عديدة هي الخطابات العرجاء التي ظهر فيها زعيم المليشيات الحوثية وهو يحرض عصابته ضد الصحفيين والاعلاميين بشكل مباشر، فتارة يقول أن الاعلاميين والمثقفين أخطر من المقاتلين وفي حديث اخر ينعتهم بالخونة الذين يستوجب معاقبتهم . هذا القاتل المرتعب من الحقيقة دائما ما كان يخشى الاضواء ، ولهذا قرر ان يطفيء كل اشعاع يظهر دنسه.. من هذا المنطلق نفهم سبب توحش المليشيا ضد الصحفيين والاعلاميين والمثقفين خاصة ، فليس المسلح الذي طرق ببلادته غرفة الصحفيين؛ سوى مجروذ ابله يتبع ما يملي عليه سيده العاري ، الذي يخشى الفضيحة ويقمع حاملها بشتى الطرق ، هذا الفتى المجذوب الذي لم يعرف يوما معنى ان تكون صحفيا، لا يمكنه التعامل بلطف مع من يمعن في نقل تفاصيل عورته المبثوثة في كل شبر من هذا البلد ..
لم يقف عبد الملك يوما أمام أي عدسة لصحفي في أي برنامج مباشر من اي قناة ، عدا عن وقفته الوحيدة امام شاشته التي تروج لافكاره القروسطية المتخثرة، ولهذا فمن المستبعد أن يدرك هذا المهوس بالدم قيمة أي صحفي خارج جوقته المملوءة بسمومه..
يمكننا القول ان المليشيات تمارس عداء ممنهج ضد الصحافة، الهدف منه إسكات أصوات الحقيقة لتختفي بشاعاتهم الصارخة التي ترتكبها بحق المدنيين من أبناء البلد .
كان أسوا عام عرفته الصحافة اليمينة يبتديء منذ اللحظة التي اجتيحت صنعاء من قبل متمردي الحوثي، حيث شهد العام تسونامي عدائي ضد الصحافة والصحفيين ، وبحسب تقرير نقابة الصحفيين اليمنيين في الربع الاول من العام 2015 فقد ارتكبت المليشيات 200 انتهاك للحريات الصحفية .
وفي أكبر جريمة لها ضد الصحافة اقتحمت مليشيا الحوثي والمخلوع فندق قصر الاحلام في شارع الستين بصنعاء في 9/6/2015 - قبل عام - واختطفت 9 صحفيين ونهبت اجهزتهم ومقتنياتهم الشخصية واقتادتهم الى سجن مكافحة الارهاب واخضعتهم للتعذيب الجسدي والنفسي واخفائهم في عدة سجون ..
لم تكتفي بهذا بل عممت قائمة تضم 90 اسم من الصحفيين والناشطين والسياسيين مطلوبين لديها وتم ملاحقتهم واختطاف بعضهم أمثال الصحفي في قناة سهيل صلاح القاعدي ، مما اضطر الصحفيين الاخرين الى الهجرة خارج صنعاء بحثا عن نظام ودولة لا تقيد فيها حرياتهم..
ومنذ ان غزا عبد الملك الحوثي عاصمة الجمهورية اليمنية ؛ أصبحت صنعاء ذو عرش خاوي من الصحفيين والمراسلين، باستثناء صحفيي قنوات الحوثي والمخلوع وقنوات حزب الله اللبناني ، وبالنسبة للحوثي فهذه القنوات هي كل وسائل الاعلام المحلية والدولية وهي التي لا تكذب وتنقل الحقيقة وتمثل الراي والراي الاخر وهي صدق الكلمة..!
كل عام وأنتم تماثيل حرية يا اطهر الزملاء كل عام وأنتم صناديد الكلمة ورموز شرف لا تموت كل عام وأنتم أعلام شعبا المقاوم ورؤس حربته ضد الطغاة كل عام وأنتم أحرار بيننا نتبادل معكم الخبز والاغنيات..