لم تتقن القوى السياسية اليمنية شيئاً أكثر من قدرتها على سحق نجاح نضالات الشعب وإضاعة الفرص المواتية لبناء الدولة الوطنية ونهوض المجتمع اليمني. فقد أهدت الأقدار ربما كل الأطراف فرصاً فردية أو جمعية لتحقيق طموحات الشعب في الحرية والعدالة والعيش الكريم، وتقديم سبق وطني يمجد هذا الطرف أو ذاك. فساقت الأقدر للرئيس السابق لحظة تاريخية أن يقدم نموذجاً في تداول السلطة في 2006 فغادرها مكرهاً على وقع ثورة شعبية عارمة. وقدم شباب اليمن الحر ذهبية التغيير المنشود لأحزاب المشترك فعجز البعض عن إدارة واغتنام الحدث الأروع وللأسف تآمر آخرون لإفشال المشروع الجمعي لكل اليمنيين لحسابات أضيق من خرم الإبرة. وهرولت السلطة والتأييد الدولي والإجماع الشعبي والمساندة السياسة للرئيس هادي فاستهوته لعبة سلفة في ضرب الكل بالكل ليمد من فترة البقاء وربما راوده حلم التوريث الذي عصف بأقرانه وأتى به إلى سدة الحكم.
وأخيراً أتت تناقضات المرحلة بالقوى الحوثية المشردة في رؤوس الجبال والمتصادمة مع الإقليم إلى السيطرة المجانية على البلد فقررت أن تكون هي فقط ومن بعدها الطوفان وحرمت الناس حتى من البكاء ودماؤهم تنزف.
من المؤكد أن التجربة لوت ذراع الكل وكسرت غرور القوة عند الجميع وأهدت شعب اليمن فرصة ذهبية للعيش الكريم، لا مجال فيها للحذلقة السياسية أو لي أعناق النصوص الشرعية من أجل السيطرة على الشعب اليمني العظيم.
ومن أصر على إفشال فرصة الكويت سيتمنى مستقبلاً السلامة لاا الشراكة والأيام حبلى بالأحداث ومليئة بالمفاجاءت.. حفظ الله اليمن.