كشف نجيب السعدي رئيس مؤسسة وثاق لدعم التوجه المدني عن سقوط أكثر من اربعمئة مواطن يمني بين قتيل وجريح بفعل الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي منذ مطلع العام الماضي 2015. وأشار السعدي إلى أن عدد ضحايا الألغام التي زرعها الحوثيون وتم رصدها قد وصل الى 430 شخصا قتل 201 منهم بينهم 16 طفلا و26 امراة و141 من الرجال مدنيين و8 من فرق نزع الالغام
جاء ذلك في ندوة نظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان في اليمن اليوم الاربعاء بعنوان "الالغام تحصد ارواح الابرياء في اليمن" بالمقر السويسري لنادي الصحافة بجنيف.
تحدث خلالها رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني نجيب السعدي عن التاريخ الطويل لزراعة الألغام في اليمن والذي بدأ في بداية الستينات من القرن الماضي أثناء الصراع الجمهوري الإمامي، حيث قامت القوات الموالية للإمام البدر ابن احمد حميد الدين بزراعة حقول الغام في كل من محافظة الجوف شمال اليمن ومديرية صرواح شرق صنعاء ومديرية أرحب غرب شمال العاصمة اليمنيةصنعاء، ولا زالت هذه الألغام تنفجر بالرعاة والنساء والاطفال الى اليوم.
وعقبها زراعة الالغام ايام الصراعات الشطرية بين شطري اليمن سابقا حيث تم زراعة حقول الغام في المناطق الحدودية ( قعطبة _ مريس _ العود _ حريب _ بيحان _ مكيراس ) ولا زالت الألغام الى اليوم تهدد حياة المواطنين في هذه المناطق .
وكشف السعدي عن قيام قوات الحرس الجمهوري بزراعة الالغام في العام 2011 وعقب احداث ثورة الربيع العربي في محيط معسكراتها في نهم وارحب وبني جرموز حيث زرعت الغام مضادة للافراد سقط على اثرها ضحايا من المدنيين بينهم نساء واطفال , مستعرضا لعدد من الحالات التي تم توثيقها لمدنيين ضحايا تلك الالغام من اطفال ونساء ورجال.
واشار الى ان الحوثيين منذ نهاية عام 2011 وعقب اقتحامهم لمديرية كشر في محافظة حجة قاموا بزراعة الالغام في مناطق "كشر وعاهم" والتي سقط على اثرها ضحايا من المدنيين, حيث قتل 36 مدنياً بينهم 4 اطفال واصيب 45 مدنياً بينهم 6 اطفال و3 نساء.
وتطرق السعدي لانواع تلك الالغام وان البعض منها محلي الصنع تقوم جماعة الحوثي بتصنيعها وتستخدم كالغام مضادة للافراد, والغام روسية الصنع
الغام روسية مضادة للدروع يتم تحويرها عبر صنع دواسات خارج اللغم موصلة بخلية كهربائية الى الصاعق بحيث تصبح هذه الالغام فردية تنفجر بمجرد ان يدوس الفرد على الدواسة المصنوعة محلياٍ.
وعدد نجيب السعدي اهم المناطق التي زرع الحوثيون فيها الالغام في كل من محافظة عدن ولحج وتعز وشبوة ومارب وابين والبيضاء , موضحا ان عدد ضحايا الالغام التي زرعها الحوثي وتم رصدها قد وصل الى 430 شخصا قتل 201 منهم بينهم 16 طفلا و26 امراة و141 من الرجال مدنيين و8 من فرق نزع الالغام.
فيما بلغ عدد الجرحى 229 شخصا بينهم 19 طفلا 25 امراة 173 مدنيا و 12 من فرق نزع الالغام.
من جانب اخر تناول توفيق الحميدي مسؤول وحدة الرصد والتوثيق في سام للحقوق والحريات الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد والتي من اهمها اتفاقية أوتاوا او معاهدة حظر الألغام والتي تقضي بتدمير هذه الألغام ، سواء أكانت مخزنة أم مزروعة في الأرض والتي وافقت عليها اليمن بالقانون رقم (7) لسنة 1998م .
واشار الى نص الاتفاقية على محاكمة ومعاقبة الأشخاص المشاركين في أنشطة تحظرها الاتفاقية, فرض الجزاءات العقابية لمنع وقمع أي نشاط محظور لإستخدام الألغام.
وتطرق الحميدي الى عدد من التقارير الدولية التي تؤكد انتهاك مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق لاتفاقية اوتاوا من اهمها تقرير هيومن رايس المعنون ب " اليمن .. الحوثيون يستخدمون الألغام الأرضية من جديد" والذي جاء فيه " إن قوات الحوثيين في اليمن استخدمت ألغاما محظورة مضادة للأفراد، وتسببت في عديد الخسائر الجديدة في صفوف المدنيين، وقدمت أدلة جديدة على ذلك ، وعلى الحوثيين المعروفين أيضا باسم "أنصار الله"، التوقف عن استخدام هذه الأسلحة".
فيما أشارت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية إلى أن القوات الموالية للحكومة اليمنية وضعت الآف الألغام المضادة للأفراد عام 2011, واكدت لجنة الإغاثة والمتابعة لضحايا الحرب وهي لجنة رسمية محلية في تقريرها أن «هذه الألغام والذخائر تم زرعها في الطرق العامة وبعض الشوارع بداخل المدن، ونتيجة لذلك كان تضرر المدنيين يفوق بشكل كبير تضرر أفراد الجيش ورجال المقاومة».
وقدمت في الندوة عدد من المداخلات والاستفسارات التي استنكرت حجم تلك الجرائم المروعة والبعيدة عن اي بعد انساني او اخلاقي, مؤكدين ان جريمة زراعة الالغام من ابشع الجرائم التي تنتج عن الحرب والتي تنفرد بهذا الوضع الماساوي والكارثة الانسانية اليمن وحده في شبه الجزيرة العربية.