تشهد المستشفيات الخاصة في محافظة عدن (جنوب اليمن) حالة استنفار قصوى في طواقمها الطبية بسبب تفشي حمى الضنك، في الوقت الذي سجل مستشفى الجمهورية التعليمي مساء أمس الأربعاء أو ضحايا المرض من طاقمه الإداري. وعلى الرغم من تحفظ الجهات الرسمية والتكتم الشديد حول الحالات المرضية وغياب المحاليل الخاصة بالمرض في المشافي الحكومية والعجز عن استيعاب مزيدا من الحالات، فقد خصص مستشفى النقيب بالمحافظة أقساما تتوزع على أسرته العشرات من المرضى المصابين بنقص الصفائح الدموية الناتج عن المرض . وشيعت مساء أمس بمدينة كريتر إحدى العاملات في إدارة مستشفى الجمهوري التعليمي بعدن تدعى أنغام سالمين 30 عاما. وحسبما أكدت مصادر مقربة من أسرتها ل"المصدر أونلاين" فإن سبب الوفاة ناتج عن ازدحام الحلات المرضية في المستشفى ما نجم عنها العدوى إلى سالمين. وقالت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" إن خلافاً حاداً نشب الخميس الفائت بين مدير عام مديرية صيرة خالد وهبي، ووكيل وزارة الصحة د. ماجد الجنيد، على إثر اتهامات أطلقها الأول بحق الثاني مفادها أنه "متفلسف" في طرح أساليب الوقاية وأعراض المرض دون جدوى. وذلك أثناء اجتماع ضم مجالس محلية في المحافظة مع قطاع الصحة. واتهم وهبي وزارة الصحة بعدم توفير محاليل في مستشياتها العامة قبل أن يصل الأمر إلى حالة ازدراء وتذمر بسبب التعتيم والتهوين من ازدياد سلطة المرض ليشمل جميع المديريات. وقالت مصادر طبية في مستشفيي النقيب والوالي ل"المصدر أونلاين" إن الأخصائيين يعملون على مدار الساعة والحالات المرضية تشمل مختلف مديريات المحافظة بعد أن كانت الحالات ترد من مديرية صيرة فقط حيث سجلت فيها معظم الحالات المرضية القادمة لتلقي العلاج . وذكرت صحيفة الأمناء الصادرة من عدن أن مدير عام مديرية صيرة استدعي صباح أمس إلى نيابة الأموال العامة في قضية تم تحريكها بعد إغلاقها منذ قرابة 6 أعوام. وقالت مصادر موثوقة ل"المصدر أونلاين" إن هذا الاستدعاء يأتي على خلفية الصدام الحاد الذي وقع في الاجتماع الذي أداره وكيل وزارة الصحة والذي وجد له طريقا إلى وسائل إعلامية مختلفة كشفت عن تحول المرض إلى وباء وبأنه لم يعد محصورا ، بالإضافة إلى القصور في الخدمات الصحية والاسعافية والوقائية والتلوث البيئي والذي ضاعف من تكاثر المرض وتحوله إلى وباء يهدد حياة الناس لاسيما في مديرية صيرة التي تعد أكثر المديريات في ارتفاع درجة الرطوبة والتي تساعد – طبقاً لمصادر صحية – على انتشار البعوض. إلى ذلك، تُفرض قيود كبيرة على وسائل الإعلام للوصول إلى القطاع الصحي في المحافظة والمستشفيات العامة ويمنع كافة العاملون في القطاع الصحي عن الادلاء بأية معلومات بطريقة رسمية حول المرض. ومنعت أمس الأول إدارة مستشفى الجمهورية التعليمي طاقم قناة سهيل الفضاية من التصوير قبل أن تقوم الحراسات الأمنية في البوابة باحتجازهم قرابة الساعتين، كما رفضت إدارة المستشفى الإدلاء بأي تعليق حول ذلك. لكن مصادر طبية في مركز الترصد الوبائي سربت معلومات إلى مراسل المصدر أونلاين في عدن، بأن قرابة 30 إلى 40 حالة تصاب بالمرض يومياً، بينما توقعت مصادر أخرى أن يكون الرقم مضاعفاً، خصوصاً مع عدم توفر محاليل الفحص الخاصة بالتعرف على المرض، إضافة إلى أنه يصل سعر الفحص الطبي في المستشفيات الخاصة إلى إلى 6 ألاف ريال. وتفرض السلطات الرسمية تعتيماً شديداً على المرض حتى لا ينعكس ذلك سلباً على استضافة عدن لبطولة خليجي 20، في الوقت الذي تشهد مقابر محافظتي لحج وأبين وعدن حركة نشطة في استقبال أعداد الضحايا المتزايد. وأعرب عدد من الكوادر الطبية والممرضات في مستشفى الجمهورية عن استياء شديد نتيجة تفضي المرض وسط عجزهم في عمل شيء نتيجة نقص التجهيزات الطبية المطلوبة، والمخاوف على فقدانهم مصادر عيشهم في حال لجأوا إلى الحديث لوسائل الإعلام حول الكارثة التي تحصد الأرواح بصمت!.
