في مهرجان جماهيري حاشد جسد روح الوحدة اليمنية في أنقى وأزهى صورها .. شارك الآلاف من أعضاء وأنصار أحزاب اللقاء المشترك بمحافظات تعز وعدن و لحج والضالع وأب وأبين صباح اليوم في المهرجان الجماهيري الذي أقيم بمدينة الراهدة إحتفاء بذكرى الوحدة اليمنية المجيدة. وبأصوات شقت فضاء المكان واللحظة هتفت الجموع المؤلفة: (لا شللية ولا تشطير .. نهجنا نهج التغيير بالحرية والحوار .. نحمي الوحدة والديار، عدالة تبني الأوطان .. والظلم يهدم البنيان). رئيس أحزاب اللقاء المشترك بتعز "عبدالحافظ الفقيه" أكد في كلمته بأن الوحدة ليست وليدة اليوم ولا صنيعة احد وليست غريبة على اليمنيين فهي موجودة في قلوبهم جميعا من قيل 22 مايو، ولكنه كانت محبوسة بالحدود المصطنعة وقيود السياسة والحكم الموروث من الاستعمار والاستبداد، ولا يمكن لأحد أن يزايد علينا بالوحدة وصناعتها فالوحدة ليست براءة اختراع إنها وحدة شعب ووطن لا يمتلك ولا يحبس ولا يصادر ولا يجوز استغلالها لصالح فرد أو حزب أو جماعة، ومن يفعل ذلك سيواجه غضب الشعب، وما اجتماعكم هذا إلا دليل على يقظة الجماهير. وقال الفقيه لقد تحققت الوحدة بإرادة شعبيه وضغط شعبي وكان الواضح أن تكون مقرونة بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والمواطنة المتساوية لكي تبقى وتستمر كما هي وحدة الأرض والإنسان وهذا ما نصت عليه اتفاقيات الوحدة. وأضاف: تم للأسف الاعتداء على الديمقراطية لتحقيق مصالح ضيقه وصغيره ونسي هؤلاء الذين مارسوا قتل الديمقراطية أنهم يقتلون الوحدة ويعرضون البلاد للموت. ودعاء الفقيه كافة القوى النضالية إلى التمسك بسلمية النضال وعدم الانجرار إلى العنف. وقال: إن نضالنا عن الوحدة والديمقراطية يبدأ بنضالنا من اجل بناء المؤسسات وتحييدها في العمل السياسي وإخراجها من دكاكين البعض لكي تكون مؤسسات وطنية محايدة، مشيرا إلى أن المشاريع الصغيرة والاستبداد والتفرد والفساد عدو الوحدة الأول وأن الحوار هو وسيلتنا لحل مشاكل وأزمات البلاد ولابد أن يكون من على قاعدة المساواة ومن الخطاء الاستقواء بالدولة والمال العام والوظيفة العامة لفرض رأي معين أو أجنده بعينها، وليست مشكلتنا في الحوار وإنما في جدية السلطة في إنجاحه وإعادة الثقة بين أطراف العمل الوطني وأننا مع الحوار الجاد الذي يتحول إلى برامج عملية لتصحيح المسار وتنقذ سفينة الوطن. وثمن رئيس مشترك تعز قرار رئيس الجمهورية بإطلاق كافة المعتقلين السياسيين استجابة لمطالب الجماهير اليمنية، كما طالب أن يأخذ هذا لقرار مداه الوطني التصالحي باتخاذ قرارات جادة وتاريخيه تعيد السكينة والطمأنينة لليمن وفي المقدمة مديريات لحج وأبين والضالع تمهيدا لإزالة الاحتقان، وتجفيفا لمنابع الأزمة الوطنية. وأكد عبد الحافظ الفقيه بأن التجارب أثبتت أن العنف لا يولد إلا الخراب وأن قمع الحريات ومقاومة رياح التغيير الشعبيه مسلك عبثي ونهاية خاسرة. من جهته قال محمد سعيد كرد - رئيس أحزاب اللقاء مشترك بمحافظة لحج - لقد مر من عمر الوحدة المباركة التي نحتفل اليوم بذكراها عشرين عاما وفي هذه المناسبة لا بد أن نقف وقفة تقيمية لمسار منجز يمني متفرد، منجز عظيم انبلج فجره في الثاني والعشرين من مايو1990م، ولا يختلف اثنان على أهمية الوحدة وخطورة حياة التشظي والتقزم والشتات، ولكن وفي هذه المناسبة نؤكد على خطورة ما خربته السياسات الخاطئة للحزب الحاكم وعلى مدى عشرين عاما وهو ما يجعلنا نخاف كثيرا على وحدتنا العظيمة ذلك المنجز الفريد الذي صنعه الشعب اليمني وحققته إرادة الشعب, ونال منه بتلك السياسات الخرقاء أفراد اتسموا بالأنانية فانتهجوا سياسة الظلم والاستبداد. مؤكدا أن من حقنا أن نخاف على وحدتنا في الجنوب والشمال والشرق والغرب و من كل ربوع وطننا اليمني الحبيب، بل يجب علينا اليوم ألا نصمت إزاء ما يعتمل من سياسات خرقاء نالت وتنال من وحدتنا العظيمة، وواجبنا أن نقول للظالم بكل قوة و بمليء أفواهنا "لا" وأن نقف ضد الفساد والمفسدين وأن نطالب بحقوقنا المهدورة في ظل هذا النظام الاستبدادي الذي صادر حلم كل اليمنيين - مشروع دولة الوحدة اليمنية -وأستبدله بمشروع قبلي لا يعرف سوى مصادرة الحقوق ونهب الثروات والسطو على الأراضي والممتلكات وتهميش أبناء وكوادر هذا الوطن. كم تخلل المهرجان قصيدتان شعريتان للشاعران نجيب القرن وعبده صالح المشرقي .. و قدم الفنان فهد القرني مشهدا مسرحيا معبرا بعنوان (بين الحوار والخوار) بدأه بموال ألهب حماس الجماهير.