقبلها بحرينية. وكان (7) أشخاص قتلوا وأصيب (8) آخرون بتفجير "انتحاري" بواسطة سيارة مفخخة في نقطة تفتيش في منطقة العقبة بين المعلا وكريتر. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر متطابقة، أمنية وأخرى من الحراك الجنوبي، إن التحقيقات الأولية قادت إلى أن الانتحاري كان في طريقه إلى القصر الرئاسي "المعاشيق" حيث ينزل رئيس الحكومة المزعومة خالد بحاح، لكن سائق السيارة "سوناتا" اضطر لتفجيرها بعد اكتشاف أفراد النقطة أن السيارة مفخخة. وتبنى تنظيم "داعش" –أحد أبرز فصائل عملاء الاحتلال- الجريمة، مشيرا في بيان له إلى أن منفذ "العملية يدعى أويس العدني" وأن التفجير كان يستهدف "نقطة للمرتدين" –حسب وصفه -في المعلا "بينهم شرطة نسائية. وكان بحاح قد أعلن عقب عودته إلى عدن -الأسبوع المنصرم- عزمه تقليص نفوذ داعش والقاعدة في عدن والجنوب بشكل عام، بعد أن كان هادي قد توصل مع فصائل عملاء الاحتلال إلى تفاهمات قضت بانسحاب جزئي لداعش والقاعدة من المنشآت الحيوية "المطار والمصافي والميناء" وشرطة التواهي مقابل إدماج أعداد كبيرة لمقاتلي التنظيمين في الجيش والأمن، والإبقاء على أسلحتهم الثقيلة ومعسكراتهم التدريبية الرسمية في منطقة صلاح الدين بأيديهم، فضلاً عن تسليمهم السلطة في أبين وشبوة ولحج. وفي إقرار ضمني بسيطرة داعش والقاعدة على أبين ولحج قال هادي، أمس، في اجتماع له في عدن بعدد من أعضاء السلطة التنفيذية بأبين "إن أمن عدن امتداد لبسط هيبة الدولة ونفوذها في محافظتي أبين ولحج باعتبارهما مدخل وعمق للعاصمة المؤقتة عدن"، حسب وصفه. يأتي ذلك فيما يواصل داعش تنظيم دوري لكرة القدم في أبين برعاية رسمية من ميزانية المحافظة التي تسلمها داعش من قبل قوات الاحتلال، وبموجب اتفاق أشرف عليه هادي. فيما شهدت، أمس، لودر بوادر احتجاجات شعبية ضد سيطرة داعش على محافظة أبين. وقال مراسل "اليمن اليوم" في لودر إن مجاميع قبلية مناهضة لداعش والقاعدة شكلت لجاناً شعبية وتعتزم تسيير مظاهرات مناوئة للتنظيمات الإرهابية. وأضاف المصدر أن الشباب المحتجين قاموا بإزالة الكثير من اللوحات والشعارات التابعة لداعش من شوارع المديرية تحدياً للتنظيم، مشيراً إلى أن عدد من شباب مديرية مودية انضموا إليهم، وأن الوضع ينذر بالانفجار. وأوضح المصدر أن قادة داعش اجتمعوا مع وجهاء ومشايخ المديرية لتهدئة الوضع وإقناع الشباب بعقد اجتماع معهم، إلا أن الشباب رفضوا ذلك حتى يتم تنفيذ مطالبهم المتمثلة ب(انسحاب التنظيم من المباني الحكومية والسلطة المحلية بالمديرية) إلى معسكراتهم خارج المدينة. وفي مدينة جعار، ألغى مسلحو تنظيم داعش الإرهابي أمس، مهام السلطة المحلية في المدينة، وشكلوا مجلساً تابعاً لهم بدلاً عنها. