يعمد الروائي اليمني وجدي الأهدل بهدوئه وخجله إلى إثارة شيء من الجدل حول كل ما ينجزه من أعمال غالبيتها روائية، أفضت بعضها إلى هروبه خارج البلد وبعضها منعته من الخروج من مطار صنعاء. حاليا يمنع وجدي من مغادرة صنعاء للمشاركة في أنشطة أدبية عالمية حيث يأتي الأمر من خارج البلد عكس ذلك وتقوم فعاليات أدبية من شتى أنحاء العالم بالاهتمام بإنتاجه الأدبي والتعريف به.
الأهدل أعيد أكثر من مرّة من مطار صنعاء وصودر جوازه، لكن ذلك لم يمنع إنتاجه من الوصول إلى العالمية فقد صدرت يوم أمس الأول الترجمة الإيطالية لروايته (حمار بين الأغاني) (Un asino in mezzo ai suoni) ترجمة المستعرب الإيطالي فرانشيسكو دي انجيلس (Francesco de angelis) وذلك عن دار نشر (Poiesis) في باري. وتعد (حمار بين الأغاني) أول رواية يمنية تنشر باللغة اٌيطالية حيث سيتاح للقراء الإيطاليين من خلالها التعرف على شذرة من النشاط الأدبي الخصب في اليمن.
كسر لقواعد المجتمع الديني وتدور أحداث رواية "حمار بين الأغاني" التي صدرت عام 2004 في بيروت عن شركة رياض الريس، حول جرائم قتل غامضة تتعرض لها نساء شابات بالتشابك مع الأزمة السياسية التي أدت إلى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في اليمن عام 1994 من دون تبين لماذا هذه الحرب، ومجرد قصف مدافع واطلاق صواريخ، وينتصر فيها الشمال بمؤازرة رجال القبائل والإسلاميين، وتصير الجنوب غنيمة، حيث يستولي القادمين من الشمال على مخلفات الحرب من بقايا الجيشين المتحاربين لتباع في الأسواق السوداء فيصبحون من أصحاب الملايين.
كما يهاجم الكاتب طبقة المشايخ المتاجرين بالدين وسالبي الاعراض بأسلوب شيق ومهيج، ويهاجم قيم المجتمع المنقب المنطوي على الفساد والتقاليد الهمجية.
وتأتي هذه الرواية على غرار الكتابات السردية لوجدي الأهدل، والتي تتميز بنوع من "الفنتازيا" الناقدة، يهدف من ورائها الكاتب إلى إبراز قبح العالم، وسبره من خلال وقائع ساخرة تُعري الواقع، وتفضحه بأناسه، لكنه يؤخذ عليه الإغراق في الإثارة خصوصا التناول العنيف للجنس عبر كشف الكبت الذي قد يكون أحيانا حقيقا وأحيانا يصنف على أنه ينفع للتناول في الغرب أكثر من المجتمع الشرقي.
الترجمة أشرفت عليها ورشحتها للنشر عميدة الاستعراب العربي في إيطاليا د. إيزابيلا كاميرا دفليتو (isabella camera dafflitto) وهي تدرس الأدب العربي المعاصر في جامعة نابولي، وتشرف على سلسلة مخصصة للسرديات العربية المعاصرة.
الروائي وجدي الأهدل (1973) تنوع إنتاجه الأدبي ما بين الرواية والقصة والمسرحية وكتابة السيناريو، صدرت له عشرة كتب، وترجمت بعض نصوصه إلى الإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية، وتم اختياره ضمن أفضل 39 أديباً عربياً شاباً في مهرجان بيروت 39 الذي تنظمه مؤسسة هاي فايستفال البريطانية.
ممنوع من الدخول والخروج روائيا صدرت له قبل هذه الرواية (إضبارة جمهورية الانتفاخ) ورواية (قوارب جبلية) صدرت عام 2002م وهي الرواية التي صودرت –حينها- من قبل وزارة الثقافة، لأسباب تتعلق بالموضوعات السردية، وتحميل وقائعها الحكائية قصداً خارجياً، فسر بالخروج عن السائد المجتمعي لليمن.
بعدها لم يتمكن الكاتب من دخول بلده وظل فترة خارج اليمن وبتدخل شخصي من الأديب الألماني الخائز على نوبل "جونتر جراس" تم التدخل من قبله لدى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وحلت الإشكالية وعاد القاص إلى أرض وطنه.
زمن العسل لوجدي الأهدل في اليمن انتهى ليتم منعه لكن هذه المرة من الخروج خارج البلد آخر منع تم في مارس الماضي حيث كان سيشارك في "مهرجان طيران الإمارات الدولي للآداب في دبي" تم احتجازه وسحب منه جواز سفره الأمر الذي جعل اتحاد الأدباء
وطالبت الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وزارة الداخلية اليمنية برفع اسم الروائي وجدي الاهدل من قائمة الممنوعين من السفر، وإعادة جوازه إليه وأن يتم الاتجاه نحو من يستحقون التوقيف من الإرهابيين والمخلين بالنظام والقانون. عن إيلاف