الواجهة العثمانية الجديدة من المسلسلات التركية إلى الأساطيل البحرية التركية! لحظة أنا أحب غزة أيضاً ، ولا يمكنني أن أتجاهل الغزو الإسرائيلي والدولة المحتلة التي أتت من الأوربيين أولاً ، فما يزال وعد بلفور (وعد من لا يملك لمن لا يستحق) ينخر في أساسات المسجد الأقصى ، ويهجّر أصحاب الأرض ، ويقتل أبناء الزيتون ، وحتى لو عاد الأوروبيون بحملات إغاثة أو فتحت أبوابها للاجئين الفلسطينيين والعراقيين! فأنا لا أعترف إلا بالوجه القبيح لأوروبا ، سياساتها المتآلفه مع القوى العالمية الجديدة الممتدة أصلاً من أصولهم الأوروبية، سواءً قديماً أم حديثاً، تجعلني أضحك كثيراً على غبائنا، فلا تزال التجارب الحية والقديمة مع الأوروبيين تثبت أنهم يفصلون بين السياسة والإنسانية، متجاهلين كالعادة أن ما يجري في العراق وفلسطين من جرائم ضد الإنسانية ما هو إلاّ نتائج طبيعية للسياسة! فمتى نفع العرب هؤلاء الأوروبيون! لاتزال المعسكرات الأمريكية في ميونخ الألمانية، والقواعد العسكرية الأمريكية على امتداد وأطراف الدول الأوروبية ، تجهز المزيد من المجموعات العسكرية المدربة للعراق وأفغانستان!
يتستر الأوربيون اليوم بغلاف الإنسانية ، تتلقى دولهم الهاربين من الضيم ، تعطي الفارين من الجحيم اللجوء! ، بينما الإنسان في الحقيقة يترك بلده الأم وخيراتها ومسؤولية بنائها فيتقبلونه، ليفسحون المجال أكثر أمام القادمين الجدد (اليهود والأمريكان) ، ويرسلون الآن الكثير من المساعدات الأوروبية ضمن أسطول الحرية ليعبروا عن إنسانيتهم!
لنلقِ نظرة على الأسطول أولاً ، يتكون أسطول الحرية من ثماني سفن هي: سفينة شحن بتمويل كويتي ترفع علم تركيا والكويت، وسفينة شحن بتمويل جزائري، وسفينة شحن بتمويل أوروبي من السويد واليونان، وسفينة شحن إيرلندية تابعة لحركة «غزة الحرة»، وأربع سفن لنقل الركاب، تسمى إحداها «القارب 8000» نسبة لعدد الأسرى في سجون الاحتلال، بجانب سفينة الركاب التركية الأكبر. كما تحمل السفن أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الطبية ومواد البناء والأخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام 2009، كما تحمل 500 عربة كهربائية لاستخدام المعاقين حركياً، لا سيما وأن الحرب الأخيرة خلفت نحو 600 معاق بغزة.
تُلاحظون أن العلم التركي والقوة التركية هي الواجهة الرئيسية ، والإرادة الشعبية والسياسية التركية هي قائد الأسطول على ما يبدو!
فثلاث سفن انطلقت من ميناء أنطاليا التركي إحداها سفينة «مرمرة» التركية لنقل الركاب وسفينة شحن جزائرية وسفينة شحن أخرى كويتية ، إضافة إلى السفن الأوروبية الأخرى والتي التقت جميعها ايضاً على مياه قبرص من الجهة التركية .
لنلصق ذلك بالخبرية التالية: حجبت السلطات الإسرائيلية قناة إم بي سي عن المعتقلين الفلسطينيين في سجني النقب والنفحة الصحراوي بسبب مسلسل تركي اسمه «صرخة حجر» ، وتدور أحداث المسلسل حول أسرة فلسطينية تواجه الموت بنيران المحتل كل يوم، وتعاني مرارة العيش في ظل الاحتلال!
لابد أن أول التصريحات الرسمية على عواقب اغتصاب قوات الاحتلال أسطول الحرية ستكون بامتياز تركية، ما دام أن المسلسلات التركية والأساطيل التركية هي التي تعبر عن القضايا العربية !
اكتفى العرب بالحضور المخجل رسمياً وتمويناً أو حتى مساهمة رئيسية في نقل الأسطول، بمشاركة مياه العرب الإقليمية التي هي أقرب إلى غزة!
ومع ذلك لن نحمل الشخصيات الدبلوماسية الأوروبية نتائج ابنهم "بلفور" ! ولن نحمل الشخصيات الدبلوماسية العربية واليمنية نتائج الخذلان العربي الجمعي لأنظمة الحكم العربية السلطوية ، وندعو لهم بالفرج القريب ، والشهادة التي نالت بعضهم هي شرف، وللآخرين الجرحى والأسرى أقول النضال لا يحتمل إلاّ الثوار .