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر مسئول في محلي أبين بأن جلال بلعيدي- أمير تنظيم داعش وحاكم مديريات (جعار، زنجبار، لودر) أصدر قراراً بإلغاء السلطة المحلية في مدينة جعار، وتكليف قيادات من التنظيم بتشكيل مجلس لتولي مهام السلطة المحلية، حسب قوانين داعش. مشيراً إلى أن تنظيم داعش أصدر قراراً آخر بمنع تشغيل الأغاني في الأعراس وإعطاء العريس مبلغ (150) ألف ريال لتشغيل الأناشيد الدينية والجهادية. وكان داعش استقبل أمس الأول في مبنى المجمع الحكومي بزنجبار، مركز محافظة أبين، قيادات أجنبية تابعة للتنظيم قادمة من حضرموت على متن 6 مدرعات حديثة تابعة لتحالف الاحتلال. عودة إلى أمن عدن وفي سياق متصل بالانفلات الأمني في عدن، قال مالك هرهره قائد فصيل مسلح في كريتر ، أمس، إن عناصره ضبطوا أمس سيارة مفخخة نوع "كورلا" كانت بالقرب من البنك الأهلي. وأشار هرهره – المحسوب على الحراك الجنوبي- في تصريح صحفي إلى قيام عناصره بنقل السيارة إلى إدارة الأمن حيث تم تفكيكها. وكان انفجار "عنيف" هز معسكر "أبو حربة" في خور مكسر الخاضع للجماعات المتشددة ، في وقت متأخر من مساء الجمعة. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مواطنين هرعوا إلى محيط المعسكر غير أن خطيب جامع المعسكر حذر عبر مكبرات الصوت من الاقتراب من المعسكر الذي كان يحوي أكبر منظومة دفاع جوي في المدينة تسلمها تنظيم "داعش" من قوات الاحتلال عقب انسحاب الجيش واللجان الشعبية من عدن. ورجحت المصادر أن يكون الانفجار ناجماً عن سيارة مفخخة كان يتم إعدادها، مشيرة إلى أن المعسكر يقع على بعد بضعة أمتار من معسكرات لقوات الاحتلال في المديرية دون أن تتحرك تلك القوات . وشهدت عدن،أمس، جرائم إرهابية أخرى تمثلت بهجوم مسلحين على متن سيارة "هيلوكس" بالقنابل اليدوية على مركز شرطة الممدارة في الشيخ عثمان لم يسفر عن سقوط ضحايا، فيما أصيب شرطي مرور يدعى أثير الصنعاني، بنيران مسلحين على متن دراجة نارية بينما كان يؤدي عمله بجولة البريد في الشيخ، وفقا لمصادر أمنية. في غضون ذلك، وزعت إدارة أمن عدن، المحسوب أفرادها على الحراك أمس، منشورات تدعو أهالي المدينة إلى الالتزام بحظر التجوال الذي أعلنته قبل نحو شهر. ويشير البيان إلى أن قوات "الأمن والمقاومة" سيقومان بقطع الطرق بين المديريات عند الثامنة مساء كل يوم. فرار أول وزير في الحكومة المزعومة من جانبه كشف مصدر في وزارة النقل عن فرار الوزير المعين حديثاً من هادي، مراد الحالمي إلى الرياض. وكان موقع عدن الغد نقل عن مسئول في ميناء عدن قوله إن الحالمي برر سفره بتزايد المخاطر الأمنية" معتبرا بقاء الوزير خارج عدن "معرقل لعمل الميناء ومنشآت أخرى". إلى ذلك، اتهم العميد الجنوبي حسين القهبي من وصفها ب"حكومة الشرعية والتحالف" بدعم الجماعات المسلحة في عدن، في إشارة منه للجماعات التابعة ل"داعش والقاعدة، معتبرا أن الهدف من ذلك تسليم المحافظات الجنوبية لتلك الجماعات "ومنع المقاومة الجنوبية- في إشارة إلى الحراك- من السيطرة عليها". ونقل موقع "عدن حرة" التابع للحراك عن القهبي قوله إن ثمة "هدف للتخلص من القيادات العسكرية والأمنية ". وكانت فصائل في الحراك الجنوبي موالية لنائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، عقدت اجتماعا في عدن ،أمس، وأعلنت تشكيل ما أسمتها "الجبهة الوطنية لتحرير الجنوب".