وسط الطبيعة الساحرة لوادي بنا شُيدت كلية التربية بمديرية النادرة محافظة إب، ورغم عمرها القصير نسبياً إلا أنها تحتضن مئات الدارسين والدارسات من ثلاث محافظات في هذا التحقيق الذي أعده أحد خريجي الكلية تسلط «المصدر» الضوء على جملة من الصعوبات التي تعترض الكلية. تأسست كلية التربية في النادرة في العام الجامعي 93/1994 كفرع يتبع جامعة صنعاء, وأصبحت اليوم تتبع جامعة إب، وكان وزير الزراعة الحالي د. منصور الحوشبي ثاني عميد للكلية بعد د. محمد حاتم المخلافي. يلتقي في حرمها الطلاب من ثلاث محافظات (إب، تعز، الضالع)، في السنوات الأخيرة تقف في حيرة حول ما جرى على كلية التربية بالنادرة ، فأنا أحد طلابها، درست فيها وتخرجت في العام 2009، وقضيت فيها أربع سنوات لم أستطع أن أفرّق خلالها بين المدرسة والكلية، إلا بقدر ما يقودني طموحي وبقدر المقرر الدراسي والزمن المحدد لإنجازه. كان من سبقونا من الطلاب يشيدون بدور الكلية وإدارتها وكادرها ، لكني وجدت وزملائي الطلاب خلاف ذلك. * إدارة لم تستوعب تغيرات الزمن تضم كلية التربية بالنادرة 5 أقسام (القرآن الكريم، اللغة العربية، اللغة الانجليزية، الرياضيات، الفيزياء) وتم مؤخراً فتح قسم الحاسوب، مع قلة القاعات الدراسية ولاتزال طرق ووسائل التدريس لا تواكب الزمن وتقتصر على الطبشور والسبورة ، وصوت الدكتور هو "الميديا"، فلا يوجد شاشة عرض ولا مكبرات صوت . في قسم اللغة الإنجليزية هناك عدد من المقررات الدراسية التي يحتاج تدريسها إلى معمل خاص مزود بالصوتيات والمرئيات وشاشات عرض كمادة Spoken (النطق)، وهذا ليس متوافراً للأسف، ما يؤدي إلى ضعف مستوى الطالب ويؤثر سلباً على اكتساب اللغة، فلا يقدر يميز النطق في بعض الأصوات ولا يجيد لغة الاتصال . إضافة إلى ضغط بعض المواد في مادة كضغط مادة listening (السمع) في مادة النطق. الطالب عبدالله الغانمي (مستوى رابع، لغة انجليزية) يقول: درسنا مادة علم الصوتيات ( phonology) ولم نسمع صوتاً من مسجل أو من أي جهاز آخر. مشكلات كثيرة يعاني منها طلاب الكلية في التعلم، فطلاب الحاسوب والفيزياء والرياضيات بحاجة إلى أن يطبقوا ما تعلموا على الكمبيوتر بينما لا يوجد في الكلية سوى 20 جهاز كمبيوتر!. * حقوق الطلاب حبر على ورق ما إن توصلك قدماك إلى كلية التربية النادرة حتى يعطيك أعضاء شئون الطلاب دليل الطالب الجامعي، في صفحاته تقرأ اللائحة الطلابية (الحقوق والواجبات وطرق التأديب) لتكتشف فيما بعد أن ما قرأت كان حبراً على ورق ، ولا صوت يعلو فوق صوت العميد ، والحزبية ممنوعة ، وأي طالب يبدي رأيه أو وجهة نظره أو ينتقد يتعرض للمضايقة وربما للتحقيق ككاتب هذه السطور الذي تعرض للتحقيق والتعسف أكثر من مرة بسبب صحيفة المسار التي يصدرها، والتي تعبر عن آراء الطلاب والطالبات في الكلية، وهي وحدها التي تدافع عن حقوق الطلاب ، وقد تعرضت للمصادرة أكثر من عدد من قبل إدارة الكلية ، فمن يوزعها من المغضوب عليهم قي نظر إدارة الكلية. • قرصنة الاتحاد هل تقود إلى «حراك طلابي»؟ أوقفت رئاسة الجامعة اتحاد طلاب اليمن في الكلية، نقلاً عن عميد الكلية، وقبل أيام أقدمت إدارة الكلية على إجراء تعيين رئيس جديد للاتحاد بطريقة سرية. هذا الحدث أثار ضجة كبيرة بين الطلاب. الطالب خالد الورافي قال إن الطلاب يرفضون هذه الإجراءات وأن هناك وثيقة وقع فيها أكثر من 500 طالب وطالبة يرفضون فيها تعيين هيئة للاتحاد رغماً عن الطلاب، وأنهم سيعملون على تصعيد احتجاجاتهم. وقد أصدر القطاع الطلابي للتجمع اليمني للإصلاح بالكلية بتاريخ 17/4/2010 بياناً هاماً أُكد فيه رفض الابتزاز الذي يتعرض له الطلاب من سلب لحقهم في إجراء انتخابات الاتحاد، ودعا إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها جميع الطلاب، ما لم فإن كل حزب سيشكل اتحاداً خاصاً به وبشبابه. تقول الطالبة إجهام المحيا (مستوى رابع، لغة انجليزية): إن جميع الطالبات يرفضن تهميش حق الطلاب في اختيار من يمثلهم للاتحاد، وتشاركها الرأي سلمى المكردي (مستوى رابع، رياضيات) مضيفة: إن تهميش رأي الطلاب هي السياسة نفسها التي تتبعها الحكومة في تهميش أصوات الناخبين. * أين السكن الجامعي للطلاب؟ يتوزع طلاب الكلية السكن في دكاكين على الخط العام، رديئة الحال والشكل فضلا عن مكانها غير المناسب، وهي بالمجمل لا تصلح للسكن، فالدكان الذي يسكنه الطالب هو المطبخ والحمام ومكان المذاكرة، ومكان النوم، كما يقول ماهر عقلان (مستوى رابع، قسم القرآن الكريم). ويضيف طه حيدرة: سمعنا أن هناك سكناً جامعياً للطلاب، لكن لا نعلم لماذا تأخر ولمن القرار والخيار. ويضيف أيضاً: نعاني في الدكاكين الاضطراب والهم والقلق، خاصة إذا سقطت الأمطار، فلا تدري إلا والسيل يدخل باب الدكان مهرولا بدون استئذان، ليفسد الكتب والملازم والفراش. بلال الراشدي (مستوى ثاني لغة إنجليزية)، عندما سألته لماذا تدرس في النادرة؟ قال إنها النسبة الضعيفة في الثانوية، واليوم يردد مع الفنان علي الآنسي: "وادي بنا ما كنت لي بخاطر، واليوم على حسي عشي وباكر" ويتساءل كيف سيقضي السنوات التالية!