ضرب إعصار مداري جزيرة عبد الكوري الواقعة بأرخبيل سقطرى التابعة لمحافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن) ما أدى إلى مقتل شخصين وتدمير 36 منزلاً. وقال مصدر أمني ل"المصدر أونلاين" إن الإعصار الذي بدأ الساعة الخامسة من يوم الأربعاء الفائت ولايزال مستمراً حتى مساء اليوم الأحد، أودى بحياة شخصين ودمر نحو 36 منزل مبنية من الطين". وأضاف بأن الرياح العاصفة حالت دون الإتصال بسكان الجزيرة أو وصول الإغاثات العاجلة إليهم حتى كتابة هذا. في الغضون، أكد مصدر المجلس المحلي بمحافظة حضرموت ل"المصد أونلاين" أن العاصفة المدارية أدت إلى قطع الخط الملاحي الدولي الواقع بين أرخيبل سقطرى وخليج عدن، وذلك عقب غرق باخرة على متنها 200 سيارة بسبب العواصف وارتفاع الأمواج البحرية. وأوضح المصدر بأن الباخرة كانت قادمة من ميناء عجمان الإماراتي، وتعود ملكيتها لرجل أعمال أجنبي. ولم يتسن ل"المصدر أونلاين" التأكد من عدد الخسائر البشرية التي خلفتها الحادثة، لكن وكالة الأنباء اليمنية قالت إن طاقم السفينة المكون من 23 بحاراً نجا، ووصل اليوم إلى مطار سقطرى على متن مروحية تابعة لإحدى السفن البريطانية المتواجدة ضمن القوات الدولية في خليج عدن والبحر العربي والتي قامت بإنقاذهم إثر توجيه نداء استغاثة من طاقم السفينة البنمية. وقال مدير مكتب الهجرة والجوازات بأرخبيل سقطرى فؤاد سعد أحمد أنه سيتم نقل طاقم السفينة إلى مدينة المكلا يوم غد الاثنين تمهيدا لإعادة نقلهم بعد ذلك إلى مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. ويعيش السكان المحليون في جزيرة عبد الكوري وضعاً مأساوياً للغاية إثر الإعصار وانقطاع الاتصال عن الجزيرة ما ادخلهم حالة من العزلة الكاملة. وعلى إثر ذلك ناشد سكان من جزيرة سقطرى عبر المصدر أونلاين" السلطات المركزية, بإغاثة أقربائهم العالقين في جزيرة عبد الكوري منذ ثلاثة أيام. مشيرين إلى أن السلطة المحلية في الجزيرة لا تملك الإمكانيات اللازمة لإنقاذ وإغاثة المنكوبين في عبد الكوري. وأكد مصدر في المجلس المحلي بحضرموت ذلك، وقال ل"المصدر أونلاين" بأن المحافظة تفتقد تماماً للسفن والبواخر التي يمكن عبرها القيام بعملية إنقاذ السكان, بالإضافة إلى عدم وجود مروحيات عسكرية تقوم بنقل المواد الإغاثية والمساعدات اللازمة إلى الجزيرة. وأشار إلى أن سكان الجزيرة والذي يبلغ عددهم نحو 850 شخصاً لجأوا إلى منشآتين حكومتيتين بعدما دمر الإعصار منازلهم. ولفت إلى أن هناك جهود تبذل من قبل بعض رجال الأعمال لإغاثة المنكوبين في الجزيرة. مشيراً إلى أن رجل الأعمال سعيد عبد ربه العمقي قام باستئجار السفينة تجارية لنقل المواد الإغاثية والأدوات الطبية اللازمة إلى المنكوبين، على نفقته ورجال أعمال آخرين. لكنه قال إن السفينة لا زالت راسية في ميناء المكلا بسبب تزايد حدة الإعصار والمخاوف من تعرضها لأي مخاطر. وأوضح بأن السلطة المحلية بالمحافظة والمؤسسة الاقتصادية قامتا ببذل جهودهما أيضاً في سبيل إغاثة السكان في جزيرة عبد الكوري. وأكد انقطاع شبكات الإتصال المحلية عن الجزيرة، ويقتصر التواصل في الوقت الحالي عبر أجهزة الاتصالات الخاصة بالقوات المسلحة المرابطة هناك. وحاول المصدر أونلاين التواصل مع سكان في جزيرة عبد الكوري لمعرفة الأوضاع الراهنة، غير أن انقطاع الاتصالات بشكل تام عن الجزيرة حال دون ذلك. وكانت وزارة الداخلية اليمنية قالت إن الإعصار المداري الذي ضرب جزيرة عبد الكوري أدى غلى وفاة طفلة، وتشرد عشرات الأسر، وتهدم قرية كاملة تدعى "العجوز"، بالإضافة إلى انهيار 25 منزلاً آخر في قرى أخرى، وتعرض 20 قارباً للتلف الكامل. وأظهرت نشرة الداخلية التي تضمنت حصيلة أولية بضحايا الإعصار، إنهيارقرية العجوز بمنازلها وجامعها بالكامل، وتهدم 8 منازل في قرية العليا، بالإضافة إلى تهدم 9 منازل في قريتي السواحي وبيت عيسى، و8 منازل في قرية بيت صالح مع الجامع التابع للقرية، فيما تعرض 20 قارباً مع مكائنها للتلف الكامل. وطلبت قيادة وزارة الداخلية مروحيات من وزارة الدفاع لإغاثة المتضررين من أهالي جزيرة عبد الكوري الذين تعرضت منازلهم للانهيار جراء الإعصار. وذكر موقع الوزارة أن المتضررين في جزيرة عبد الكوري التابعة لمحافظة حضرموت تم وإيواءهم في المدارس والمنشأت الحكومية، إلا أن مؤنهم بدأت تنفذ ويصعب إيصال مواد الإغاثة والطعام إليهم عن طريق البحر لسوء أحوله. الجدير بالذكر أن المركز الوطني للأرصاد مازال بتوقع استمرار سوء أحوال البحر في الجزيرة وسواحل محافظتي المهرة وحضرموت وأرخبيل سقطرى.