تحل علينا الذكرى الخامسة لثورة فبراير المجيدة وقوات الشرعية تدك اوكار مليشيا المتمردين وتحاصر زعيم التمرد المخلوع علي عبدالله صالح وحليفه عبدالملك الحوثي في صنعاء وتنحسر المليشيا في كل الجبهات بتمدد المقاومة الوطنية التي تبسط يدها على كامل ربوع الوطن. فبراير إجمالاً يتجه نحو الطريق الصحيح، نحو تفكيك منظومة المشروع العائلي وأدواته العسكرية والأمنية التي انقلبت على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ويمضي قدماً نحو بناء جيش وطني يحمي مصالح الشعب والنظام الجمهوري، لا جيش من أجل حماية مصالح عائلة أو سلالة.. وبناء يمن جديد منسجم مع محيطه العروبي لا أداة فارسية في خاصرة الجزيرة العربية.
يحاول البعض اليوم تسبيب حالة الاحتراب في اليمن بثورة فبراير منافياً لحقائق وجود مشروع عائلي اختزل الجمهورية والجيش وخيرات الوطن من أجل مصالحه، وما كان له أن يظهر للعالم عارياً متمرداً لولا ثورة فبراير التي جردته من الغطاء الشرعي وأسقطت زيفه.
جوهر الاحتراب في اليمن هو انقلاب جماعة متمردة على الإجماع الوطني.
تمضي ثورة فبراير نحو تحقيق أهدافها.. والمرحلة التي نمر بها اليوم في اليمن هي مرحلة حتمية في النهج الثوري، وارتداد طبيعي لسقوط ما تبقى من أدوات المخلوع صالح ودولته العميقة.
نحن نمضي اليوم لاستئصال بقايا المشروع العائلي ووأد مشروع الإمامة نحو تثبيت الجمهورية الثانية التي تأتي امتداداً لجمهورية 26 سبتمبر وانتصاراً لأهدافها المجيدة.
ثورة فبراير التي أبرزت للعالم الوجه الأقبح للمخلوع صالح وأسقطت صنميته (سلمياً) تفضح اليوم نظام المتمرد الحوثي الذي حاول التلبس بها من أجل تحقيق مشروعه الذي يقضي بجعل اليمن حقل ألغام إيراني يقلق محيطه تُواصل أيضاً كسب المزيد من أهدافها، فبعد الإنقلاب توسعت دائرة الثقة بالمشروع الوطني المناهض للانقلابيين والمتوائم وأهداف فبراير المجيد لتصطف دول الجوار والإقليم إلى جانب المشروع الوطني بمصير واحد في خندق واحد بتحالف عربي مشترك من أجل إعادة الشرعية واستئصال بقايا حكم المخلوع صالح بمعية الكثير من القوى الوطنية الأخرى بما فيها حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يقوده صالح.
لا سبيل غير التحرير ولا بديل غير المضي قدما نحو تحقيق الحلم الفبرايري ببناء دولة نظام جمهوري ديمقراطي تحرسه مؤسسة عسكرية وطنية بدءاً بالعودة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني لينجز فبرار ما وعدنا به.