نظمت أحزاب اللقاء المشترك اليوم الخميس بمدينة الراهدة التابعة لمحافظة تعز مهرجاناً جماهيرياً احتفالاً بالذكرى العشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، شارك فيه الآلاف من محافظات تعز وعدن والضالع ولحج وإب وأبين. واعتبر رئيس اللقاء المشترك في تعز عبدالحافظ الفقيه أن الوحدة ليست وليدة اليوم ولا صنيعة أحد، "كونها ليست غريبة على اليمنيين، لأنها كانت موجودة في قلوب كل اليمنيين وفي قلب كل طفل وكل رجل وامرأة ودائما كان اليمني ينبض قلبه بالوحدة والأمهات تناغي أطفالهن به وهن يرضعنهم حبها مع اللبن".
وقال الفقيه في كلمة اللقاء المشترك "إن الوحدة لم تكن غريبة وإنما كانت محبوسة بالحدود المصطنعة وقيود السياسية والحكم الموروث من الاستعمار والاستبداد ولقد كان حب الوحدة وإرادة الشعب أقوى، فانبلجت في يوم 22 مايو، وهي بذلك تحررت في ذلك اليوم ولم تولد لان ميلادها منذ القدم وتناقلتها قلوب الأجيال جيلا بعد آخر".
ولفت إلى أن الوحدة ليست "براءة اختراع" حتى تستغل لصالح فرد أو حزب معين، مؤكداً أن من يفعل ذلك سيواجه بغضب الشعب، كونهم أبناء الوحدة، ومن يملكون الأرض والتاريخ، وأن تحقيقها جاء نتيجة لضغط شعبي من أجل الديمقراطية وإرساء التبادل السلمي للسلطة، والمواطنة المتساوية.
لكن الفقيه أبدى أسفه من ما وصفها ب"الاعتداءات" على الديمقراطية، لتحقيق مصالح ضيقة وصغيرة، من قبل أشخاص مارسوا ما أسماه ب"قتل الديمقراطية". وقال إنهم إنما يقتلون الوحدة ويعرضون البلاد للموت والكل يعلم أن الاستبداد والتفرد والفساد والمشاريع الصغيرة هي عدو الوحدة الأول وعدو التقدم والاستقرار.
ودعا كافة أبناء الشعب اليمني إلى الوحدة والاصطفاف لإنجاح الحوار وانتزاع حق الجماهير عن طريق حوار شامل متكافئ يدعمه نضال سلمي شعبي يحافظ على مساره من الانحراف أو التلكؤ، مؤكداً أن النضال مستمر لتصحيح المسار سواء قبل الحوار أو أثناء الحوار أو بعده وهو نضال ضد الخطاء والظلم أيا كان.
وفي سياق كلمته، ثمّن الفقيه قرار الرئيس صالح بإطلاق كافة المعتقلين السياسيين، والذي قال إنه جاء "استجابة لمطالب الجماهير اليمنية"، مطالباً في الوقت ذاته بأن يأخذ القرار مداه الوطني التصالحي باتخاذ قرارات جادة وتاريخية تعيد السكينة والطمأنينة لليمن وفي المقدمة مديريات الضالع وردفان ولحج تمهيدا لإزالة الاحتقان وتجفيفا لمنابع الأزمة الوطنية.
ودعا عبدالحافظ الفقي في المناسبة أيضا السلطة وهي تعلن استعدادها لفتح صفحة جديدة "للتصالح مع الوطن" أن يكون ما تعرض له الدكتور عبدالوهاب محمود والنواب زيد الشامي وسلطان السامعي وسعد الربية آخر التصرفات غير المسؤولة، وأن تتعامل مع الحوار بمصداقية وقلب أبيض خال من رواسب التفرد ومشاعر الاستئثار ورغبات الإقصاء.
من جانبه قال رئيس اللجنة التنفيذية لمشترك لحج محمد سعيد كرب "لا يختلف اثنان على أهمية الوحدة وخطورة حياة التشظي والتقزم والشتات ولكن وفي هذه المناسبة نؤكد على خطورة ما خربته السياسات الخاطئة للحزب الحاكم وعلى مجى عشرين عاما وهو ما يجعلنا نخاف كثيرا على وحدتنا العظيمة ذلك المنجز الفريد الذي صنعه الشعب اليمني وحققته إرادة الشعب ونال منه بتلك السياسات الخرقاء أفراد اتسموا بالأنانية فانتهجوا سياسة الظلم والاستبداد.
وأضاف "إن من حقنا أن نخاف على وحدتنا في الجنوب والشمال والشرق والغرب من ربوع وطننا اليمني الحبيب، بل يجب علينا اليوم ألا نصمت إزاء ما يعمل من سياسات خرقاء نالت وتنال من وحدتنا العظيمة وواجبنا أن نقول للظالم بكل قوة وبمليء أفواهنا لا".
وحث محمد سعيد كرب المواطنين على الوقوف ضد الفساد والمفسدين والمطالبة "بالحقوق المهدورة" في ظل ما أسماه "النظام الاستبدادي" الذي صادر حلم كل اليمنيين – مشروع دولة الوحدة اليمنية، واستبداله بمشروع قبلي لا يعرف سوى مصادرة الحقوق ونهب الثروات والسطو على الأراضي والممتلكات وتهميش أبناء وكوادر هذا الوطن".
وعول كرب وهو رئيس حزب البعث العربي في لحج على أبناء تعز كثيرا بتصدر نضالات الشعب اليمني في كل المحافظات كونهم أكثر عددا وأسمى ثقافة وأمضى عزيمة، وقال: نريدكم يا أبناء تعز أن تكونوا في طليعة المناضلين لاسترداد حقوق المظلومين وللوقوف ضد السياسات الخاطئة الظالمة.
وفي المناسبة سرد محمد كرب العديد من المطالب ومنها مطالبة الحكومة بالعمل على خدمة المواطن وتوفير العيش الهنيء له، "لا أن تجرعه بجرعها القاتلة لتقضى على حياته وأسرته"، وأن يحل الأمن وينزاح الخوف ويعم الرخاء وتسود العدالة والمواطنة المتساوية وتعود الألفة والإخاء بين أبناء الشعب جميعا، إضافة إلى مطلبهم من الإعلام الرسمي التوقف عن تزييف الحقائق وتدبيج خطاب النفاق واستعداء القوى الفاعلة في الساحة المعارضين للنظام وكذلك رفع الحصار الفوري عن ردفان ويافع والضالع وأن لا يعاقب الكثير بالقليل.
وأضاف "نريد أ تقبض الأجهزة الأمنية على قطاع الطرق واللصوص والقتلة وغيرهم ممن تعرفهم السلطة تماما , وان تعيد الحقوق إلى أصحابها وأن تفعل مؤسسات الدولة لخدمة الوطن والمواطنين وتطلق كافة المعتقلين السياسيين وتقدم الفاسدين للمحاكمة وأن تكف عن هجمتها الشرسة ضد الصحافة والصحفيين وأصحاب الرأي".
وشهد المهرجان أيضا مسرحية معبرة للفنان الشعبي فهد القرني تحت عنوان "حاورنا ننصف" تطرقت في مجملها إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد وشطحات الإعلام الرسمي في تزييف الحقائق، وموقف اللقاء المشترك من الحوار الوطني القائم على الأفعال وليس الأقوال، كما تخلل الحفل بعض القصائد الشعرية وشهد في بدايته أنشودة ترحيبية بالضيوف وخاصة أعضاء مجلس النواب والشخصيات الاجتماعية والثقافية من محافظة تعزولحج وإب وعدن والضالع.