بعد انتهائه من الإشراف على اتفاق بين فصائل عملاء الاحتلال في عدن (داعش والقاعدة، والحراك، والإخوان) استقل الرئيس "الفار" عبدربه منصور هادي، أمس، مروحية عسكرية إلى ميناء المعلا، الذي انسحب منه مسلحو داعش، بموجب الاتفاق حيث التقط صورة جماعية مع المحافظ عيدروس الزبيدي، وشلال علي شائع. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قيادي في الحراك الجنوبي إن انسحاب مسلحي داعش من ميناء المعلا، أمس، وقبل ذلك انسحاب مسلحي القاعدة من شرطة التواهي، الجمعة، يأتي ضمن اتفاق أكتوبر الماضي والمتضمن الانسحاب الكلي لداعش والقاعدة من عدنوالمكلا وتسليم المدرعات الحديثة (350 مدرعة) التي تسلماها من التحالف أثناء الحرب في عدن، إلاّ أن الحاصل اليوم للأسف هو تنفيذ جزئي للاتفاق يضمن في حقيقته الحفاظ على داعش والقاعدة في عدن. ولفت إلى ما شهدته محافظة أبين، مطلع الشهر الفائت، حيث تسلم تنظيم داعش منفرداً مدينة زنجبار عاصمة المحافظة ومديريتي جعار ولودر، فيما يتقاسم السيطرة مع القاعدة في بقية مديريات المحافظة، معتبراً ذلك "تنفيذاً للاتفاق". وكُشف في أكتوبر الماضي عبر قناة (الحدث السعودية) عن مفاوضات بين ما أسمتها حكومة الشرعية وتنظيمي داعش يمثله جلال بلعيدي، والقاعدة يمثله خالد عبدالنبي.. وقالت القناة إن المفاوضات فشلت بسبب رفض تنظيم القاعدة مناقشة الوضع في المكلا ورفضه مع داعش الانسحاب الكلي من عدن وتسليم السلاح الثقيل الذي حصلوا عليه من التحالف. وقال قيادي في الحراك -دون ذكر اسمه حفاظاً على حياته- إن المفاوضات استؤنفت بعودة هادي إلى عدن، وتم الاتفاق على انسحاب مسلحي داعش والقاعدة من المنشآت الحيوية (الميناء، والمطار، ومراكز الشرطة) إلى معسكراتهم التدريبية في صلاح الدين، ودون تسليم السلاح الثقيل، وتعهدات خطية بحصول التنظيمين على نسبة كبيرة من التجنيد في الجيش والأمن، فضلاً عن السيطرة التامة على أبينوشبوة، وكذلك لحج، باستثناء مديريات ردفان الأربع (الحبيلين، حالمين، حبيل جبر، الملاح) واستبعاد المكلا من المفاوضات لتبقى تحت السيطرة التامة للقاعدة. إضافة إلى ما سبق، قالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن إدارة الأمن ألغت قائمة بأسماء مطلوبين كانت وزعتها أمس الأول، وتضم قادة فصائل من محافظة أبين خصوصا من مديرية يافع. وأبرز الأسماء (أيمن عسكر اليافعي – قائد فصيل البريقة والشعب، غسان السعدي اليافعي- قائد فصيل مسلح في المعلا، حلمي الزنجي- قائد فصيل المنصورة) من قائمة "الجماعات المتطرفة المعروفة ب"داعش". وبالتزامن، قدم القيادي في حزب الإصلاح، نائف البكري، قائد "مليشيات الإخوان " في عدن قائمة مطالب جديدة مقابل "حل مليشياته" المنضوية تحت مسمى " مجلس المقاومة الجنوبية". وأبرز المطالب التي أوردها البكري في بيان له، أمس، تمثلت ب"مواصلة المشاركة في العمليات العسكرية في المحافظات الشمالية". كما طالب بحل جميع "مجالس المقاومة" في إشارة منه إلى محافظة الضالع التي لا تزال تحتفظ ب"مجالسها". من جانبه، أعلن مجلس عام جامعة عدن، أمس، استئناف الدراسة بعد يومين على إعلانه تعليقها "بسبب اقتحام ما يعرف ب"تنظيم داعش" لمباني كليتي الهندسة والحقوق واعتقال عميد كلية الهندسة، مطلع الأسبوع. اغتيال إمام مسجد ميدانيا، واصلت مليشيات الحراك الجنوبي المنضوية تحت ما يسمى "الأمن والجيش"، أمس، انتشارها في شوارع المدن الرئيسية، بينما عادت ظاهرة "الاغتيالات إلى الواجهة" بالرغم من إعلان اللجنة الأمنية في عدن حظر التجوال بدء من الثامنة مساء وحتى الخامسة فجرا". وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين "مجهولين" اغتالوا فجرا إمام جامع الجيلاني، المحسوب على الجماعات الصوفية في كريتر. وأشارت المصادر إلى إطلاق "المجهولين" النار على الشيخ علي عثمان، بينما كان عائدا إلى منزله بعد صلاة الفجر. وكانت قوات الأمن بقيادة شائع داهمت في وقت متأخر من مساء الأحد منازل مسلحين من أبين في مديريتي المنصورة والمعلا، واحتجزت أكثر من 200 مسلح. وتسببت مواجهات، أمس الأول، بمقتل (17) شخصا وإصابة نحو (25) آخرين وفقا لمصادر طبية. وبالرغم من الاتفاق الأخير، أكدت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" وصول تعزيزات من أبينوشبوة وأخرى من الضالع ولحج إلى عدن. وكان القيادي في ما تسمى ب"المقاومة الجنوبية" عبدالعزيز الجفري دعا في بيان له أبناء شبوة إلى التوجه إلى عدن "والمشاركة في جهود حفظ الأمن بقيادة المحافظ ومدير الأمن". وأشار الجفري إلى "أن على أبناء شبوة الراغبين في المشاركة بتطهير عدن التجمع بشكل منظم وهناك من سيتكفل بنقلهم إلى عدن". من جانبه دعا العميد، محمد صالح طماح في بيان تناقلته مواقع الكترونية في عدن، أمس، إلى التعبئة العامة ل"كل العسكريين والأمنيين والمقاومين وكل من يستطيع حمل السلاح في كل منطقة جنوبية والذهاب إلى عدن لمساندة القيادة برئاسة عبدربه منصور هادي".